ينتظر أبناء بونة، على غرار باقي سكان الجزائر تاريخ 13 جانفي بشغف كبير، على اعتبار أنّ جوهرة الشرق الجزائري من بين المدن التي حظيت بشرف احتضان جانب من فعاليات بطولة إفريقيا للاعبين المحليين «شان 2022»، حيث سيكون عشاق الكرة المستديرة بعنابة يوم 14 جانفي الجاري على موعد مع أول مباراة على ملعب 19 ماي 1956، بداية من الساعة الخامسة مساء بين منتخبي جمهورية الكونغو الديمقراطية وأوغندا، يليه اللقاء الثاني بين كوت ديفوار والسنغال على الثامنة مساء. تحد كبير ترفعه مدينة عنابة لتكون في الموعد المحدد لها لاحتضان المنافسة القارية، والاستقبال الحسن للوفود المشاركة في هذا العرس الكروي، فبالرغم من التأخر الذي سجلته عنابة على مستوى هياكلها، على غرار التأخر في تهيئة أرضية ملعب 19 ماي 1956 وعدم جاهزية الكراسي، وكذلك غياب الإنارة العمومية، بالإضافة إلى ملعب العقيد شابو الذي تجرى به الحصص التدريبية للفرق المشاركة في المنافسة القارية، بالرغم من ذلك إلا أن السلطات المحلية واجهت احتمالية إقصاء عنابة من هذا الحدث الرياضي بكل إرادة وعزيمة، لتقدّم ملعبا أضحى اليوم من بين أحسن وأجود الملاعب في الجزائر. ملاحظات لجنة «الشان» لم يفوّتها وزير الشباب والرياضة عبد الرزاق سبقاق خلال زياراته التفقدية للمنشآت الرياضية بعنابة، والذي كان يُشدد على ضرورة بذل المزيد من الجهد، لتكون عنابة جاهزة لكأس أمم افريقيا للمحليين، واحترام المعايير المعمول بها دوليا في إنجاز المرافق الرياضية التي تعد مكسبا وطنيا، وستبقى إرثا لهذه الولاية ممّا يسمح لها باحتضان مختلف التظاهرات الرياضية الوطنية والدولية مستقبلا، وكما صرّح الوزير سابقا فالجزائر مرشحة لاحتضان منافسات دولية كبرى. سباق مع الزّمن.. سباق مع الزّمن عاشته عنابة لاستكمال مشاريع التهيئة لمختلف المرافق الرياضية التي تحتضن المنافسة القارية، على غرار ملعبي 19 ماي 1956، والعقيد الشابو الذي تجرى به الحصص التدريبية للفرق المشاركة، تحد راهنت عليه السلطات المحلية للولاية، وعلى رأسها المسؤول الأول على الجهاز التنفيذي لعنابة جمال الدين بريمي، أن تكون بونة في الموعد وفي مستوى المنافسة القارية، وأن تكون الملاعب ومختلف المرافق جاهزة لاحتضان الحدث الكروي الهام، خصوصا وأنّ الدولة الجزائرية لم تتوان في توفير مختلف الامكانيات المادية والبشرية لإنجاح بطولة أمم افريقيا للمحليين، ناهيك عن أن عنابة استفادت من أكثر من 800 مليار سنتيم، لإتمام المشاريع المزمع احتضانها ل «شان 2023». عنابة اليوم، استكملت مختلف المشاريع، وباتت في أتم الاستعداد لاحتضان المنافسة القارية، سواء على مستوى ملاعبها، أو على مستوى الفنادق المسخرة لاحتضان ضيوف الجزائر الذين يحلون بهذه المدينة، على غرار فندق الشيراتون والذي من المنتظر أن يستضيف مسؤولي الكاف والحكام، لينزل منتخب كوت ديفوار بفندق «روايال إليزا»، والذي ستكون تدريباته بملعب شابو إلى جانب منتخب أوغندا الذي يحل بالفندق العسكري، أما فندق صبري فسيحل به منتخب جمهورية الكونغو الديمقراطية الذي يجري تدريباته بملحق ملعب 19 ماي 1956 مع منتخب السنغال الذي يستضيفه فندق الريم الجميل، مع العلم أنّ وزير السّياحة والصّناعة التقليدية ياسين حمادي حين حلّ بعنابة الأسبوع الماضي نوّه بجاهزية الهياكل الفندقية التي تتمتع بمقاييس دولية، وستكون في الموعد لاستقبال ضيوف جوهرة الشرق، وفي السياق كشف والي عنابة أن بونة ستستفيد من 4 فنادق جديدة صنف أربعة نجوم، تقدمت نسبة الأشغال بها لتكون جاهزة سنة 2025. ملعب 19 ماي 1956 يعد ملعب 19 ماي 1956 بعنابة، والذي افتتح لأول مرة يوم 10 جويلية 1987 في إطار تصفيات الألعاب الأولمبية 1988، ويتسع لحوالي 65 ألف متفرج، ثاني أكبر ملعب في الجزائر بعد ملعب 5 جويلية المتواجد بالجزائر العاصمة. شهد الملعب منذ الاعلان عن احتضان الجزائر لكأس أمم افريقيا للمحليين عمليات تهيئة واسعة، شملت أرضية الميدان، غرف تبديل الملابس، الانارة العمومية، مقاعد المدرجات التي أخدت اللونين الأحمر والابيض، اللوحة الالكترونية، توسيع الأجنحة الخاصة باللاعبين ووسائل الإعلام، وغيرها..