تعزيز التعاون البيني.. بناء الشراكات وإبرام الإتفاقيات قدرات هائلة وثروات معتبرة وأسواق واعدة مفتوحة ومتعددة ومهمة بالقارة السمراء، ومن أجل تكثيف التعاون وتعميق الشراكات بين دول القارة، رفع صالون الأعمال الإفريقي المنظم أمس بقصر المعارض، شعارا «هنا من أجل إفريقيا أقوى»، ولم يخف المشاركون حماسهم واهتمامهم بالمزيد من التنسيق والتعاون، لتحقيق التكامل، لأن سوق القارة واحدة وتتقاسمها جميع الدول من أجل تحقيق التنمية في ظل توفر جميع شروط تحقيقها. استقطبت الطبعة الثانية من صالون الأعمال الإفريقي، المنظم أمس بقصر المعارض، ما لا يقل عن 80 مشاركا، حضروا من 23 دولة، بهدف تقوية الشراكات وتكثيف الاستثمارات والرفع من التعاون البيني بين دول القارة السمراء، وكان اهتمام كثيرين من ممثلي هذه الدول واضحا لدى تجولهم بين أجنحة المعرض، واستقطبتهم جودة المنتوج الجزائري، وبشكل عام، المستوى الذي بلغه، وهناك من كشف عن نيته في الاستثمار في الفلاحة عموما، أو في عدة منتجات رئيسية مثل بذور الزيت والقطن. اعتبر مصطفى حلاب، محافظ الصالون، أن هذا الفضاء يعدّ فرصة لتعزيز الشراكة وتبادل الخبرات، بهدف تحقيق النمو الاقتصادي في القارة السمراء، خاصة وأن القارة الإفريقية في تطور مستمر بفضل ثرواتها ومواردها البشرية وإمكاناتها الكبيرة، لافتا إلى أهمية الأخذ بعين الاعتبار وجود تحدي التطور التكنولوجي الرهيب في العالم، وعلى خلفية أنه لا يمكن لأية دولة أن تنجح لوحدها، ولذا بات من الضروري التنسيق والتعاون والتكاتف بين الدول الإفريقية في ظل وجود مسؤولية العمل معا من أجل تهيئة الظروف وتحفيز النمو الاقتصادي القاري وتحسين جودة الحياة لسكان القارة، مع أهمية استغلال جميع الفرص المتاحة. دعوة إلى تبادل الخبرات وبما أن دولة أنغولا هي ضيفة شرف الدورة الثانية للصالون، قدم كاتب الدولة المكلف بالشؤون الاقتصادية في أنغولا «إيفان دوستوتوس» عرضا مفصلا عن اهتمامات بلاده، خاصة ما تعلق بالشراكة مع الدول الإفريقية، وقال إن بلاده تشارك لأول مرة بهذا الصالون، وتريد لمشاركتها أن تكون قوية، ما عبر عنه الوفد الأنغولي الكبير، وأشار كاتب الدولة الأنغولي في البداية، إلى أن العلاقات بين الجزائروأنغولا متينة راسخة في التاريخ، موضحا أن بلاده استعادت مسار النموّ التصاعدي. وبخصوص المشاريع الكبرى في أنغولا، تحدث دوستوتوس عن زراعة الحبوب والصيد البحري على وجه الخصوص، وقال إنهم يبحثون من خلال مشاركتهم في هذا الصالون عن تحويل العلم والتكنولوجيا من الجزائريين، وكذا من جميع الدول الإفريقية على حد سواء. من جهته، دعا سليم مراح، رئيس لجنة الشؤون الخارجية والتعاون والجالية بالمجلس الشعبي الوطني، إلى وضع إستراتجية متكاملة لتبادل الخبرات بين الدول الإفريقية كافة، واغتنم الفرصة ليستعرض مقاربة الجزائر في تحقيق التكامل الاقتصادي بين الدول الإفريقية، خاصة وأن القارة تستعد وتتطلع إلى تحقيق التكامل المنشود، متمثلا بالخطوات الجبارة التي حققتها الجزائر، حيث قامت