إعادة النظر في تصنيف الأستاذ.. تقليص الحجم الساعي وترقيات أخرى عملية ترسيم 62 ألف أستاذ متعاقد تمت في ظرف قياسي لا تغيير في امتحان البكالوريا والإصلاحات تتم تدريجيا نتائج الفصل الأول حسنة ولا مجال للمقارنة مع السنة الفارطة أكد وزير التربية الوطنية عبد الحكيم بلعابد، أن الإجراءات الجريئة المتخذة والإصلاحات التدريجية على كل الأصعدة ستعزز استقرار القطاع، ما من شأنه أن يحقق للمدرسة الجزائرية قفزة نوعية وللأستاذ مرتبة اجتماعية تليق به. أوضح بلعابد لدى نزوله ضيفا على «فوروم الإذاعة» للقناة الإذاعية الأولى، أن هذا الاستقرار يشكل خطوة كبيرة ومحفّزة للتحضير للدخول المدرسي للسنة المقبلة 2023- 2024 بكل أريحية، حتى وإن كانت العملية دائما تتم بصفة مبكرة ابتداء من شهر نوفمبر. وفي تقييمه لنتائج الفصل الأول، وصف الوزير النتائج ب»الحسنة» ولا مجال للمقارنة مع نتائج السنة الفارطة، خاصة بعد العودة للتدريس العادي والتخلي عن نظام الدوامين والتلقين العادي للبرامج، بحيث لا وجود لأي تأخر في هذا الخصوص. في المقابل، اعتبر بلعابد الانتهاء من إعداد مشروع القانون الأساسي للتربية قرار دولة وخطوة إستراتيجية للارتقاء بموظف القطاع في المجتمع، حيث تم التكفل بهذا الملف في ظرف 14 شهرا، وبالتنسيق مع النقابات المعتمدة وخبراء التربية بمجموع 34 اجتماعا بصفة إجمالية. وحسب المسؤول الأول عن القطاع، فإن مشروع القانون الأساسي يحمل مكاسب غير مسبوقة سترتقي بالأستاذ المربي، بالإضافة إلى مكاسب اجتماعية، مهنية، ومادية، حيث سيتم إعادة النظر في تصنيف الأستاذ، وتقليص الحجم الساعي لعمله كلّما تقدم في السن، في المراحل التعليمية الثلاث، بالإضافة إلى ترقيات أخرى في مناصب عليا ذات صيغة بيداغوجية، ونفس الأمر بالنسبة لأصحاب الخبرة لأكثر من 10 سنوات، حيث تتم الترقية مباشرة للرتبة التالية وتثمين للشهادات العليا المكتسبة. من جهة أخرى، أشار المتحدث أن الأستاذ في الطور الابتدائي سيستفيد من تقليص محسوس للحجم الساعي، وسيتكفل بالمهام البيداغوحية، وذلك لاستحداث منصب مربي مدرسي متخصص، علما أنه تم إدماج كل من يشتغل بالطور الابتدائي في إطار جهاز الإدماج الاجتماعي والبالغ عددهم 41 ألف، وهم مدعوون لتعزيز القطاع خاصة وأنهم سيستفيدون من ثالث مستويات ترقية في مسارهم المهني. وأوضح ذات المسؤول أن كل قانون أساسي جديد سيتبع بنظام تعويضي جديد خاص بموظفي التربية، بحيث سيتم صبّ زيادات مالية في الرواتب، تضاف إلى تلك التي أقرّها رئيس الجمهورية. ترسيم الأساتذة المتعاقدين يتعلق بالمناصب الشاغرة وفيما تعلقّ بعملية ترسيم 62 ألف أستاذ متعاقد والتي تعود لتطبيق قرار رئيس الجمهورية، أشار بلعابد أن العملية تمت في ظرف قياسي، بحيث تم صدور مرسوم تنفيذي، ومن ثم تعليمة وزارية حددت المعنيين بالإدماج، بحيث أن عملية الترسيم تخص المناصب الشاغرة وليس تلك المتعلقة بالمدرسة العليا للتربية، أما المتعاقدين القدامى فيمكنهم الاستفادة من الترسيم واجتياز امتحان في حال شغور مناصب. وفي تقييمه لتعليم اللغة الانجليزية في التعليم الابتدائي، أكد الوزير أنها حسنة جدا وهو ما شجّعهم على العمل على إعداد برامج مادة الانجليزية ابتداء من السنة الثالثة، خاصة بعد تسجيل إقبال كبير على التكوين من طرف الأساتذة. وفيما يخص امتحان نهاية السنة للمرحلة الابتدائية، أوضح المتحدث أنه يندرج ضمن المقاربة الجديدة للوزارة، للوصول إلى نسبة النجاح التي تكون في الامتحان العادي وذلك لتقييم مكتسبات التلميذ التي تدون من خلال أرضية رقمية تمكّن الأساتذة من معرفة النقائص، حتى تكون فيما بعد معالجة بيداغوجية في الطور المتوسط في حال انتقال التلميذ، مطمئنا الأولياء انه لن يكون في نفس إجراء الامتحانات ولن يكون وطنيا بل سيتم بمراعاة بعض الخصوصيات لضمان أريحية للتلميذ. وبالنسبة لإصلاح البكالوريا، أشار بلعابد أن ذلك يقود بالضرورة إلى إصلاح منظومة التعليم الثانوي بداية بالبرامج، ولكن هذه السنة لن يكون فيه تغييرات، لأنه يجب الانتهاء بداية من المرحلة الابتدائية، ثم ستكون إعادة النظر في امتحان شهادة التعليم المتوسط ثم البكالوريا، من خلال إصلاحات تدريجية غير ارتجالية ولا اعتباطية وبعيدة عن العشوائية. وفي ما تعلق بمراجعة المناهج أكد الوزير، أنه بالفعل تم تنصيب مجلس يتكفل بهذه المهمة يقوم بالدراسة والعمل على استحداث برامج جديدة لأهداف واضحة، وأبعاد عديدة ذات صلة بكل المتغيرات الحاصلة، وتخفيف البرامج، لكن ستكون في إطار المرجعية التاريخية والدينية للبلاد. وبالنسبة لفتح ثانوية الفنون، أكد الوزير أن النتائج مشجعة جدا، في هذه الشعبة، والتفكير جارٍ للذهاب نحو الفتح الجهوي لإتاحة الفرصة أكثر للتلاميذ الراغبين في دراسة هذا المجال في حال توفر الظروف. أما ثانوية الرياضيات فأعرب عن فخره بالنتائج التي حققتها الجزائر التي فازت في أولمبياد الرياضيات المنظمة بتونس، بالمرتبة الأولى عربيا بثلاث ميداليات ذهبية وواحدة فضية، ما يؤكد نجاح البرنامج وجدية العمل المبذول، مشيرا للتفكير نحو الذهاب إلى مجالات أخرى تدخل في إطار الذكاء الصناعي. وبخصوص الجانب التضامني لاسيما في التكفل بتلاميذ التوحد، عاد ليؤكد بأن إدماجهم يتم بشكل كلي في المدرسة بالنسبة للذين يعانون من طيف خفيف، ناهيك عن وجود مراكز تابعة لوزارة التضامن تتكفل بالوضعيات المتقدمة بتأطير متخصص.