آليات المرافقة وأجهزة تمويل المشاريع والحلول المبتكرة يحتضن قصر الثقافة، على مدار ثلاثة أيام، ابتداء من 26 وإلى غاية 28 جانفي الجاري، الطبعة 16 للصالون الوطني للتوظيف والتكوين، تحت شعار «الرقمنة... أداة في خدمة الديناميكية الاقتصادية»، بمشاركة حوالي 50 عارضا من مؤسسات ومدارس التكوين والتمهين، استثمرت في تعميم الاقتصاد الرقمي وإدخال أدوات الذكاء الاصطناعي بهدف تعزيز وتيرة النمو الاقتصادي وتطوير القدرة التنفسية والإنتاجية للمؤسسة الجزائرية، خاصة مع بروز عدة قطاعات تقوم على الابتكار. أوضح الدكتور علي بلخيري، محافظ الصالون بمنتدى «المجاهد»، أمس، أن الصالون يمثل ملتقى توظيف وتكوين يجمع بين عديد المتدخلين، بعد عامين من تأثيرات وتداعيات أزمة كوفيد الصحية العالمية، حيث دخل الاقتصاد الجزائري، كغيره في بلدان العالم، في دورة انتعاش يؤكدها معدل نمو قدره 4,7% في عام 2022، وهو ما أعطى- بحسبه- ديناميكية جديدة لسوق التشغيل في الجزائر، ما يعني تبني سياسة استثمارية جديدة ورفع السلطات العمومية التجميد عن عديد من مشاريع الاقتصادية وتعزيز سوق التشغيل، ما يعني الحاجة إلى يد عاملة مؤهلة قادرة على رفع التحدي والتكيف. وأشار بلخيري، أن المؤسسات الناشئة تحتل مكانة لا يستهان بها في مخطط الإنعاش الاقتصادي، حيث تعتمد عليها السلطات العمومية في تنشيط الاقتصاد الوطني، من خلال مشاريع مبتكرة لمواجهة الاضطرابات والأزمات. لهذا سيتزامن صالون التوظيف مع صالون التكوين، اللذين سيتم تنظيمهما بشكل مشترك في مساحات متجاورة، ليكونا مفترق طرق لقاء الشركات والإدارات التي تبحث عن الكفاءات والموظفين الجدد والمعاهد ومؤسسات التكوين، وكذلك الهيئات تحت وصاية وزارتي العمل والتكوين المهني من ناحية، والجامعيين والإطارات الذين يبحثون عن وظيفة أو تكوين أو معلومات لإنشاء مؤسساتهم الخاصة. في المقابل ستكون التظاهرة فرصة للمؤسسات ومدارس التكوين لإبرام اتفاقيات شراكة وإيجاد إطارات المستقبل وكذلك المرشحين الذين يسعون للحصول عن دبلوم أو تكوين مؤهل، كما ستكرم نسخة 2023 من صالون التوظيف والتكوين الأشخاص ذوي الهمم، حيث يتمتع العديد منهم بالمؤهلات والكفاءات اللازمة بحيث تقدم قيمة إضافية للمؤسسات. على هامش التظاهرة، وعلى مدار الثلاثة أيام، سيتم تنظيم محاضرات وورشات وموائد مستديرة موضوعاتية لشرح الأنظمة واللوائح والجباية وسياسة التوظيف والتطور في الحياة المهنية والمهن وبرامج التكوين، كيفية إعداد السير الذاتية، إجراء مقابلات التوظيف وتقييم الكفاءات وغيرها. من جهتها، اعتبرت مديرة الاحتضان وريادة الأعمال والتكوين على مستوى الوكالة الوطنية لترقية الحظائر التكنولوجية وتطويرها، وسيلة قناطف أعراب، الصالون فرصة للاطلاع على البرنامج المسطر لمرافقة حاملي المشاريع والأفكار، لاسيما في المجال التكنولوجي والحلول المبتكرة، ومرافقتهم في كل المراحل من بداية الفكرة إلى غاية تجسيدها فعليا. وأشارت المتحدثة، إلى أن الوكالة الوطنية لترقية الحظائر التكنولوجية وتطويرها قامت بمرافقة 650 مؤسسة منذ 2010، في مختلف القطاعات وهي تواصل في هذا النشاط شرط أن يتوفر في الأعمال المعروضة «الابتكار». من جهته تطرق سيد أحمد زروقي مسير مؤسسة التوظيف الإلكتروني «بارتنير»، إلى أهمية هذا النوع من الصالونات، باعتبارها محركا ومسرعا للحركة الاقتصادية، ولهذا سيتم تنظيم ورشتين للتعريف بكيفية إنشاء المؤسسات الناشئة وإطلاع الشباب من حاملي الأفكار والمشاريع على الآليات التمويلية المستحدثة من طرف الدولة لتجسيدها على أرض الواقع ومختلف إجراءات ومراحل المرافقة للحلول المبتكرة لجعلها في خدمة الاقتصاد الوطني والمؤسسات الجزائري وبالتالي المساهمة في خلق الثروة وإنشاء مناصب شغل جديدة.