أبانت المباراتان اللّتان احتضنهما ملعب 19 ماي 1956، على أنّ عنابة فعلا في الموعد لإنجاح المنافسة القارية، بداية بالاستقبال الحسن لمنتخبات المجموعة الثانية المشاركة في بطولة أمم افريقيا للمحليين، الذين لم يتأخّروا في إظهار انبهارهم بمستوى الضيافة، وبالفنادق التي حطوا رحالهم بها، ناهيك عن الملاعب التي تحتضن تدريباتهم قبيل أي منافسة، وهو ما سيؤهّلهم لخوض مباريات في القمة والتحضير لها في أجواء مريحة. أجواء حماسية صنعها المناصرون العنابيون الذين توافدوا على ملعب 19 ماي 1956 لمشاهدة المباراة، التي جمعت بين كل من منتخبي أوغندا جمهورية الكونغو الديمقراطية، وكوت ديفوار السنغال بحضور أيضا بعض أنصار هذه المنتخبات الذين كانوا في الموعد لتشجيع منتخباتهم، كما احتلت النساء والأطفال أماكن لهم على مدرجات الملعب، والذين استمتعوا قبيل انطلاق المباراة بأجواء فنية رائعة على وقع الموسيقى الجزائرية. الأنصار الذين توافدوا على ملعب عنابة أكدوا على مساهمتهم في إنجاح بطولة أمم افريقيا للمحليين، وإعطاء صورة حسنة عن الجمهور العنابي والجزائري ككل، والذي سيؤهل الجزائر لاحتضان منافسات دولية أخرى، على غرار كأس أمم افريقيا، حيث يأملون أن تحتضن الجزائر منافسة 2025، خصوصا وأنه اليوم تحت أنظار مسؤولي الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم حيث كان رئيس "الكاف" موتسيبي حاضرا بعنابة رفقة جهيد زفيزف رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم ووالي ولاية عنابة جمال الدين بريمي، كما أكّد المناصرون أنّ "الشان" هو أكبر مناسبة لقبول ملف الجزائر، سواء من خلال هياكلها الرياضية أو جمهورها الذي، لن يتوانى في إنجاح أي تظاهرة يحتضنها بلد المليون ونصف المليون شهيد، وبأن الجزائر في مستوى التظاهرات الدولية الكبرى. أجواء أمنية محكمة أيضا شهدتها التحفة الرياضية الجديدة لجوهرة الشرق بونة وشوارعها، حيث نفذّت مصالح أمن ولاية عنابة مخطّطها الوقائي الذي سطرته للمساهمة في إنجاح الحدث الكروي، بداية بتأمين الوفود المشاركة عبر مسالك العبور والايواء، وعلى مستوى الملعب الذي يحتضن المنافسات أو ملعب التدريبات، واتخاد إجراءات استباقية قبل نهاية المباراة بحوالي دقيقة، لتأمين خروج اللاعبين وكذلك الأنصار، الذين تمّ تحسيسهم قبل بداية المنافسة للتحلي بالروح الرياضية، واستخدام وسائل النقل العمومي التي تتكفل بنقل المناصرين إلى الملعب مجانا. مع العلم، افتتاح المنافسة للمجموعة "ب"، كان هو الآخر في المستوى بعد أن تمّ تحضير 170 طفل لهذه المناسبة، لحمل الأعلام الصغيرة والكبيرة للدول المشاركة، واسترجاع الكرات. وفي سياق متصل، عرف اختتام المباراتين حملة تنظيم شاملة للمعلب تحت إشراف جمعية "الدراجة الخضراء" التي أطلقت حملة "مناصر حاضر متحضّر"، و«مناصر نظيف في ملعب نظيف" من أجل إعطاء صورة راقية على المناصر الجزائري، حيث لقيت المبادرة إقبال العائلات العنابية عليها لتجسيد مبدأ "الشان ليست فقط فرصة للتنافس الرياضي..بل أيضا للتنافس على تقديم صورة مميزة عن بلدك". من جانب آخر، تتواصل الأيام التحسيسية الخاصة "بدور الشباب أثناء التظاهرات الرياضية" المنظمة من طرف أعضاء المجلس الأعلى للشباب لولاية عنابة، بإشراف والي الولاية وبالتنسيق مع مديرية الشباب والرياضة لولاية عنابة، وبمساهمة مختلف الفاعلين، لفائدة مجموعة من الشباب الناشط جمعويا من أجل تشجيعهم على روح التنظيم والتواصل، بالإضافة إلى نشر الروح الرياضية وثقافة التشجيع في أوساط المناصرين.