بتطوير البنى التحتية، وتفكيك التعريفة الجمركية وتحفيز الاستثمار، وفوق ذلك، أنجزت مشاريع تنموية ضخمة، وتسعى حاليا إلى بلوغ مستوى تعريفة جمركية واحدة لجميع دول القارة. رفع نسبة نمو دول القارة إلى 9 بالمائة وبدا المشاركون في جلسة النقاش الأولى، بمشاركة كل من سفيري الكاميرون وكوت ديفوار، وكذا المكلف بالشؤون التجارية بسفارة مصر، متحمسين للحديث عن الرهانات والآفاق، وتمت إثارة مسألة إزالة العراقيل، لأن الطموح تخفيض 90 بالمائة من التعريفة الجمركية. من جهته، تحدث ممثل دولة مصر عن دور كبير منتظر سيقوم به بنك التنمية الإفريقي، معلنا عن اجتماع هذا الأخير في الفترة الممتدة من 26 إلى غاية 30 ماي المقبل في شرم الشيخ بالقاهرة، وراهن على ترقية التجارة البينية الإفريقية كخطوة أولى لتفكيك التعريفة الجمركية، ليقترح خطوات جديدة تعكس تكريس اتفاقيات مناطق تجارة حرة إفريقية، مقدرا أن هذا التعاون من شأنه أن يرفع نسبة النمو بالقارة إلى مستويات 9 بالمائة. وسيتواصل الصالون على مدار ثلاثة أيام كاملة، علما أنه ستتم فيه مناقشة عدة مسائل من بينها كيفية إنشاء المناطق الحرة والقدرات التصديرية في مختلف الأسواق. وتشارك في هذا الصالون عدة قطاعات، نذكر من بينها الفلاحة والخدمات والمواد الصيدلانية والبيئة والسياحة والبناء والابتكار والشركات الناشئة.. بوابة للانفتاح على شراكات أكبر أكدت نونة ميهوبي، مشرفة على التنظيم، أن هذا الصالون الإفريقي للأعمال في طبعته الثانية، يعد صالونا لبناء العديد من الشراكات وإبرام الاتفاقيات بين المستثمرين والمستوردين والمصدرين من عدة دول إفريقية، كما تحدثت عن حضور 80 مشاركا قدموا من أزيد من 20 دولة إفريقية. وذكرت ذات المتحدثة أن بعض الأفارقة مهتمين بتصدير المواد الأولية واستيراد المنتوج الجزائري ذي جودة عالية بعد الوقوف على التسهيلات الكبيرة المسجلة في الجزائر خلال الآونة الأخيرة. من جهته، اعتبر أنور زواغي، المدير التقني والتجاري لشركة «مغرب بابيي اندسيتري» أن مشاركته في الطبعة الثانية من الصالون الإفريقي للأعمال، يعد فرصة مهمة للالتقاء بشركات ورجال أعمال، ومن ثم استغلال هذه الفرص من أجل بناء شراكات مع مختلف الشركاء من الدول الصديقة،ولأن شعار هذه الطبعة «هنا من أجل إفريقيا أقوى»، فإن المنتظر من الصالون كثير، خاصة وأنه جاء في وقته، متوقعا أن يكون هذا الصالون بوابة للانفتاح على شراكات أكبر لأن جميع الفاعلين يسعون إلى فتح آفاق أوسع وأسواق جديدة بالقارة الإفريقية، فهي محتاجة ومهتمة بالمنتجات الجزائرية يقول محدّثنا ويضيف - الجزائر قادرة على تلبية هذه الاحتياجات. وأبدى زواغي، ممثل الشركة المتواجدة بولاية المسيلة، اهتماما كبيرا بالاتصال الدائم مع باقي الشركاء، كي يتسنى للجميع الوقوف على تطلعاتهم وتلبية حاجاتهم وكل ما ينتظرونه من السوق الجزائرية، وقبل ذلك تغطية الطلب المحلي. تجدر الإشارة إلى أن منتوج هذه الشركة يستعمل في قطاع الموارد المائية وفي نقل الماء الشروب ومحطات تصفية