وقعت الفدرالية الوطنية للصناعيين والمنتجين الجزائريين اتفاقيتي تعاون وشراكة، أولى مع المجلس المهني المشترك للابل لترقية الشعبة والنهوض بها، وثانية مع الجمعية الوطنية للأطباء البيطريين الجزائريين، بحضور ممثلين عن وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والسلطات المحلية. وجاء هذا خلال فعاليات الصالون الوطني الأول لشعبة الابل المقام بدار الثقافة عبد الحميد مهري بولاية تندوف تحت شعار"الإبل ثروة وتراث" من 24 إلى 27 جانفي الجاري. وخلال الملتقى أكد المشاركون على ضرورة وضع استراتيجية وطنية للنهوض بهذه الشعبة لما تكتسيه من أهمية اقتصادية ومساهمتها في تحقيق الاكتفاء في بعض منتجاتها، خاصة وأن الابل توفر منتجات من اللحوم الحمراء والألبان والجلود. وحسب رئيس كونفدرالية الصناعيين والمنتجين الجزائريين عبد الوهاب زياني، فإن هيئته "جاهزة لمرافقة المربين من خلال التوجيه والدعم"، حيث قال إن "الطريق مفتوح أمام الشباب الراغب في الإستثمار في هذه الشعبة بما يسمح لهم بالمساهمة في إنعاش الإقتصاد الوطني وتوفير مناصب العمل"، فيما أشار أن الكونفدرالية "تبنت مؤخرا دراسة جديدة قدمت من طرف عشرة منتجين وخبراء تخص صناعة حليب النوق بنكهات مختلفة". من جهتها تحدثت الطبيبة البيطرية هدى سميرة جعفري خلال هذا اللقاء عن "أهمية العمل من أجل التغطية الصحية المتواصلة لثروة الإبل على المستوى الوطني وتسخير الكفاءات العلمية لمراكز البحث على مستوى الجامعات والمعاهد لدعم وتثمين مردود هذه الشعبة من خلال تطوير السلالات والتحكم أكثر في الأمراض والمشاكل الصحية المتواجدة على مستوى المراعي وتوفير اللقاحات والمياه والكلأ. كما دعت جعفري إلى ضرورة تشجيع المربين على تطوير وتنمية مواشيهم من خلال تحيين القوانين المتعلقة بالتعويض، وتحدثت عن "لمحة تاريخية عن أصل ثروة الإبل معرفة ببعض أنواع الإبل، والفوائد الغذائية في لحومها وحليبها ووبرها". فيما أكد المشاركون على أهمية "إجراء إحصاء شامل للإبل بالاعتماد على الرقمنة من خلال وضع وسم لكل ولاية برقمها، بما يسمح بتحديد قطعان الإبل ومعرفة السلالة، بما يساهم في الحفاظ على الثروة الحيوانية"، أما المربون والمهتمون بتطوير شعبة الإبل فتداعوا إلى "ضرورة دعم هذه الشعبة على غرار الدعم الذي تستفيد منه شعبة الأبقار من حيث دعم إنتاج الحليب والأعلاف والتلقيح الاصطناعي إلى جانب إنشاء مزارع قريبة من المربين ومحطات رعوية لتربية الإبل مع تسييج مناطق الرعي والمحافظة عليها بهدف الحد من الحرث العشوائي"، كما اقترحوا "منح صلاحيات أوسع للمجلس الوطني المهني المشترك لشعبة الإبل وإنشاء ديوان وطني للإبل ومخابر خاصة من أجل إجراء التحاليل، مع العمل على إنتاج أدوية للإبل محليا وترخيص اقتنائها".