مع العلم أن أشغال إعادة تهيئة الملعب أسندت لمؤسسة «باتيميتال». من ملعب بمقاييس بسيطة تحوّل بفضل جهود القائمين عليه، وتضافر الجهود إلى ملعب بمواصفات عالمية يستوفي شروط «الفيفا»، ويؤهّله لاستقبال المنافسات الدولية، ملعب أذهل زوّاره وكل من رآه من عشاق كرة القدم، الذين كانوا يحلمون بمستطيل أخضر يحتضن مختلف المباريات، على غرار حمراء عنابة ونادي عنابة، ولِم لا مباريات المنتخب الوطني الأول؟ وهو ما كان خلال المباراة الودية الثانية التي احتضنها ملعب 19 ماي 1956 مؤخرا، والتي جمعت الفريق الوطني للمحليين بنظيره السنغالي، وعرفت حضورا جماهيريا كبيرا أبان عن الروح الرياضية، وإعجابه بالتحفة العالمية التي باتت تمتلكها بونة، على غرار الناخب الوطني مجيد بوقرة الذي أكّد أنّ «ملعب عنابة كان رائعا بحلّته الجديدة، وسيكون دافعا لتطوير كرة القدم في الجزائر». الملعب ستتم تغطيته بالكامل كما صرّح سابقا والي الولاية مشيرا إلى أنّ مكتب الدراسات الذي أشرف على ترميم الملعب اقترح ذلك، بحيث يملك تصورا أوليا لعملية التغطية، التي سيتم تجسيدها قبل سنة 2025 في حال موافقة السلطات العليا للبلاد، والاستفادة من الغلاف المالي المؤهل لذلك. إجراءات «الشان».. مجموعة من الإجراءات التنظيمية اتخذتها السلطات المحلية لولاية عنابة، من أجل السير الحسن لبطولة أمم إفريقيا للمحليين، على غرار بيع التذاكر إلكترونيا، دخول المناصرين إلى الملعب، عبر البوّابات الأوتوماتيكية الجديدة، كما كشف مصدر «الشعب» أنّ إجراءات أمنية محكمة ستشهدها المنافسة القارية، من خلال الاعتماد على كاميرات مراقبة عالية الجودة والمثبتة داخل وخارج الملعب، الذي تدعّم أيضا بمخارج جديدة تُمكّن من إخلائه في 15 دقيقة، بالإضافة إلى استحداث مراكز للحماية المدنية في جميع أنحاء الملعب وتهيئة الحظيرة الخارجية التي تستوعب 5 آلاف مركبة. شباب عنابة يستعد.. «شباب عنابة للشان يستعد»، هي أيام دراسية تحسيسية خاصة بدور الشباب أثناء التظاهرات الرياضية، والتي تضمّنت ورشات تكوينية بمشاركة العديد من الجمعيات والمجتمع المدني، تحت إشراف المجلس الأعلى للشباب عن ولاية عنابة، وبالتنسيق مع مديرية الشباب والرياضة، تمحورت حول مهارات التواصل والتحسيس، تقنيات تسيير النزاعات، مهارات التنظيم والتسيير، التربية البيئية وحماية البيئة في الأوساط الشبانية، إلى جانب الإسعافات الاولية في الحالات الاستعجالية. من جانب آخر، كشف ذات المصدر أنّ التظاهرة الرياضية ستشهد نشاطات مختلفة قبل بداية كل مباراة أو بين الشوطين، حتى لا يمل المناصرون من الانتظار، كما ستكون هناك تظاهرات وبرامج جوارية متنوعة تدخل في إطار استغلال المناسبة للترويج السياحي للمدينة. عنابة تتزيّن.. حتى تكون عنابة في مستوى الحدث القاري، وتقدّم صورة حسنة عن المدينة التي لا تنام، لم تتأخر السلطات المحلية في تهيئة المحيط الخارجي للمدينة، من خلال تعبيد الطرقات، تأهيل الانارة العمومية التي تشمل تركيب الأضواء الثلاثية الذكية، إلى جانب تنظيف الطرقات وتزيينها وتهيئة الأحواض ومحاور الدوران، غرس أشجار النخيل، سيما بجانب المدخل الرئيسي للملعب، فضلا عن تجهيز حافلات المنتخبات المشاركة في العرس الكروي، الذي سيقدّم صورة عن الجزائر التي لم تتأخّر يوما، ولن تتأخّر في إنجاح مختلف المواعيد التي تراهن عليها.