تعرف مباريات اليوم الرابع من بطولة افريقيا للاعبين المحليين دخول منتخبات المجموعة الرابعة والخامسة أجواء المنافسة، حيث يواجه المنتخب المالي نظيره الانغولي بينما يلتقي الكاميرون بمنتخب الكونغو. والمباراتان اللتان ستعرفان إثارة كبيرة بحكم المستوى الفني الجيد للمنتخبات الأربعة، فيما يبقى العامل السلبي في البطولة لحد الآن هو غياب الفعالية للمهاجمين. تدخل منتخبات المجموعة الرابعة والخامسة اجواء المنافسة اليوم في اختتام مباريات الجولة الأولى، حيث وبعد مباريات اليوم تكون كل المنتخبات لعبت مباراة واحدة ما عدا تلك التي كانت معفاة بسبب تواجد مجموعات بها ثلاث منتخبات فقط، وعلى العموم يبقى المستوى الفني متوسط إلى حد كبير، حيث لم نشاهد مباريات كبيرة ما عدا مباراة السنغال وكوت ديفوار التي عرفت مستوى فنيا جيدا. يسعى المنتخب المالي لدخول المنافسة بقوة رغم أن المأمورية لن تكون سهلة أمام المنتخب الانغولي، الطامح هو الآخر لتحقيق نتيجة إيجابية، حيث ينتظر أن تكون المنافسة كبيرة بين المنتخبين خلال المباراة التي ستجري على أرضية ميدان ملعب ميلود هدفي بوهران، وهو ما سيزيد من متعة المشاهدة. المنتخب المالي يطمح لتحقيق نتيجة إيجابية من خلال الاعتماد على عامل الانسجام، وهي نفس نقطة قوة المنتخب الانغولي، حيث يتكون المنتخب المالي من خليط بين فريقين هما ريال باماكو ونادي جوليبا، وهو الامر الذي سيعزز من عاملي التكامل والانسجام بين اللاعبين، ويسهل كثيرا من مهمة المدرب. نفس الامر ينطبق على المنتخب الانغولي، الذي يتكون معظم لاعبيه من فريق بريميرو دي اوغوسطو، وهو الفريق المعروف بتواجده على الدوام في دور المجموعات لرابطة الأبطال أو كاس «الكاف»، حيث سيعزز عامل تواجد لاعبين من فريق واحد من قوة المنتخب الانغولي، خاصة فيما يخص عامل الانسجام. المستوى الفني لكل منتخب في بطولة افريقيا للاعبين المحليين هو انعكاس لمستوى البطولة، وبالنظر لقوة البطولة المالية والانغولية، فضمان تواجد لاعبين من مستوى جيد في المنتخبين يبقى أمرا منتظرا، وهو الامر الذي سيزيد من قوة المنافسة بينهما خلال المباراة، ويقلل الفوارق الفنية كثيرا. من ناحية أخرى، عامل الخبرة سيكون له دور كبير في سير المباراة، وبحكم تكوّن المنتخبين المالي والانغولي من لاعبين ينشطون في أندية لها مكانتها في القارة، فهذا معناه تمتع اللاعبين بخبرة جيدة على المستوى الدولي بحكم أنّهم متعوّدون على المشاركة في المنافسات القارية للأندية. المنتخب الكاميروني هو الآخر يدخل اليوم أجواء المنافسة من خلال مواجهة نظيره الكونغولي، وهي المباراة التي تعد بالكثير بالنظر لتطور مستوى الكرة الكاميرونيةوالكونغولية على المستوى المحلي، حيث ينتظر أن يشاهد الجمهور بملعب ميلود هدفي مستوى فنيا جيدا. يضم المنتخب الكاميروني لاعبين من مستوى جيد، ينشط معظمهم في نادي «القطن» الذي يعد من اقوى الاندية المحلية، وهو الآخر مواظب على التواجد في المنافسات القارية للاندية، حيث يعد محطة مهمة للاعبين المحليين في الكاميرون من أجل الاحتراف في أوروبا أو الأندية العربية والأسيوية. في سياق متصل، صنع استبعاد هداف البطولة الكاميرونية باتين واسو الحدث لدى الصحافة المحلية، خاصة أنّ هداف «القطن» الكاميرون سجّل 6 أهداف في ثماني مباريات، ويعد من النجوم الواعدة في الكاميرون، وله مستقبل كبير بحكم أن سنه لم يتجاوز 18 سنة، إلا أنّ مدرب المنتخب الكاميروني كان له رأي آخر. مستوى المنتخب