يكثّف عبد الله باتيلي، المبعوث الأممي إلى ليبيا، من جهوده لتهيئة الظروف الملائمة لإجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية بالبلاد قبل انتهاء العام الحالي، مفضلاً الاتجاه صوب دول جوار جنوب ليبيا بقصد حل معضلة "المرتزقة" والمقاتلين الأجانب، التي لا تزال تراوح مكانها. استهلّ المبعوث الأممي زيارته الأفريقية إلى السودان نهاية الأسبوع، حيث التقاه بالخرطوم رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، قبل مباحثات أجراها مع وزيري الدفاع والخارجية بالبلاد. وأوضح باتيلي أنه أطلع رئيس مجلس السيادة، على "جهود بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا لإعادة الاستقرار والسلام إلى البلاد، من خلال العمل على عودة المقاتلين الأجانب والمرتزقة بالتنسيق مع بلدانهم الأصلية". ونقل باتيلي عن البرهان، "دعمه لجهود البعثة الأممية، إذ أكّد على أن تحقيق السلام والاستقرار في ليبيا سيسهم في استقرار المنطقة برمتها". وتعد قضية "المرتزقة" والقوات الأجنبية في ليبيا من الشواغل الرئيسية للبعثة الأممية ولغالبية الأطراف الدولية المطلعة على ملف الأزمة بالبلاد. يشار هنا إلى أن باتيلي استبق زيارته لدول جوار جنوب ليبيا، بالاجتماع في تونس منتصف مارس الماضي، مع لجان التواصل من ليبيا والسودان وتشاد والنيجر، والاتحاد الأفريقي، بشأن إطلاق آلية تبادل للبيانات لسحب المرتزقة والمقاتلين الأجانب، وذلك تماشياً مع التزامهم السابق في القاهرة. وجود المرتزقة خطر على السّلام وقال مصدر ليبي مقرب من البعثة الأممية، إنّ جولة باتيلي إلى دول جوار الجنوب، "ستعقبها زيارات إلى دول عربية عديدة، سعياً لتحريك قضية المرتزقة قبيل إجراء الاستحقاق الليبي المنتظر". وقال باتيلي عبر حسابه، إنّ جولته الأفريقية الرسمية التي بدأت من السودان، وأعقبها بلقاءات في تشاد والنيجر، جاءت في إطار "تفويض بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا لإعادة السلام والاستقرار للبلاد، لا سيما من خلال دعم اللجنة العسكرية المشتركة «5+5» في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وتسريع انسحاب المقاتلين الأجانب والمرتزقة من ليبيا، مؤكّداً أن وجود هؤلاء في ليبيا "يشكّل خطراً كبيراً على السلام والاستقرار في البلاد والمنطقة...ونحن بحاجة إلى العمل مع شركائنا لمواجهة هذا التحدي دون التأثير سلباً على بلدان الجوار الليبي أو على المنطقة". موقف داعم من تشاد من جانبه، أكّد الرئيس الانتقالي لدولة تشاد، الجنرال محمد إدريس ديبي، دعم بلاده الكامل لعملية السلام التي تيسرها الأممالمتحدة في ليبيا، وشدّد على أنّ السّلام والاستقرار في ليبيا يصب في مصلحة بلاده، معلنا استعداد بلاده لانخراط أكبر في المسار، وذلك خلال استقباله عبد الله باتيلي.وفي السّياق، قال المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس بعثة الدعم في ليبيا، عبد الله باتيلي، في تغريدة على حسابه "تويتر"، أنّه تم الاتفاق مع وزير الأمن العام والهجرة التشادي، محمد شرف الدين مارقي، على تسريع عمل لجان التواصل في كل من ليبيا وتشاد والسودان والنيجر لضمان انسحاب منسق ومتزامن للمقاتلين الأجانب والمرتزقة من ليبيا. الأزمة اللّيبية في مجلس الأمن قريبا قال الممثّل الدّائم لموسكو لدى الأممالمتحدة، فاسيلي نيبينزيا، إنّ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، سيرأس مناقشة مفتوحة لمجلس الأمن الدولي بشأن الشرق الأوسط، والأزمة الليبية في 25 من أفريل. وأضاف نيبينزيا، أنّ المحادثات المزمعة ستتطرّق إلى الأوضاع في ليبيا واليمن وسوريا.