خلص المشاركون في الملتقى الوطني حول ترقية تربية الابل، إلى إصدار جملة من التوصيات للنهوض بهذا القطاع الاقتصادي الهام بالولاية،تتعلق بإنشاء اللجنة الوطنية المهنية للابل لمعالجة مشاكل الشعبة، انشاء منصة رقمية لإيصال المعلومة من الموالين إلى الفاعلين في الشعبة فوزارة الفلاحة لمناقشتها وإيجاد الحلول لها. عرض رئيس لجنة التوصيات ومسير مخبر الوراثة التطبيقية في الفلاحة البيئية والصحة العامة البروفيسور سهيل قوار سمير، أمس، خلال اختتام أشغال الملتقى جملة من التوصيات رفعت الى الوزارة الوصية للنظر فيها، وتم إمهال اللجنة المهنية للإبل ستة أشهر للوصول إلى نتائج، من شأنها تطوير الشعبة والرقي بها. يأتي في مقدمة التوصيات خلق مساحات للمراعي، وذلك بحفر الآبار للسقي، للحفاظ على الغطاء النباتي وتطويره، وإحصاء تسجيل ورقمنة الحيوانات لحماية الثروة الحيوانية التي تزخر بها الجزائر، فضلا عن معرفة الاعداد الحقيقية للمربين قصد تدعيمهم ومرافقتهم. وإلى ذلك أوصى الخبراء بوضع خارطة تسويق حليب الإبل، من خلال توسيع توزيعه على مستوى المطاعم الجامعية ومختلف الهيئات في خطوة نحو نشر ثقافة الاستهلاك، ويكون النموذج ولاية تندوف، وذلك بالاعتماد على الفئات التي لها علاقة بإنتاج وتسويق حليب الإبل، من مربين ومنتجين وموزعين وتجار ومصنعين. كما تضمنت التوصيات إدراج تكوين متخصص في مجال تربية الإبل بالولايات المعنية، وعلى مستوى مراكز التكوين التابعة لوزارة الفلاحة، حيث منحت مدة ثلاثة أشهر لعرض العمل التقييمي على اللجنة، التي تأمل أن تكون هذه الخطوة مفيدة في ترقية الشعبة. واقترحت اللجنة عقد ثلاثية بين الموال المهني، الجزائرية لإنتاج اللحوم الحمراء، والديوان الوطني لتغذية الأنعام والدواجن تحت إشراف وزارة الفلاحة، حيث منحت ثلاثة أشهر لتطبيق المقترح، الذي من شأنه النهوض بالشعبة اللحوم التي تعاني بسبب نقص الإنتاج وارتفاع الأسعار. وعلى أساس نتائج هذه المقترحات، يتم الشروع في اعتماد إستراتجية ناجعة لجعل شعبة تربية الإبل واحدة من القطاعات التي يعتمد عليها الاقتصاد، وهذا بالنظر إلى أهميتها ومساهماتها في تحقيق الاكتفاء في بعض منتجاتها. وفي ذات السياق، أوصى المشاركون على رأسهم رئيس لجنة التوصيات بروفيسور قوار، بضرورة متابعة المقترحات ومرافقة المربين بتسخير كل الوسائل والإمكانيات لتطوير وتفعيل هذه الشعبة، مع استغلال وتثمين منتجاتها من الحليب واللحوم لإنعاش الاقتصاد. وأشار البروفيسور إلى أهمية الملتقى من حيث المشاركة القوية لمختلف الفاعلين، بياطرة وموالين ومنتجين وخبراء وممثلين عن الوزارة لإعطاء قيمة لمخرجات الملتقى الذي يراد به تطوير وتنمية الشعبة التي تكتسي أهمية من الجانب الاقتصادي. من جهته، ممثل وزارة الفلاحة محمد كريم عوفي، أشار إلى الأهمية التي يوليها وزير الفلاحة عبد الحفيظ هني إلى شعبة الإبل والمربيين من خلال مرافقتهم ودعمهم، كما وعد بمتابعة هذا الصنف من خلال المحافظة على السلالات وتثمين النشاطات المتصلة والمنتجات المشتقة كقيمة إضافية. يعتبر الملتقى - حسب المتحدث - فرصة وبوابة لترقية شعبة تربية الإبل من خلال الوقوف على أهم الانشغالات المطروحة من المهنيين وإشراك الباحثين والمتعاملين الجزائريين في تطوير هذه الثروة، وتثمين منتجاتها من اللحوم الحمراء لتغطية طلب السوق من هذه المادة الحيوية.