إحصاء دوري للإبل لحماية الشعبة انطلقت يوم أمس بتندوف فعاليات الملتقى الوطني الأول لترقية شعبة الإبل تحت شعار «الإبل.. ثروة وتراث»، بمشاركة مختصين وأكاديميين من مختلف ولايات الوطن، وبالشراكة مع كنفدرالية الصناعيين والمنتجين الجزائريين والمجلس الوطني المهني المشترك لشعبة الإبل. الملتقى الوطني الأول من نوعه على مستوى الولاية، شكّل فرصةً لتثمين المؤهلات الوطنية وإمكانيات البلاد من الثروة الحيوانية وخاصة الإبل المقدر عددها حسب مختصين بحوالي 480 ألف رأس. المناسبة كانت فرصة كذلك للتأكيد على ضرورة إدراج الإبل في مسار التنمية المحلية، واستغلال المربّين لكل الموارد المتاحة من هذه الثروة من وبر، حليب، لحوم وزيوت من أجل إرساء ديناميكية اقتصادية محلية بالشراكة مع مؤسسات الدولة وصناديق الدعم تحت قاعدة رابح – رابح. أكد والي ولاية تندوف محمد مخبي أمس، في إطار الحفاظ على الثروة الحيوانية، بضرورة القيام بإحصاء دوري لشعبة تربية الإبل، وبوضع الأقراط ومراقبة حركة رؤوس الإبل والماشية من أجل تطهير القوائم وحمايتها من حوادث المرور، مبرزا أهمية تنظيم هكذا ملتقيات لمرافقة الشعبة وترقيتها. في هذا الصدد، أوضح والي ولاية تندوف خلال إشرافه على افتتاح الملتقى الوطني الأول لترقية شعبة الإبل الموسوم بعنوان «الإبل ثروة وتراث» بتندوف، وبحضور إطارات من ممثلي وزارة الفلاحة، رئيس المجلس الشعبي الولائي، أن برنامج رئيس الجمهورية يؤكد على توفير اللحوم باختلاف أنواعها على المستوى الوطني، مشيرا الى إمكانية إسهام الإبل في توفير هذه المادة وتغطية الطلب الوطني. وشدد المسؤول الأول على ولاية تندوف، بضرورة الحفاظ على نشاط تربية هذه الثروة الحيوانية من خلال تنظيم هكذا مبادرات والتعريف بأهمية الشعبة، التي يمكن استغلالها من أجل تطوير الاقتصاد، مع ضمان المتابعة للوقوف على النتائج ميدانيا. أشار الوالي في كلمته، إلى ضرورة وضع إستراتجية لتسويق منتجات الإبل خاصة الحليب، مثمنا المبادرات التي أقيمت لتوسيع نقاط البيع والترويج لهذا المنتج، خاصة أمام الإمكانات الفلاحية التي تملكها بلادنا، ويمكن استغلالها لتحقيق الاكتفاء الذاتي، والتوجه نحو التصدير، بما يسمح بتعزيز الاقتصاد الوطني وجلب العملة الصعبة. وأكد والي ولاية تندوف، أن العملية تندرج في إطار توجيهات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الذي يولي أهمية بالغة لقطاع الفلاحة وتنميته والنهوض به، من أجل تعزيز الأمن الغذائي، لاسيما ما يتعلق بالمحافظة على ثروة الإبل وتثمينها لتحقيق الاكتفاء في شعبة اللحوم الحمراء، التي تولي لها الدولة الأهمية بالغة، خاصة في الوضع الراهن، وتشهد ارتفاعا محسوسا في أسعارها، ثم عرج إلى الرؤية الجديدة للحكومة التي تجعل من قطاع الفلاحة عمودا أساسيا للتنمية ببلادنا، من شأنها تأمين الموالين وربطهم بالأرض وتحفيزهم لتقديم الأفضل، وضمان دوام نشاطهم والحفاظ على الإبل وتثمين هذه الثروة الحيوانية وترقيتها. وأشار في ذات الشأن، إلى جهود السلطات العمومية من خلال مرافقة الموالين لرفع الإنتاج المحلي والوطني من اللحوم الحمراء والحليب، وكذا المحافظة على الثروة الحيوانية وتثمينها، من خلال عملية الإحصاء التي تضمن الحماية وتطوير الشعبة. من جهته، دعا مدير المصالح الفلاحية توفيق بن ثابت، إلى تشجيع شعبة الإبل وترقية وتثمين الإنتاج الحيواني من طرف وزارة الفلاحة، باعتبارها تراثا متوارثا لدى سكان ولاية تندوف، ما