الكاميرون من الناحية الفنية جيد، وله لاعبون ممتازون في مختلف الخطوط، كما أن الانسجام والتكامل يبقى كبيرا بين اللاعبين بسبب أن معظم العناصر تنشط في نادي «القطن»، وهو العامل الذي سيساعد المدرب على تقديم أفضل ما لديه خلال المنافسة التي يسعى من خلالها لبلوغ المربع الذهبي على الاقل. منتخب الكونغو يمتلك هو الآخر لاعبين جيدين، حيث يراهن مدرب المنتخب على فعالية العناصر التي لديه، ورغبتها في إثبات نفسها لتكون في الصورة خلال البطولة، وهو الامر الذي قد يصعب من مأمورية المنتخب الكاميروني، لكن في المقابل منتخب الكونغو متحرر كثيرا من الناحية النفسية، بما أنّه لا يملك ما يخسر وسيدخل المنافسة بدون مركب نقص عكس منتخب الكاميرون، الذي تبدو الضغوط عليه كبيرة من أجل الفوز. غياب الفعالية يثير التّساؤلات ما يثير التساؤل خلال بطولة افريقيا للاعبين المحليين هو غياب الفعالية لدى المهاجمين، رغم الفرص الكثيرة التي يتم صناعتها، إلا أن الفعالية تبقى غائبة حيث عرفت المباريات التي جرت أول امس تسجيل هدف واحد فقط خلال مباراة السنغال وكوت ديفوار، بينما عرفت المواجهتان الاخرتان نهاية سلبية بدون أهداف. من بين أهم العوامل التي ترجح هذه الفرضية هو غياب الجودة في هجوم المنتخبات المشاركة، حيث لا يمتلكون المهاجم الهداف بدليل الفرص السهلة التي ضاعت خلال العديد من المباريات، وكان بالإمكان تسجيلها إلا أن الامور لم تسر بالطريقة التي ينتظرها الجميع، وهو الامر الذي يثير الكثير من التساؤل. غلبت العشوائية على التنظيم في طريقة لعب بعض المنتخبات، والأكيد أن مستوى البعض منها هو انعكاس حقيقي لمستوى البطولة المحلية، وبالتالي لا يمكن انتظار الكثير من الاشياء خلال مباريات الدور الاول، وعلينا الانتظار لغاية الادوار الاقصائية من أجل مشاهدة مستوى فني جيد. سيكون مدرّبو المنتخبات المشاركة مطالبون بتدارك هذا الأمر بعد نهاية مباريات الجولة الاولى، بما أن الجولة الثانية ستكون حاسمة في سباق التأهل الى ربع النهائي، ومن أجل التأهل يجب الفوز بالمباريات، ولتحقيق الفوز يجب التسجيل وهذا معناه تجسيد الفرص المتاحة إلى أهداف. جمهور «بونة» استمتع بعروض شيّقة استمتع الجمهور العنابي بعروض شيّقة خلال مواجهة السنغال وكوت ديفوار، وهي المباراة التي عرفت تقديم المنتخبين لعروض مميزة، رغم أن المباراة انتهت بتسجيل هدف وحيد للمنتخب السنغالي، إلا أن العروض الفنية كانت حاضرة وتعكس عراقة مدارس التكوين السنغالية والايفوارية. مباراة السنغال وكوت ديفوار عرفت انتهاج المنتخبين لطريقة اللعب المفتوح، وهو الامر الذي زاد من التشويق والاثارة خلال المباراة التي عرفت بروز بعض اللاعبين من الجانبين، حيث يترقب وصول العديد من العروض لديهم من أجل الاحتراف. على العكس من مباراة السنغال، لم تعرف مواجهة الموزمبيق واثيوبيا عروضا مميزة رغم اجتهاد المنتخبين خلال المباراة من أجل تحقيق الانتصار، ولكن غياب الفعالية كان وراء عدم تجسيد الفرص القليلة التي أتيحت للاعبين المنتخبين خلال المباراة، حيث سيكون عليهما التعويض في المواجهة المقبلة. نفس الأمر انطبق على مباراة اوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، التي وإن عرفت مستوى فنيا مقبولا مقارنة بمباراة الموزمبيق وإثيوبيا، إلا أن لاعبي المنتخبين فشلا في التسجيل حيث صنعوا العديد من الفرص، لكن الفعالية كانت غائبة على الدوام. ** البرنامج ** مالي - أنغولا 17:00 الكاميرون - الكونغو 20:00