سطّرت الجمعية الثقافية «زهرة الأمل» بولاية باتنة، برنامجا ثريا احتفاء برأس السنة الأمازيغية الجديدة، بتنظيم العديد من التظاهرات الثقافية والفنية بعدد من بلديات الولاية باتنة، تحت اشراف مسؤولها الأول، وبالتنسيق والتعاون مع عدة قطاعات أبرزها الثقافة والفنون، السياحة والصناعات التقليدية والحرف ومُديرية المجاهدين، بحسب ما أفادت به رئيسة الجمعية الثقافية الفنانة التشكيلية أمال بكاي. كشفت الفنانة أمل بكاي في تصريح ل»الشعب»، أن جمعيتها كانت حاضرة بقوة في الاحتفالات الرسمية الخاصة بإحياء «ينار»، الذي تم ترسيمه عيدا وطنيا في 12 يناير كل سنة، لإبراز ثراء المنطقة وأهمية التمسك بالهوية الجزائرية، من خلال إعطاء هذه التظاهرة البعد والمكانة التي تستحق كعيد وطني لكل الجزائريين، على اعتبار أنّ «الثقافة الأمازيغية تُشكل رافدا مُهما في تاريخنا، الذي يرجع إلى آلاف السنين، في مختلف مناطق البلاد، كمنطقة الاوراس الكبير»، تضيف المتحدثة. وأشارت بكاي أنّ المناسبة كانت فرصة لعرض آخر لوحاتها التشكيلية، على غرار لوحة فنية فسيفسائية مميزة وأخرى بحروف التفيناغ الخاصة بالسلام والأخوة في الجزائر، في اطار السنة الامازيغية، وهي لوحات فنية تحكي أساطير يناير الخالدة في الذاكرة الشعبية الجزائرية. وبالنسبة لبرنامجها بالمركب الرياضي الترفيهي فأشارت بكاي إلى تنظيمها معرض ثقافي وورشات فنية حرفية حول الصناعات التقليدية والأكلات الشعبية ومعرض للوحات الفنية فسيفساء الرومانية بالجلد. وبدوره الوالي محمد بن مالك أكد تسخير كل الإمكانيات المادية والبشرية لنجاح الاحتفالات الرسمية وجعلها عُرسا وطنيا بامتياز، يتم فيه كل سنة اختيار منطقة من الولاية لاحتضان الاحتفالات الرسمية، اعترافا بدور هذه المناطق على مر تاريخ الولاية قبل وأثناء وبعد الثورة المجيدة، خاصة وأنها لاتزال تحافظ فعلا على عادات وتقاليد الولاية الخاصة بيناير، مبديا التزامه الصادق والجاد على مُرافقة كل فعاليات المجتمع المدني بالولاية للنهوض بها تنمويا وثقافيا وفتحه لكل أبواب التواصل معها في كل الأوقات. كما ثمنت الفنانة بكاي الجهود المبذولة لإنجاح الاحتفالية، مشيرة إلى برمجتها لعدة زيارات ميدانية لمختلف بلديات الولاية، خاصة بمناطق الظل لتكريم الحرفيات بها، على مجهوداتهن في النهوض بالصناعة التقليدية ومساهمتهن في تفعيل التنمية المحلية والحفاظ على الموروث والتراث الثقافي والعادات والتقاليد التي تزخر بها المنطقة، خاصة ما تعلق بالأكلات الشعبية والزرابي والفخار. والجدير بالذكر، أن المسؤول الأول عن الهيئة التنفيذية كان قد اطلق عدة دعوات للمجتمع المدني للمساهمة في تفعيل الشأن الثقافي بالولاية، والمساهمة في إحياء هذه الاعياد بكل البلديات، مُعتبرا الجمعيات شريكا حقيقيا وله دور تكاملي مع مُؤسسات الدولة، وفاعل أساسي في التنمية الثقافية والمحلية، مُشيرا إلى تشجيعه لكل المبادرات الإيجابية التي تنهض بالمنطقة ثقافيا.