يستدعي الوقوف على مختلف الجوانب لمرافقة وتطوير النشاط. بدوره، قال رئيس المجلس المهني المشترك لشعبة الإبل، عبد القادر طويسات، في مداخلة له إن الانطلاقة كانت من ولاية تندوف التي تمتاز بسلالة مميزة منتجة للحليب، وكذا للوقوف عند الإمكانات والقدرات الإنتاجية للشعبة، وهذا من خلال تثمين المنتجات المحلية، خاصة حليب النوق والوبر. وأوضح طويسات، أن خصوصية نوعية الإبل الموجودة في ولاية تندوف تسمح بتطوير إنتاج الحليب وتوسيع نقاط بيعه، والذهاب نحو التصدير وفق نوعية طبيعية قليلة البسترة، مبرزا أهمية اعتماد خارطة تسويق لتشجيع المنتجين على ترقية الشعبة، وإنشاء وحدات إنتاج الحليب. حليب النوق بنكهات مختلفة بدوره، أعلن رئيس كنفدرالية الصناعيين والمنتجين الجزائريين عبد الوهاب زياني، أمس، عن مشاركته إلى جانب مصالح وزارة الفلاحة قي عملية إحصاء رؤوس الإبل، من خلال منحها جواز تعريف يحميها من الضياع أو تهريبها، وأشار أيضا إلى تبني دراسة جديدة من طرف 10 منتجين وخبراء لصناعة حليب النوق بنكهات مختلفة «فراولة، موز، شكولاطة»، وبمكونات تساعد في النمو، ويعمل حاليا على تسويقه عالميا بتعليب مميز يستقطب المستهلك، ويساعد على التسويق. الجفاف.. ومشاكل أخرى.. تُحصي مديرية المصالح الفلاحية بالولاية حوالي 69 ألف رأس من الإبل، موزعة على حوالي 06 مليون هكتار هي مناطق طبيعية للرعي، من مجموع 480 ألف رأس تمثل صافي الثروة الحيوانية من الإبل في الجزائر. وشهدت ولاية تندوف ارتفاعاً في أسعار لحوم الإبل مؤخراً، حيث قفزت الأسعار من 700 الى 1100 دينار في ظرف وجيز، في حين سجّل المواطنون تضاؤل أعدادها في الأسواق مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية ما أثّر سلباً على أسعار لحومها وألبانها. أوضح الدكتور يوسف مقبل، المسؤول عن وحدة قاعدية بمصالح البيطرة بتندوف، أن سكان الولاية يستهلكون ما بين 20 الى 27 رأس من الإبل يومياً، يتم نحرها على مستوى المذبح البلدي، دون احتساب رؤوس الإبل التي يتم نحرها من طرف المواطنين في مناسباتهم الخاصة، وقد يصل الاستهلاك السنوي من الإبل بولاية تندوف الى حوالي 07 آلاف رأس سنوياً، ينتهي بها المطاف على موائد سكان المنطقة، لتتربع ولاية تندوف حسب الإحصائيات الرسمية على عرش الولايات الأكثر استهلاكاً للحوم على المستوى الوطني، مشيراً الى أن المنطقة تعتمد بشكل كبير على رؤوس الإبل التي يتم جلبها من ولاية أدرار بمعدل من 03 الى 06 شاحنات مقطورة أسبوعياً، بسبب كونها أقل ثمناً من نظيرتها المحلية. وأوضح المفتش البيطري لولاية تندوف شاقور جلطية محمد، أن المؤشرات الأولية تشير الى أن من بين أهم الأسباب التي أدت الى ارتفاع أسعار لحوم الإبل، هي الحملة الوطنية التي تهدف الى إحصاء الثروة الحيوانية التي بدأت يوم 26 نوفمبر من السنة الماضية واستمرت شهرا كاملاً، مشيراً الى أن عملية الإحصاء شهدت تسجيل مبادرات محلية على مستوى كل ولايات الوطن من بينها ولاية أدرار التي تعد الممول الرئيسي لولاية تندوف من الإبل والتي جمّدت عملية بيع المواشي الى جانب تعليق حركة نقل وتنقل المواشي خاصة الإبل التي يتم جلبها من برج باجي مختار. كشف المتحدث الى أن الأزمة ظرفية، وقد تم إدخال شحنة من الإبل في الأسبوع الماضي قادمة من ولاية أدرار، مؤكداً بأن ارتفاع أسعار اللحوم سببه فترة الجفاف التي تشهدها مناطق التمويل وغلاء تكاليف النقل وهو ما يعطي قيمة إضافية لأسعار اللحوم بولاية تندوف.