تدعّمت المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية عبد الرحمان بن حميدة بولاية بومرداس، بمجموعة من الكتب والعناوين القصصية بلغة البراي الموجهة لفائدة الأطفال من ذوي الهمم، وهذا في إطار القافلة التي أشرفت عليها وزارة الثقافة والفنون الهادفة إلى تشجيع المقروئية لدى هذه الفئة من المجتمع المتطلعة دوما لحياة طبيعية مساعدة على الاندماج الاجتماعي، خاصة وأنّها ظلت تعاني من نقص أو غياب الروايات والمؤلفات المكتوبة بهذه التقنية التي تسهل على الطفل عملية القراءة، واستيعاب محتوى النصوص لدعم ملكته الفكرية وتنشيط فعل القراءة. حظي الأطفال من ذوي الهمم بولاية بومرداس بفضاء خاص للقراءة وممارسة الأنشطة الفكرية، في إطار التكفل الشامل بهذه الفئة اجتماعيا وتربويا، ومرافقتها أيضا لممارسة بعض الهويات المساعدة على عملية الاندماج الاجتماعي واستغلال أوقات الفراغ في أعمال مفيدة، والمساعدة على تكوين الشخصية وصقل المواهب منها الأنشطة الرياضية والثقافية التي كشفت مؤخرا عن كفاءات متميزة في عدة أنشطة، خصوصا المجال الرياضي، حيث استطاعت بعض الأسماء مؤخرا تشريف الألوان الوطنية في المحافل الدولية. وتشكّل المطالعة واستغلال الأنشطة الثقافية والفنية التي تقدّمها بعض النوادي والجمعيات، وكذا الفضاءات المسخرة على مستوى المراكز الثقافية والمكتبات العمومية، عاملا مهما وأساسيا لدعم وترسيخ ما يتلقاه أطفال وتلاميذ ذوي الهمم في المراكز النفسية والبيداغوجية المعتمدة، أو على مستوى الأقسام الخاصة بالمؤسسات التعليمية التي بدأت تتوسع من سنة إلى أخرى بقطاع التربية بهدف تسهيل عملية الادماج في هذا الوسط الاجتماعي الطبيعي، الذي يتطلع إليه الطفل والأولياء، وهي مهمة إنسانية بحاجة إلى متابعة وتشجيع من مختلف الفاعلين من أجل تحقيق هذه الأهداف الاجتماعية. من هذا الباب، جاءت القافلة الوطنية التي أطلقتها وزارة الثقافة والفنون لتوزيع كتاب البراي على مختلف المؤسسات ومكتبات المطالعة العمومية عبر ولايات الوطن، لتدعم هذه الاستراتيجية الوطنية للتكفل النفسي الاجتماعي والثقافي بهذه الشريحة الهامة من المجتمع، خاصة وأنها مؤلفات وقصص موجهة لفئة الأطفال وبتقنية البراي الحديثة أو اللغة التي يفهمها ويتقنها الشخص المعاق، التي تساعد أكثر على القراءة والاستيعاب الجيد لمختلف النصوص والروايات المعروفة بين الأطفال الصغار. وحسب مدير المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بولاية بومرداس، عبد الوهاب عيساوي، فإن المؤسسة استفادت من تسعة عناوين ومؤلفات قصصية بتقنية البراي بمجموع 16 نسخة من كل عنوان موجهة خصيصا للأطفال من ذوي الهمم، حيث سيكون فضاء الطفل الخاص بهذه الفئة مفتوحا أمامهم لاستغلال محتوى هذه العناوين، إلى جانب باقي الأنشطة الفكرية والترفيهية التي يوفرها الفضاء لكل الأطفال من خلال ورشات الرسم والتلوين، نادي الأدب والقراءة، وباقي العروض الأخرى التربوية الهادفة كالعروض المسرحية التي تقدمها أسبوعيا المكتبة العمومية التي تحولت إلى قبلة للمبدعين من مختلف الاتجاهات والفئات.