تطوير الصّناعة المحلية واقتحام الأسواق الكبرى عرفت فعاليات الطبعة 25 للصالون الدولي لمواد البناء والأشغال العمومية "باتيماتيك" مشاركة كبيرة من المتعاملين والزوار، الذين جابوا مختلف أجنحة المعرض للتعرف على هذا الفضاء، حيث ضم مختلف المتعاملين الاقتصاديين الوطنيين، الأجانب وحتى الموردين، وكان فرصة لتبادل الخبرات في مجال مواد البناء، والاتفاق على شراكات لتصنيع المواد الأولية محليا. أعطت المؤسسات المشاركة في المعرض المقدرة ب 900 عارض من بينها 550 عارض وطني و350 شركة أجنبية ممثلة في عشرين دولة، أهمية قصوى لهذا الحدث المهني الهام، الذي يجمع فروع البناء ومواد البناء والأشغال العمومية، حيث قدمت آخر عروضها في السوق الوطنية في مجال البناء والأشغال العمومية التي تمتاز بجودة عالية تتوافق والمعايير العالمية وبأسعار تنافسية. اختتم الصالون باتفاقات ولقاءات مع المهنيين الوطنيين والأجانب، الذين سلّطوا الضوء على ابتكاراتهم الجديدة التي حضرت خصيصا لهذه الطبعة المميزة، كما كان فرصة للترويج للمنتوج الوطني في مختلف مشاريع البناء والأشغال العمومية. عبّرت الكثير من الشركات الوطنية ممّن تحدثت إليهم "الشعب" عن ارتياحها الكبير لما حقّقه الصالون من إقبال وعلاقات شراكة مع متعاملين جدد تسمح لهم بالترويج لمنتجاتهم في الأسواق العالمية، ناهيك عن اكتساب الخبرات لتطوير الإنتاج المحلي. تطوير شعبة الرخام سجّلت شركة "سوفكونترا" الكائن مقرها بتلمسان حضورا مميزا في الطبعة الخامسة والعشرين من معرض باتيماتيك، وذلك من خلال التشكيلة المتنوعة من الرخام والغرانيت، والتي أبت إلا أن تبحث عن متعاملين جدد للتعريف بالمنتوج الوطني أكثر. في هذا الشأن، قال مسيّر الشركة محمد الأمين مالطي في تصريح ل "الشعب"، إن المؤسسة دخلت في عالم الإنتاج سنة 2000، وطورت إنتاجها في 2008، وخلقت فرعا آخر بغرض الترويج أكثر للمنتوج الوطني سنة 2018، ليتوسع نشاطها ويشمل العديد من البلدان الأوروبية. وأضاف المسؤول الأول على رأس الشركة التي توظف 120 عامل، أن الهدف الأول هو التوجه إلى العالمية واقتحام أكبر الأسواق، خاصة وأن مجال التصدير الذي انطلق سنة 2019 وشمل قطر، تونس والولايات المتحدة يطمح أن يتوسع أكثر، سيما مع التعليمات الأخيرة التي جاءت في مجلس الوزراء المتعلقة بضرورة تطوير شعبة الرخام. وأبرز مسيّر الشركة أهمية الاستثمار مع الشركات الأجنبية من أجل الترويج للمنتوج الوطني، الذي يمتاز بجودة عالية، لذا يجب التصدير أكثر، خاصة وأن الإنتاج يفوق الطلب المحلي، وهذا ما أكده وزير الطاقة عندما قال "الرخام الجزائري يشكّل سوقا واعدة، لما تزخر به الجزائر من احتياطي وإمكانات كبيرة". وقال في ذات السياق، إنّها المشاركة العاشرة في المعرض، لكن جديد هذه الطبعة توسع من الرخام الطبيعي إلى الصناعي الذي يعتبر من أشهر الصناعات، حيث تمكنت بلادنا من تحقيق تقدم كبير في الرخام وبالأخص الصناعي، الذي يعتبر واحدا من المركبات المصنعة التي يتم استخدامها كبديل للرخام الطبيعي، وهو عبارة عن خليط من بعض المواد الكيميائية المصنعة التي يتم خلطها لتخرج على شكل رخام اصطناعي جميل ودقيق. وتعمل "سوفكونترا"على التطور في هذا الرخام المطلوب عالميا ووطنيا كونه له علاقة بالتصميم الداخلي والديكور، وهو الأجمل من الطبيعي لتصميمه الدقيق، فهو يعتبر - يقول مالطي - من أهم الصناعات المكملة لديكورات المنازل والبنايات الكبرى، لذا فهو يشكل مطلب الكثير من مهندسي الديكور والمختصين بالمجال عموما. وأكّد محمد الأمين مالطي أنّ الشركة تخصص 30 بالمائة من منتوجاتها للسوق الوطنية، و70 بالمائة للسوق العالمية كدولة قطروتونس والولايات المتحدةالأمريكية وأستراليا، بالإضافة إلى الكثير من الدول الأخرى التي تسعى لاقتحامها مستقبلا. كما تطمح الشركة إلى خلق مناصب عمل أكثر من خلال ضم مختلف مصنعي الرخام، للعمل في السوق الجديدة للرخام التي تعتبر سوقا واعدة بإمكانها خلق استثمارات كبيرة. منتجات بجودة عالية وسعر تنافسي من جهته، ممثّل شركة "سفاك" لدهون للسيارات والمنازل، خير الدين وطني، قال إنّ الشركة استقطبت الكثير من الزوار والمتعاملين الراغبين في معرفة آخر الإنتاجات في مجال الدهون، هي مسؤولة عن 10 ماركات أوروبية في السوق الوطنية، توجّهت الشركة نحو تصنيع 8 ماركات، مفيدا أن الشركة تنافس محليا، وتعمل على توسيع