منذ أسبوعين وأهالي الخرطوم يفرون تاركين منازلهم ومحلاتهم، تحت وقع الاشتباكات العنيفة التي اندلعت بين قوات الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، والدعم السريع التي يتزعمها محمد حمدان دقلو، متحسرين على الحال التي وصلت إليها مدينتهم. عمّ الخراب مناطق واسعة في الخرطوم، وانتشرت السيارات والآليات المحروقة، وبعض المباني المهدمة، فيما واصل سكان العاصمة وغيرها من الولايات السودانية الأخرى الفرار نحو مناطق أكثر أمناً. وفي طريقه إلى الحدود مع مصر المجاورة، دعا أشرف، وهو سوداني فر من الخرطوم، الضابطين المتناحرين إلى "وقف الحرب"، كما أضاف الرجل البالغ من العمر 50 عاما أنّ "السودانيين يعانون ولا يستحقون هذا". إلى ذلك، شدّد بحرقة على ضرورة وقف الصراع، قائلا: "إنّها حربكم وليست حرب الشعب السوداني". وكان العديد من السودانيين أطلقوا، خلال الفترة الماضية، حملات مدنية عبر مواقع التواصل في الداخل والخارج من أجل وقف الحرب. كما أطلقت مجموعات عدة حملات مساعدة للعالقين في العاصمة أو غيرها من المناطق، وسبل الوصول إلى الإغاثة. يشار إلى أنّه مع احتدام القتال في مدن سودانية عدة، يواجه عدد كبير من المحاصرين نقصا حادا في الغذاء والماء والكهرباء، فضلا عن انقطاع خدمات الاتصالات بشكل متكرر. فقد أظهرت مقاطع مصورة إغلاق عدد من المتاجر أبوابها، إذ سرعان ما نفد الخبز وغيره من المنتجات الغذائية وباتت رفوف المحلات خاوية. وأوضح مواطنون أنّ الإمدادات الغذائية آخذة في التناقص، وحذّروا من مجاعة أو على الأقل أزمة غذاء طاحنة. وأثر القتال بشكل سلبي على عمليات توزيع الغذاء في الدولة الشاسعة التي كان يعتمد ثلث سكانها، البالغ عددهم 46 مليون نسمة بالفعل على المساعدات الإنسانية قبل تفجر العنف. بدوره، أفاد عبده ديانج، أكبر مسؤولي مساعدات الأممالمتحدة بالسودان، بأنّ "القليل للغاية يمكن فعله" بخصوص المساعدات الإنسانية. وقال برنامج الأغذية العالمي إنّ العنف قد يدفع ملايين آخرين إلى الجوع في بلد يحتاج فيه 15 مليون شخص يشكلون ثلث السكان إلى المساعدة. فيما أوضحت منظمة الصحة العالمية أنّ 16 بالمائة فقط من المرافق الصحية تعمل في الخرطوم وتوقعت سقوط "وفيات عديدة أخرى" بسبب الأمراض ونقص الغذاء والماء والخدمات الطبية ومن بينها التطعيم.