الخبير لعروسي ل «الشعب»: بلادنا فاعل بارز وناشط وصاحب موثوقية برزت الجزائر الجديدة في السنوات الأخيرة، بصورة فريدة من نوعها، كقوة مهيبة أحدثت توازنا في العلاقات بين الفواعل الإقليمية والدولية، ولعبت دورا حيويا في ضمان الاستقرار القاري وتعزيز دعائم السلم والأمن العالميَيْن بما يتماشى مع أهداف الأممالمتحدة. أشاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بالعلاقات المتميزة القائمة بين الجزائر والهيئة الأممية، واصفاً إِيّاهَا بالنموذجية، مبدياً إعجابه بالرؤية الشاملة لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون تُجاه القضايا الدولية الراهنة. وتعليقاً على الموضوع، قال أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر-3، البروفيسور رابح لعروسي، إنّ تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة حول رئيس الجمهورية، سيما ما تعلق بمساهمة الجزائر في تحقيق السلم والأمن الدوليين، أتت انطلاقاً من تجربتها الرائدة في مكافحة الإرهاب من جهة، والعودة القوية لآلية الدبلوماسية وما ميزها من مهارة وقوة طرح في المحافل الدولية والمساهمة الفعّالة في حل النزاعات والأزمات من جهة أخرى. وكشف البروفيسور رابح لعروسي، في تحليل خص به «الشعب»، أنّ الجزائر هي إحدى الدول التي حجزت لها اليوم مكانة في الساحة الدولية على ضوء حاجة المجتمع الدولي إلى فواعل بارزة وناشطة وصاحبة موثوقية، من خلال تعميق تعاونها مع مختلف الشركاء الدوليين لحل الأزمات، على غرار منظمة الأممالمتحدة والإتحاد الإفريقي. كما يندرج هذا الموقف الأممي تجاه الجزائر، حسب لعروسي، في سياق دولي متوتر تطبعه الحرب الروسية - الأوكرانية، ووضع إقليمي مضطرب مُتّسم بتزايد الظاهرة الإرهابية في منطقة الساحل الإفريقي. مسارات دبلوماسية ناجحة... واعتبر البروفيسور رابح لعروسي، نجاح مسار الجزائر المتعلق باتفاق المصالحة في مالي، وتوقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية المنبثق عن إعلان الجزائر الذي جمع الفصائل الفلسطينية في شهر أكتوبر من سنة 2022، من أهمّ إنجازات الدبلوماسية الجزائرية، وهو الأمر الذي زاد من قوة طرح ترشّح الجزائر لعضوية في مجلس الأمن الدولي سنتي 2024 / 2025. ولفت إلى أنّ تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة هي فعلاً اعتراف بدور الجزائر التي حققت خطوات متقدمة في سبيل بناء جسور التعاون بين مختلف الدول في المجال العسكري والتعاون الأمني. كما أنّ هذه الإشادة الأممية، مثلما يقول لعروسي، تعكس من زاوية أخرى إقرارا بالتطور الحاصل والقدرات العالية للقوات المسلحة الجزائرية وخاصة في مجال الاستخبارات والتحكم في التقنيات التكنولوجية المتطورة، التي أصبحت تترجمها النتائج الميدانية ويُحققها الجيش الوطني الشعبي في مكافحة الإرهاب والتطرف والجريمة. وأشار المحلل السياسي إلى أنّ تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، تجعل الجزائر تتطلع إلى فتح آفاق تعاون عالي التحكم مع مختلف الفواعل الدولية والإقليمية لمواجهة الإرهاب والتطرف والجريمة المنظمة وغيرها من المخاطر المُحدقة.