المقاربة الجزائرية تبنّت خطوات استباقية أكدت استيعاب المعادلة الأمنية تحدث الخبير الأمني أحمد ميزاب عن جملة من المعطيات والتحليلات التي تعيشها المنطقة من الناحية الأمنية وعلاقتها المباشرة بالأمن القومي للجزائر، وسبل القضاء على هذه التهديدات التي قد تجر المنطقة الى مزيد من الفوضى. قال أحمد ميزاب، إن المناطق الحدودية، خاصةً في إقليمنا ومنطقة الساحل جنوب الصحراء، هي في كثير من الأحيان مناطق رخوة وهشة، وأن تنميتها وتفعيل المعابر الحدودية بها سيسهم بشكل كبير في مجابهة الهشاشة الأمنية على مستوى هذه المناطق التي تحولت الى ممر رئيسي للأزمات العابرة للحدود، من هجرة غير شرعية، الجريمة المنظمة، تجارة المخدرات، الاتجار بالبشر أو حتى حركة السلاح والتنظيمات الإرهابية. مؤكداً أن المنطقة تشهد الكثير من «التهديدات اللاتماثلية» التي تتحرك عبر المحاور الحدودية في المنطقة برمّتها. دعا الخبير الأمني الى العمل على تجاوز «المفهوم الصلب لأمن الحدود»، من خلال إقامة مناطق آمنة بأبعاد شاملة في إطار المقاربة التكاملية والرؤية الشاملة لمفهوم أمن الحدود، الذي أصبح أساسياً في بناء الأمن الوطني لمواجهة التهديدات الأمنية المباشرة من خلال إنشاء ما أسماه «المجتمع الأمني». وعرّج المتحدث على تشخيص الوضع في المنطقة التي تعيش «ضبابية في المشهد الأمني» –على حد وصفه- وموقع الجزائر كهدف للعديد من الأزمات المتراكمة والتهديدات المتحركة ولأنواع عديدة من الجرائم التي سجّلت مؤشراتها أرقاماً تصاعدية. ونوّه المتحدث إلى أن هناك حرباً تُشنُّ على الجزائر من خلال محاولة إغراقها بالمخدرات والحبوب المهلوسة. فالإحصائيات والأرقام المقدمة من طرف المصالح الأمنية مخيفة ومرعبة، وتدعو الى دق ناقوس الخطر، نظراً للأرقام الفلكية المقدمة. ففي سنة 2022 تمكّنت مصالح الأمن من حجز 10 ملايين قرص مهلوس، والرقم يسير بوتيرة تصاعدية وسريعة، دون إغفال ماهية الفئة المستهدفة من هذه السموم وهي ملايين من الشباب الجزائري. كما تم حجز 39 طناً من المخدرات خلال سنة 2022، وحجز نصف هذه الكمية خلال شهرين فقط من العام الجاري، منوهاً الى أن هذه المؤشرات تستدعي منا خلق حياة على مستوى الحدود والمعابر الحدودية والتحكم بزمام الأمور حتى نصل الى مفهوم المجتمع الأمني. ورافع ميزاب عن المقاربة الأمنية الجزائرية، مشيداً بالخطوات الاستباقية التي اتخذتها الجزائر والتي أكدت استيعابها وإدراكها العميق للمعادلة الأمنية التي تشهدها المنطقة، لتتحول الجزائر من مفهوم أمن الحدود الى مفهوم الأمن القومي الجزائري، والتي فيها إقرار بأن أمن الجزائر لا يتوقف عند حدودنا الجغرافية، بل يمتد الى حيث تكمن الأهمية الحيوية والإستراتيجية لمصالحنا الوطنية. وأكد المتحدث، أن تحرك الجزائر في الديناميكية السريعة، سواء كان التوجه نحو العمق الإفريقي أو من خلال العمل على تعزيز وتطوير قدرات المعابر الحدودية، هي خطوات تسير في هذا السياق، وخطوات عملاقة الى الأمام بما يحقق مفهوم الأمن القومي للجزائر بأبعاده المتعددة ومرتكزاته المتشعبة.