افتتح أول أمس، بمركز الفنون والثقافة قصر رياس البحر حصن 23، بالتعاون مع المنظمة الوطنية للسياحة المستدامة (ONTD)، معرض للصور الفنية تحت الماء بعنوان «ألوان في عمق البحر»، والذي يضم صورا التقطت من طرف غواصين تعكس التراث البيولوجي المتعدد، والوسط البحري الذي يرسم عنوانا متميزا وفصلا ثريا من فصول السياحة الطبيعية.. عرف على هامش المعرض الذي يستمر إلى غاية 18 فيفري، ووسط حضور لافت لعشاق البحر من مختلف الفئات العمرية، ندوتين علميتين، جاءت الأولى بهدف التحسيس والتعريف بالتراث البيئي والتنوّع البيولوجي الذي تتمتع به الأوساط البحرية، وعملا على تثمين التّسويق السياحي لهذا الجانب الثري من منظومتنا البيئية، أما الندوة الثانية، فقد تم خلالها تقديم الآثار الغارقة، في مداخلة مستقلة أشرف عليها باحثون من المركز الوطني للبحث في علم الآثار. ويهدف المعرض، حسبما أشار رئيس المنظمة الوطنية للسياحة المستدامة، بوسدي سليم، أثناء حديثه مع «الشعب»، إلى حماية البيئة البحرية والتحسيس بضرورة وأهمية المحافظة على التنوّع البيولوجي، والتعريف بالتراث البيئي الذي يزخر به الوسط البحري الجزائري، وكذا التراث الثقافي المغمور في البحر، مضيفا أنه «تم توجيه الدعوة للمشاركة في المعرض لكل المصورين الغطاسين المختصين في المجال على المستوى الوطني». وفي ذات السياق، صرّح إسلام بن طاهر، نائب رئيس المنظمة الوطنية للسياحة المستدامة وصاحب فكرة تنظيم المعرض المقام لأول مرة في رحاب مؤسسة ثقافية، قائلا: «يبلغ عدد صور معرض «ألوان في عمق البحر» 33 صورة، تم التقاطها من طرف 14غطاسا ينتمون إلى المنظمة الوطنية للسياحة المستدامة، مضيفا أن الأنشطة المسطرة خلال هذه الأيام المفتوحة للجمهور سيتواصل في رحاب قصر رياس البحر، بتنظيم محاضرات ومداخلات من طرف مختصين وتقنيين في المجال البيئي، تصّب حول استعراض التركيبة البيئية للبحر المتوسط والحياة البحرية، إضافة إلى المخاطر التي تحدّق بالبيئة البحرية المتوسطية. وأشار المصوّر حماني مهدي (عضو بالمنظمة وطبيب جراح هاوي للغطس والتصوير في أعماق البحر)، إلى صور عديدة التقطها عبر عديد السواحل الجزائرية حول البيئة والكائنات البحرية، فضلا عن صورة ل»جرة أثرية تعود للفترة البونيقية ذات قيمة تاريخية»، بهدف «مشاركتها مع الجمهور والتحسيس بقضايا حماية البيئة ونظافة المحيط وحماية الأثار المغمورة عبر السواحل الوطنية». للتذكير، يأتي هذا العمل الثقافي العلمي المتميز في إطار الحملات التحسيسية المطالبة بحماية البيئة البحرية، والتحسيس بأهمية المحافظة على التنوّع البيولوجي في الأوساط البحرية المتوسطية، كرافد من روافد التراث الطبيعي الذي يستدعي تظافر المجهودات والمبادرات لتقليص حجم التهديدات والتعقيدات التي يعاني منها.