طموحاتها في الخارج، رغم بعض المشاكل التي تواجهها وبالرغم من نقص المواد الأولية المصنعة محليا، إلا أنها تعمل على تطوير منتوجها واقتحام الأسواق الكبرى، حيث تغطي دهون شركة سفاك 30 بالمائة من الوطن، وهذا بفضل توسيع مجال التوزيع عبر الوطن. وتختص الشركة في دهون السيارات المنازل والدهون الصناعية، وتعتبر مشاركتها في الطبعة الخامسة والعشرين من معرض باتيماتيك العاشرة، وهي فرصة يقول ممثل الشركة، للالتقاء بالشركات الكبرى الناشئة في مجال البناء، مكاتب الهندسة والديكور بالإضافة الى الزوار. وعن إستراتيجية التوزيع، صرّح ممثل الشركة أن الموزعين يقتنون مواد الطلاء الخاصة بالشركة، وكل موزع متخصص في الدهون الخاصة بالشركة، وفي كل محل يوجد فيه تقنيون تجاريون يزوّدون الزبائن بالنصائح من ناحية النوعية، الجودة الألوان وطريقة الاستعمال الصحيحة. بخصوص الألوان وطلبات الزبائن، قال إنّ الأذواق تختلف من منطقة إلى أخرى، فسكان العاصمة يختارون الدهون العادية، بينما الداخلية والجنوب يفضّلون الألوان الغامقة المصحوبة برسومات، هذا ما وقفنا عنده بالمعرض، حيث شكل الدهن الحريري طلب الكثير من الزبائن خاصة البنايات والمشاريع الكبيرة. وأكّد المتحدث أنّ مؤسسة "سفاك" تحتوي على عدة أنواع من الدهون الخاصة بالجدران الداخلية، وهذه الأخيرة تحتوي على عدة أنواع، كما أنها تنتج مواد الطلاء المائية التي تتوفر على أحسن مقاومة، بالإضافة إلى أنواع أخرى تناسب مع طبيعة المناخ الرطبة وغيرها. وتهدف الشركة إلى اكتساح الأسواق الخارجية بعد تلبية جميع الاحتياجات الوطنية المختلفة من الدهون، كما تطمح إلى تطوير منتجاتها من خلال صناعة المواد الأولية محليا، وتهدف حاليا إلى ولوج إفريقيا وأخذ حصة كبيرة من السوق الإفريقية، مشيرا إلى أنه في مجال دهون السيارات تمّ بلوغ نسبة معتبرة من السوق الوطنية. مشاريع استثمار واعدة من جهته، سجّلت شركة "سندويش انبال" المختصة في الهياكل الحديدية والحاويات الكبرى حضورها في التظاهرة، وقال مسيّرها إنّها المشاركة الرابعة في هذا المعرض، الذي يرغب من خلاله دعم الشراكات الجزائرية التركية في مجال البناء. وأكّد ممثل الشركة، أنّ الصالون كان فرصة للإطلاع على جديد مجال الحديد والبناء، حيث تم تبادل الخبرات مع الأشقاء الجزائريين الناشطين في المجال من أجل تطوير هذه الصناعة، وكذا لاعتماد الأساليب الناجعة لتحقيق أكبر العائدات. وقال صاحب مؤسسة لصناعة الأجر "نيرماك"، محمد دريسي بالجزائر، إنه يحرص سنويا على المشاركة في هذا المعرض الذي يعتبر فضاءً استراتجيا لتلاقي المتعاملين الاقتصاديين، كما يعمل على عقد شركات لتطوير هذا المجال. وأوضح في هذا الشأن، أنّ الشركة تعمل على إتباع أساليب وطرق جديدة في صناعة منتجات الآجر الأحمر الطوب ومشتقاته، وهذا تلبية للطلبات المتزايدة على مواد البناء في الجزائر، وحرصت منذ نشأتها سنة 2010 على إنتاج أجود أنواع الآجر والطوب التي تخضع للمعايير الدولية. وأكد أيضا أن الشركة تعتمد على المواد الخام المحلية وتحت إشراف مجموعة من الأخصائيين والخبراء لأجل تطوير جميع أنواع الآجر والطوب، هذا بالإضافة الى الجودة في النوعية والسرعة في تسليم الطلبات، خاصة الكبرى التي تحتاج التجنيد لتوفيرها في الوقت المحدد. أضاف في ذات السياق، أنّ المعرض فرصة لإقامة علاقات واستثمار في مجال التصنيع بالاعتماد على التكنولوجيا الحديثة وباستخدام المعدات والآلات الحديثة، التي تسمح بتجديد أساليب تصنيع مادة الأجر والطوب التي يكثر عليا الطلب سنويا. أجمع المتعاملون المشاركين في التظاهرة أن المعرض الدولي لمواد البناء والأشغال العمومية "باتيماتيك"، من أهم المعارض في مجال البناء، تهدف المشاركة فيه إلى تقديم آخر المنتجات في مجال الخرسانة، الحديد، الألمنيوم والدهون وغيرها، كما أنه فرصة لتبادل الأفكار المبتكرة وبناء العلاقات، والعمل مع الشركات الناشطة في نفس المجال. إقبال غير مسبوق على معرض البناء يشهد قطاع البناء انتعاشا كبيرا هذه السنة، وذلك بعد الركود الذي شهده السنوات الماضية، حيث عرف إقبال المواطنين بشكل لافت، استوقفنا جناح الدهون المزيّن على شكل زخرفة جميلة من الألوان، أين تحدّثنا مع بعض الزوار، وقالت عائلة من برج الكيفان "إنّها زارت المعرض للتعرف على آخر أنواع الطلاء لدهن منزلها الجديد مع التعرف أكثر على النوعية الجيدة والمقاومة".