تشكل الزيارات العائلية واحدة من العادات الإجتماعية التي يحافظ عليها سكان ولاية جانت والتي تتكثف خلال شهر رمضان المبارك بغرض ترسيخ القيم والروابط الأسرية بين الأقارب. وتحمل أيام شهر رمضان طابعا خاصا لدى كثير من الأسر والأهالي، فأيامه ولياليه تتنوّع فيها عادات وتقاليد اجتماعية توارثتها الأجيال ولا زالت سائدة الى اليوم خاصة فيما يتعلق بالتجهيز المبكر للاحتياجات الأساسية للموائد الرمضانية الجماعية التي تميز الأسرة في المنطقة التي لا تخلو من أطباق شهيرة. وتعزّز الزيارات بين العوائل التي ارتبطت بليالي رمضان الألفة والمحبة والترابط العائلي في تقليد عائلي موروث عادة ما يكون في منزل كبير العائلة حينما يجتمع حوله الأبناء والأحفاد يتجاذبون أطراف الحديث وللتهنئة بقدوم الشهر المبارك، حيث تخلق هذه الزيارات أجواء مثالية مفعمة بالمحبة. وتحرص العائلات بعروس الطاسيلي خلال الشهر الفضيل على صلة الرحم وإحياء هذه العادة الإجتماعية وتوريثها للأبناء. ويتجلى ذلك في إقامة موائد إفطار للأقارب والسمر بعد صلاة التراويح في سهرات رمضانية عائلية تزينها سينيات الشاي والحلويات التقليدية، والتي يتم خلالها تبادل أطراف الحديث في عدة مواضيع تهم الأسرة والمجتمع عموما، وأيضا استرجاع ذكريات الآباء والأجداد. وتصطحب ربات البيوت خلال هذه اللقاءات العائلية الرمضانية أطفالهن بغرض تكريس لديهم أخلاق صلة الرحم والإحسان إلى الأقارب وتحسيسهم بأهمية دور الروابط العائلية في تقوية التماسك الاجتماعي وتعلم الكثير من القيم المتعلقة بآداب الحديث وأدب الحوار وغيرها من الأخلاق العامة، وجرت العادة أن توزع تلك الأطباق وتتبادلها العائلات، كما تتكرر طيلة هذا لشهر الزيارات الليلية بين الأقارب والجيران. وفي هذا الصدد، تقول السيدة عائشة وهي ربة بيت، أنها تحرص عند حلول شهر الصيام على زيارة أقاربها ودعوتهم إلى الإفطار معها رفقة أفراد عائلتها، حيث تستعد لاستقبال ضيوفها من خلال تزيين المنزل وتعطيره بأجود العطور والبخور وإشراك بناتها الصغار في أشغال التنظيف لغرس لديهن هذه العادة الإجتماعية الحسنة. وبعد اقتناء كافة مسلتزمات مائدة وجبة الإفطار، تحرص السيدة عائشة –كما أضافت-على تحضير أطباق رمضانية متنوعة وإعداد سينية الشاي التي ترصعها حلويات تقليدية للاستمتاع بسهرة رمضانية في أجواء عائلية متميزة. اللّمة» لتعزيز صلة الرحم يأتي رمضان وتأتي معه كثير من المشاعر الروحانية التي تزيد من الألفة بين الأقارب وأفراد العائلة، ويشهد هذا الشهر جلسات عائلية حميمة، فرمضان هو موسم البركات والخيرات، ومن أهم مظاهر الاحتفال بالشهر الفضيل «اللّمة» الحلوة التي تجمع شمل الأهل والأقارب والمعارف والأصدقاء وتعيد تواصلهم في جو تسوده روح التسامح والمودة. وتمتاز «لمة» العائلة في رمضان بأنها تجمع بين كل الأجيال من الأجداد الى الأحفاد حيث يتم خلالها تبادل الأحاديث وإحياء الذكريات مما يدعم العلاقات الأسرية وصلة الرحم وعادة ما تكون فرصة لنقل الموروثات وإحياء العادات والتقاليد. وفي هذا السياق، ذكر الشيخ مصطفى شالعلي، إمام بمسجد علي بن أبي طالب بحي «الميهان» بوسط مدينة جانت، أن سكان هذه المنطقة يحرصون على صلة الرحم خلال هذا الشهر المعظم، حيث تكثر الزيارات بين الأهل والأقارب تكريسا لهذه الفضيلة التي يحث عليها الدين الإسلامي الحنيف. وأكد الإمام شالعلي أن صلة الرحم تشكل ركنا ثابتا في الروابط الاجتماعية لسكان الطاسيلي آزجر، حيث تتجلى صورها في المجتمع التارقي في تبادل الزيارات في مواعيد الإفطار بين أبناء العروش والقبائل، مما يساهم في تقوية الروابط الأسرية وكذا الحرص على غرسها لدى الأجيال الصاعدة. ومن بين العادات الأخرى التي تعزز الروابط الإجتماعية ولا زال يحافظ عليها سكان عاصمة الطاسيلي خلال الشهر الفضيل، تبادل ربات البيوت الأطباق الرمضانية المتنوعة بين الجيران قبيل مواعيد الإفطار حيث تحرص الأسر على الترابط الأسري بغية الأجر والمثوبة إيمانا واحتسابا وعملا وتسابقا في الخيرات.