وتحلية المياه والتطهير الصحي، وفي نقل المحروقات. وذكر ذات المتحدث أن هذه المنتجات مطلوبة بقوة بالنظر إلى الجودة التي تتمتع بها، وفي كل مرة يحرص على الحفاظ على تنافسية المنتوج، كما أن المنتوج مطروح في السوق الموريتانية والسينغالية وفي الوقت الراهن الاتصالات جارية مع دول أخرى لتصدر لها كميات من هذا المنتوج. وعلى مستوى جناح دولة السينغال، تحدثت الشعب إلى «مامادو بويبا» مستشار أول لدولة السينغال، فوصف التعاون والشراكة بين الجزائر والسينغال ب»الدينامكية والمتنوعة»، لأنها تشمل العديد من المجالات. ويرى مامادو أنه منذ عام 2019 وبفضل إطلاق العديد من المبادرات، أخذ التعاون الثنائي بين البلدين، دفعا مهما وحيويا، مستشهدا على ذلك بأن أول وكالة بنكية جزائرية بالخارج تم فتحها في داكار، وفوق ذلك يسجل تنظيم 5 رحلات أسبوعية بين داكار والجزائر. نتطلع لاستيراد الأسمدة الجزائرية.. ومن السودان، حضر الدكتور محمد عبد المجيد، صاحب شركة جيلان للتجارة والاستثمار، وقال إنهم يشاركون في هذا الصالون الإفريقي، متوقعا نجاحه وتسجيل مشاركة فعالة، وأثنى على حرص الجزائر الدائم على تنظيم المعارض لجمع الدول العربية وكذا الإفريقية. وكشف صاحب شركة جيلان، أن شركته مهتمة بالاستثمار في الفلاحة؛ لأنها تنشط في زراعة مختلف المحاصيل، مثل الصوجا وزهرة عباد الشمس ومختلف الحبوب الزيتية، أي التي تصنع منها مادة الزيت، وكذلك زراعة السمسم والقطن. وذكر أنه وجد كل الترحيب ومختلف التسهيلات في الجزائر، من أجل خوض تجربة الزراعة بولاية البليدة، وبالمقابل سوف يستورد من الجزائر الأسمدة والبوتاسيوم، لأنه يحتاجها في قطاع الزراعة. أما فتحي عمور فتحي، رئيس نادي المقاولين والصناعيين للمتيجة، فقد أعلن أن هدفنا من خلال المشاركة في هذا الصالون، يتمثل في عرض خبرتهم والتقنيات المتطورة على الأفارقة وربط تواصل مع المؤسسات الجزائرية المشاركة في الصالون وتجميع قدراتهم وجهودهم للذهاب إلى السوق الإفريقية منظمين وأقوياء. في حين أشاد بنات لهولي، ممثل سفارة جنوب إفريقيا بالجزائر، بالعلاقات القوية بين الجزائروجنوب إفريقيا، مبرزا اهتمامه بالاستثمار في ظل وجود فرص للمرافقة، لأنهم مهتمين بتبادل الخبرات والاستثمار في المجال الفلاحي وكذلك التعاون في عدة قطاعات. وثمن سليم بوصرصار، التعاون القائم بين الجزائر وتونس، ويمثل ذات المتحدث شركة «أفرينوكس» التي دخلت الجزائر بعد إقامة شراكة مع شريك جزائري، تيقنا منها أن السوق الجزائرية ضخمة وواعدة، وذكر أن هناك الكثير من أجل عمله بالجزائر في إطار نشاطهم الحالي، داعيا - في نفس الوقت الجزائريين إلى الخروج نحو الأسواق الإفريقية، في ظل تعدد الفرص الثمينة، معترفا - من جانب آخر- أنهم لم يواجهوا أي مشاكل للاستقرار بالجزائر في ظل الشراكة التي تجمعهم بالجزائريين، بل اعترف بأنهم وجدوا الدعم الكامل كمستثمرين، وفي الوقت الحالي، يعكفون على تكوين جزائريين في تجارة «الإينوكس»، وإلى جانب ذلك، يصنعون الزجاج وإطارات السلالم.