تقدم الممثل الخاص للأمين العام رئيس بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا عبد الله باتيلي، بتهنئة لكل الليبيين بمناسبة حلول العام الجديد، وقال باتيلي، وفق صفحة "بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا" آمل أن يكون 2023 عامًا لتدارك الفرص الضائعة، وإيجاد حلّ سياسي دائم يمهد الطريق لإجراء الانتخابات، ويؤسس لسلام ورخاء مستدامين في ليبيا." منذ بداية عام 2022، سعت الجهود الليبية والأممية لإجراء انتخابات تمهد لحل أزمة البلاد وانهاء سنوات من المعاناة، لكن الحلم لم يتحقق بفعل تفاقم الانقسام والتدخلات الخارجية والعراقيل التي يفرضها الفرقاء لإجهاض أيّ مبادرة للتسوية. وقد أدّى تشكيل حكومة موازية في الربيع الماضي إلى تعقيد الأوضاع، حتى كادت تنزلق إلى حرب شوارع عندما تحوّلت الخلافات إلى صدامات مسلّحة خلّفت العديد من القتلى في العاصمة طرابلس.ولحل هذه الأزمة المتجددة، طرحت الأممالمتحدة مبادرة في 4 مارس 2022، تتضمن تشكيل لجنة مشتركة من مجلسي النواب والدولة للتوافق حول قاعدة دستورية تقود إلى انتخابات تجدد الشرعية، إلا أن ذلك لم يحدث إلى الآن. وحلم الانتخابات لم يكن وليد 2022، إذ بدأ في 2020 خلال مفاوضات بين أطراف النزاع الليبي في جنيف، فيما عرف وقتها ب«ملتقى الحوار السياسي الليبي". آنذاك، تقرر أن يكون يوم 24 ديسمبر 2021 موعدا للانتخابات، إلا أن المحاولة فشلت، وعادت المطالبات بإجرائها خلال 2022 وتكثفت الجهود للوصول إلى ذلك. تلك الآمال وهذه الجهود اصطدمت بأولى العثرات، عندما قرر مجلس النواب تشكيل حكومة جديدة برئاسة فتحي باشاغا، في حين أن العالم أجمع مازال يقرّ بشرعية حكومة الوحدة برئاسة عبد الحميد الدبيبة ويزكي استمرارها إلى غاية تشكيل حكومة جامعة منبثقة عن انتخابات عامة. وهذا الموقف، كان أول محفز لانقسام سياسي في ليبيا خلال عام 2022، ومهد للأزمة التي يعاني منها الليبيون حتى الآن. كما أن هذا الموقف هو السبب الأول في تعثر الوصول إلى الانتخابات خلال العام المودّع، لتبقى الآمال معلّقة على سنة 2023 للوصول إلى انفراج يعيد بناء مؤسسات الدولة الليبية عبر إرادة الشعب. لا حكومة ثالثة.. في السياق، نفت بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا الأخبار المتداولة بخصوص تخطيط المبعوث الأممي "عبد الله باتيلي" للإعلان عن خارطة تتضمن تشكيل حكومة جديدة. وقالت إن دورها في ليبيا يقتصر على جمع الفاعلين إلى طاولة الحوار من أجل حل ليبي محض. ووصفت بعثة الدعم الأخبار حول تشكيل حكومة جديدة ب«الكاذبة"، والتي تهدف إلى إرباك العملية السياسية الجارية، وإحداث خلط بشأن دور البعثة الذي لا يتمثل في فرض وصفة للحل وإنما يقضي بتشجيع ودعم حل ليبي – ليبي، ودعت في بيان عبر صفحتها على "فيسبوك" جميع الأطراف إلى الامتناع عن أية أعمال قد تهدد الاستقرار الهش في ليبيا، بما في ذلك نشر معلومات مضللة أو مختلَقة. وأوضح البيان أن "باتيلي" شدد على أن أي خارطة طريق يجب أن تكون نتاج حوار شامل يجمع بين كل الأطراف الليبية، وفي ظل الاحترام الكامل لحقوق ومصالح الشعب الليبي وتطلعاته إلى اختيار قيادة ومؤسسات تتمتع بالشرعية. وأضافت البعثة أن ولايتها في ليبيا تقضي بمساعدة الشعب الليبي على تحقيق هذه التطلعات، مشيرة إلى أن "باتيلي" يحث كل القادة السياسيين على تكثيف جهودهم من أجل بلوغ هذا الهدف في عام 2023. اجتماع ثلاثي من ناحية ثانية، يرتقب أن تحتضن مدينة غدامس الليبية اجتماعا ثلاثيا بين رؤساء مجلس النواب والرئاسي والدولة، منتصف الأسبوع القادم، لحل الأزمة الليبية. الاجتماع الثلاثي، سيضم رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح، ورئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري ويعقد في مدينة غدامس يوم 11 جانفي. وفي هذا السياق دعا ممثل الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس بعثة الدعم في ليبيا، عبد الله باتيلي، القادة الليبيين لتدارك الفرص الضائعة وإيجاد حل سياسي دائم يمهد لإجراء الانتخابات ويؤسس لسلام ورخاء مستدامين في ليبيا. من جهته دعا السفير الألماني لدى ليبيا، "ميخائيل أونماخت"، مجلسي النواب والأعلى للدولة، وكافة المؤسسات الفاعلة في البلاد للاستجابة لتطلعات الشعب الليبي، والمسارعة لوضع الإطار الدستوري المنظم للانتخابات، مشدداً على أن "حل الأزمة في ليبيا يجب أن يكون سلمياً". وأعلن عن استعداد بلاده لاحتضان مؤتمرات أخرى حول ليبيا. وفي سياق متصل، قالت رئيسة الوزراء الإيطالية "جورجا ميلوني"، خلال مؤتمر صحفي بمناسبة نهاية العام إن "حوارا" يجري على المستوى الدولي لا يقتصر على الأطراف الليبية، بل مع كل المهتمين بالأزمة الليبية على المستوى الدولي بمن فيهم الرئيس الأمريكي " بايدن".