تعتبر مطاعم الرحمة من أبرز مظاهر وتجليات التكافل الاجتماعي الذي دأبت على تنظيمها الجمعيات الخيرية بولايتي المنيعة وتميمون خلال شهر رمضان. وتعكف مطاعم الرحمة بالمنيعة خلال الشهر الفضيل على تقديم وجبات ساخنة لعابري السبيل إضافة إلى أخرى محمولة للعائلات من ذوي الدخل المحدود ومستعملي الطريق، وذلك بمشاركة العشرات من أعضاء الجمعيات الخيرية والشباب المتطوعين وبدعم من رجال الأعمال والتجار والخيريين بالمنطقة. وتحرص الجمعيات الخيرية المحلية على غرار الجمعية الجزائرية لفنون الطبخ والتنشيط السياحي والجمعية الوطنية لترقية المجتمع المدني بولاية المنيعة على تكثيف نشاطها طيلة شهر الصيام من خلال فتح مطاعم الرحمة عبر مختلف أحياء الولاية ببلدياتها الثلاثة بالتنسيق مع مديرية النشاط الاجتماعي والتضامن بالولاية إلى جانب توزيع وجبات على مستعملي الطريق خصوصا إذا علمنا أن المنيعة تضم شطرا هاما من طريق الوحدة الأفريقية الذي يمتد على مسافة تفوق 300 كلم، والذي يعد مسلكا استراتيجيا يستعمله العديد من أصحاب المركبات المتنقلين بين ولايات الجنوب الكبير وشمال الوطن. من جهتهم، أعرب بعض مرتادي مطاعم الرحمة ومستعملي الطريق عن ارتياحهم للخدمات المقدمة من طرف الجمعيات الخيرية «الذين لم يدخروا جهدا في إحياء سنة التضامن والتكافل الاجتماعي الحميدة والعادة المتوارثة لدى سكان المنيعة''. وفي هذا السياق، أكد مدير النشاط الاجتماعي والتضامن لولاية المنيعة محمد مروش أن مصالحه وفرت كل الدعم والمرافقة للجمعيات من أجل فتح مطاعم مرخصة عبر بلديات الولاية. كما تنظم مديرية النشاط الاجتماعي والتضامن بالتنسيق مع مصالح التجارة والحماية المدنية بالولاية، زيارات تفقدية للوقوف على نشاط هذه المطاعم وتقديم إرشادات ونصائح لضمان استخدام آمن للغاز أثناء الطهي واحترام شروط النظافة وكذا ضرورة الانتباه إلى تواريخ صلاحية المواد الغذائية المستعملة، استنادا لذات المسؤول. وتطبع نفس الأجواء المبادرات التضامنية بولاية تيميمون، حيث تشرف لجنة الهلال الأحمر الجزائري منذ حلول شهر رمضان الفضيل على استقبال وإطعام من 250 إلى 300 مسافر يوميا، كما صرحت غنية كبير رئيسة الحملة التطوعية بالهلال الأحمر الجزائري بتيميمون. وأشارت إلى أن القافلة التضامنية للهلال الأحمر الجزائري تتوجه يوميا نحو محطة المسافرين لتنصيب موائدها الرمضانية لاستقبال المسافرين الوافدين على الولاية وتوزيع وجبات الإطعام عليهم، كما لم تقتصر لجنة الهلال الأحمر الجزائري على المسافرين، بل توسعت جهودها لإطعام عابري السبيل وتقديم طرود غذائية للعائلات المعوزة، تقول ذات المتحدثة. جدير بالذكر أن هذه المبادرة الرمضانية تدخل في طبعتها الرابعة منذ تنصيب مكتب اللجنة المحلية للهلال الأحمر الجزائري بتيميمون، حيث ومنذ سنة 2019 وهي تقوم بنشاطات متنوعة كإفطار عابري السبيل وتوزيع قفة رمضان على العائلات المعوزة وتنظيم ختان جماعي للأطفال وإهداء كسوة العيد على الفقراء والمحتاجين، زيادة على توفير العناية والمرافقة الصحية لمختلف النشاطات الدينية والرياضية والثقافة خلال شهر رمضان. (وأج)