رئيس كتلة الأحرار بمجلس الأمة: كلمة رئيس الجمهورية جاءت داعمة لمخرجات القمة العربية النوفمبرية عاد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، في كلمته خلال أشغال المؤتمر رفيع المستوى لدعم مدينة القدس، بصفته الرئيس الحالي لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، والتي تلاها نيابة عنه، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج رمطان لعمامرة، ليؤكد على تمسك الجزائر الدائم بالدفاع عن القدس الشريف بكل ما يحمله ذلك من معاني الانسجام والتلاحم مع تاريخ الجزائر الوطني ومبادئ ثورتها التحريرية، مثمنا بذلك انعقاد المؤتمر في سياق تفعيل أهم مخرجات القمة العربية المنعقدة بالجزائر. وفي معرض كلمته، أدان الرئيس تبون السياسات العنصرية التي يسعى الاحتلال الصهيوني لفرضها في مدينة القدس ومحاولاته طمس هويتها العربية الإسلامية والمسيحية والمساس بالوضع القائم فيها أو تدنيس مقدساتها مؤكدا بالقول إنها «لن تحقق إلا مكاسب وهمية تجافي التاريخ والشرعية والديمغرافيا لترهن التعايش الذي ميز هذه المدينة على مدى قرون من الزمن، وتقوض آفاق إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط»، وفي ذات السياق، أعرب الرئيس عن تثمين الجزائر للخطوات الإيجابية التي تم تحقيقها مؤخرا على الصعيد الدبلوماسي، لا سيما اعتماد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة لتفعيل دور محكمة العدل الدولية في تكريس حقوق الشعب الفلسطيني، داعيا لمواصلة الجهود مثلما تم الاتفاق عليه في قمة الجزائر، لاسيما لتبني ودعم توجه دولة فلسطين للحصول على العضوية الكاملة في الأممالمتحدة، مشيراً في الوقت نفسه إلى مواصلة الجزائر بالتنسيق مع الجميع، لمساعيها الرامية للمّ الشمل وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية في إطار مسار المصالحة الذي كلل بالتوقيع على «إعلان الجزائر»، مشددا على ضرورة الإسراع في إعادة توحيد الصف الفلسطيني للتعبير بصوت واحد عن التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني، وعن حقه الأكيد والراسخ في نيل حريته واستعادة سيادته. وفي هذا الصدد، يؤكد بطاهر لزرق، رئيس كتلة الأحرار بمجلس الأمة، أن كلمة رئيس الجمهورية جاءت داعمة لمخرجات القمة العربية النوفمبرية التي انعقدت بالجزائر، والتي شددت على المساندة الدائمة للقضية الفلسطينية كونها القضية العربية الأسمى بالنسبة للجزائر ولأعضاء جامعة الدول العربية، علاوة على حماية الإرث الإسلامي والمقدسات الإسلامية من الانتهاكات الصهيونية في بلاد بيت المقدس، وضرورة وقف المخطط الاستعماري الصهيوني الذي يعتبر استعمارا استيطانيا تهويدياً، يهدف إلى إبادة الشعب الفلسطيني في القدس والضفة الغربية وغزة، وفي كل بقعة من أرض فلسطين الشريفة، والقضاء على الهوية الفلسطينية العربية الإسلامية والمسيحية لهذا الشعب، وما هذا سوى امتداد لجهود أسلافنا الميامين، كما أكد رئيس الجمهورية في كلمته - يضيف رئيس كتلة الأحرار- بحيث عاد ليذكر بالمساعي البارزة التي قام بها «سيدي أبي مدين شعيب الغوث التلمساني» الذي كان ينادي منذ القدم بتوحيد الأمة العربية والإسلامية، واقترن اسمه بالقدس الشريف وبالأوقاف التي تركها مع رفاقه المجاهدين، لتشهد على روح الأخوة والتآزر بين أبناء الأمة الواحدة، وعلى هذا الأساس، يأتي تشديد رئيس الجمهورية الدائم في المحافل الدولية على ضرورة تمكين الشعب الفلسطيني من حقه في أرضه بعاصمتها القدس الشريف، على خطوط الرابع جوان 1967، تطبيقا لمبادرة السلام العربية كأساس لحل الصراع العربي- الصهيوني، وفق مبدإ الأرض مقابل السلام. من جهة أخرى يضيف عضو مجلس الأمة - إن تأييد رئيس الجمهورية بصفته أيضا الرئيس الحالي لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة القاضي بتفعيل دور محكمة العدل الدولية في تكريس حقوق الشعب الفلسطيني، وكذلك الدعوة لمواصلة الجهود مثلما تم الاتفاق عليه في قمة الجزائر، خاصة تبني ودعم توجه دولة فلسطين للحصول على العضوية الكاملة في الأممالمتحدة، يأتي إيمانا منه بدور الهيئات الدولية في فرض الحلول التي تسعى إليها الأممالمتحدة وتدعمها الجزائر، وعلى رأسها وقف الحملات الاستيطانية والانتهاكات المستمرة للمقدسات، ولهذا، فكلمة رئيس الجمهورية - يختم المتحدث ذاته - كانت وجيهة وواضحة، وتؤكد مرة أخرى أن القضية الأولى والمركزية بالنسبة للجزائر، سواء في الدبلوماسية الرسمية أو البرلمانية، ستبقى القضية الفلسطينية، عملاً بقيم الجزائر الثابتة وبمبدإ راسخ في عقيدتها كدولة، ألا وهو دعم الحركات التحررية في العالم، ومناهضة الاستعمار، وتكريساً لمقولة الرئيس هواري بومدين الخالدة «نحن مع فلسطين، ظالمة أو مظلومة». من جانبه، يرى الباحث في العلوم السياسية والعلاقات الدولية محمد بوعلاق، أن كلمة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أمام المؤتمر رفيع المستوى لدعم مدينة القدس، جاءت بنبرة نوفمبرية ثورية قوية، ذكرت بالارتباط التاريخي بين نضال الأجداد والأحفاد وأكدت على عمق الصلة بين الكفاح من أجل تحرير الجزائر، وتحرير القدس الشريف فلسطين، ومن جهة أخرى، أعادت القضية الفلسطينية المركزية إلى إطارها العربي الطبيعي من خلال التذكير بمخرجات القمة العربية بالجزائر واستعمال مصطلح «الصراع العربي «الصهيوني» الذي تم تغييبه عن الخطاب العربي الرسمي، كما دعا إلى ضرورة تفعيل مخرجات إعلان الجزائر حول المصالحة الوطنية الفلسطينية. ويضيف بوعلاق، أن كلمة الرئيس حملت عدة أفكار عملية تصلح لتكون أرضية لبرنامج عمل عربي من أجل دعم صمود الشعب الفلسطيني، وحماية مقدساته وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، كما أن كلمة الرئيس في هذا العمل يضيف المتحدث - نقلة نوعية في حوكمة عمل جامعة الدول العربية في متابعة وترشيد القرارات والتوصيات وبعث الروح فيها.