ساهمت الشبكة العنكبوتية في تطوير معارف الشباب وقدراتهم العلمية والفكرية، وأصبحت مصدرا مهما لإنجاز البحوث والتواصل مع الخبراء والباحثين. لكن هناك فئة من الشباب استغلت هذه الوسيلة للتجسس والقرصنة كهواية لإظهار قدرات التحكم في تقنيات وأسرار الإعلام الآلي وتحدي الذات، والبعض الآخر يمارس هذا العمل بدافع كسب المال، الإبتزاز، الانتقام، اختراق والهجوم على مختلف المواقع وتعطيلها. وليد لعريبي (رئيس مجموعة مطوري غوغل بالجزائر): ''الهاكرز'' طوروا أساليب اختراقاتهم أكد وليد لعريبي، طالب سنة خامسة بالمدرسة العليا للإعلام الآلي، ورئيس مجموعة مطوري غوغل بالجزائر، في تصريح ل«الشعب»، أن القرصنة الإلكترونية أصبحت تثير اهتمام الشباب الجزائري، وهذا بدافع الفضول واثبات الذات ويستعملونها كلعبة وهواية، الهدف منها المتعة واستعراض قوة الذكاء ومدى التمكن من قواعد هذه اللعبة، إذ نجد اليوم كمال قال مختلف الفئات العمرية بمن فيهم تلاميذ المدارس والثانويات، يتعمقون في البحث عن طرق وخطوات تعلم القرصنة إلى درجة الادمان، وأصبح البعض يختزل ميدان الإعلام الآلي في تعلم تقنيات القرصنة. وحسب لعريبي «الهاكرز» ليسوا جميعا مختصين وخبراء في الإعلام الآلي أو حاصلين على شهادات عليا، لأن الكثير منهم استعانوا بمواقع ومنتديات تقترح دروسا وتقنيات القرصنة مجانا. مشيرا إلى أنه لاحظ تركيز بعض الطلبة على هذا المجال دون المجالات الأخرى، معتبرا ذلك خطأ قد يرهن تطورهم المعرفي، لأن الإعلام الآلي ميدان واسع ومن يعرف خطوات القرصنة لا يعني أنه يتحكم فيه. ويرى لعريبي، أن الحصول على معلومات سرية وتعطيل مواقع حكومية... هي المحفز الأول لبروز وظهور «هاكرز» جزائريين على الساحة الوطنية والعالمية، ورغم قدراتهم الكبيرة في اختراق أكثر المواقع تحصينا في العالم، إلا أنهم مازالوا بعيدين عن نظرائهم الأمريكيين والأوروبيين، الذين يملكون تكنولوجيات متطورة للاختراق والتجسس. وذكر لعريبي، أن «الهاكرز» يستعملون أساليب ووسائل عديدة للإيقاع بالضحايا، وعلى سبيل المثال الباحثين عن كسب المال يرسلون رسائل مغرية للمستهدفين لكي يحصلوا على أرقام حسابات بنكية ومعلومات شخصية، وأصبحوا مؤخرا يستغلون مواقع التواصل الاجتماعي لتحقيق أهدافهم، ويوهمون المستهدفين بأنهم يمثلون شركات عالمية ووطنية معروفة، والملفت كما قال لعريبي أن تطور تقنيات الأمن المعلوماتي وتحصين المواقع وتنوع طرق صد هجمات القراصنة، قابله تعدد أساليب اختراقاتهم، بحيث صارت تتعرض آلاف المواقع للتعطيل والتدمير يوميا. وأضاف المتحدث، أن هناك شبابا لا يراعون جوانب الحماية في انشاء وتطوير مواقعهم، ويركزون على الجانب الجمالي فقط تصبح سهلة للاختراق، داعيا أياهم إلى الأخذ بعين الاعتبار ضوابط الحماية حتى لا يكتشف «الهاكرز» الثغرات التي تسمح لهم بالاختراق. الشباب مطالب بالحذر وحسن استعمال الأنترنت شدد لعريبي على ضرورة الحذر عند استعمال الأنترنت، لأن «الهاكرز» يترصدون الجميع دون استثناء. وأبرز أهمية تحسيس الشباب بسلبية الاقبال على القرصنة، فهي فعل مرفوض ومستهجن، ولابد أن يعلموا أنه بسبب أفعالهم تلك يصبحون معرضون للعقوبات القانونية الرادعة، مضيفا أن الأنترنت وسيلة معرفية يجب استخدامها فيما يفيد، قائلا «على الشباب أن يسعى لإثراء المحتوى الجزائري عبر الأنترنت، فلا يخفى على أحد أن الأنترنت في الجزائر متأخرة وهي في حاجة إلى شباب يستغلون هذه الوسيلة ايجابيا لخدمة بلادهم سياحيا اقتصاديا وثقافيا... وألا ينتظروا أجنبي للقيام بذلك، فهذه مهمة الجزائريين حتى ينتقلوا من مرحلة الاستهلاك إلى مرحلة المساهمة بمحتوى جاد ومدونات مفيدة، إضافة إلى اثراء المواقع العالمية ك''ويكيبيديا'' بمقالات ومعلومات عن الجزائر». متأسفا في الأخير على ضعف المحتوى العربي عبر الشبكة العنكبوتية الذي لا يتعدى حسب لعريبي 3٪ عالميا وأغلبية هذه النسبة هي مواقع دردشات أو منتديات.