بينما تتعالى الأصوات الدولية المناهضة للألغام المدمرة للحياة البشرية والبيئة، يتمادى الاحتلال المغربي في جرائمه مستخدمًا هذه القنابل الموقوتة ضد الشعب الصحراوي وأرضه التي طالها الكثير من التلوث وراح ضحيتها عدد كبير من الصحراويين. قال مسؤول العمليات في المكتب الصحراوي لتنسيق الاعمال المتعلقة بالألغام، البشير غيثي النح، إن الاحتلال المغربي واصل عمليات التلغيم بشكل "رهيب كمّا ونوعا"، بحيث أنه جعل من الجدار الرملي أطول حقل ألغام في العالم وأكثرها كثافة. وأضاف أن الجدار أضحى الحاجز الوحيد الذي لا يشمل على الألغام فقط بل أيضا على العسكرة والكلاب والسياج والاسلاك الشائكة. مشيرا إلى حجم الكارثة التي اقترفتها أيادي المحتل المغربي من خلال زرعها لملايين الألغام المضادة للأفراد بالأراضي الصحراوية المحررة منها والمحتلة. وأوضح المسؤول الصحراوي ان "المنطقة شهدت تلوثا بيئيا لم يسبق له مثيل مع كل ما يمثله ذلك من أضرار على السكان وعلى الثروة الحيوانية، الى جانب تسببه في منع حرية الحركة التي تكفلها القوانين الدولية والحد من بناء المشاريع والمستشفيات والمدارس واستغلال الاراضي للزراعة ولتنمية الثروة الحيوانية". ودعا لإطلاق حملة دولية لتنظيف الاراضي الصحراوية منها، مستطردا ان "هذا لن يعرف النور الا بوقف التعنت المغربي وحمله على الانصياع للقوانين الدولية الانسانية وعبر التعاون مع جبهة البوليساريو والامم المتحدة والمجتمع الدولي والاتحاد الافريقي للقيام بحملات التوعية والتحسيس ونزع الالغام". وعن حجم الخسائر البشرية التي تسببت فيها الألغام، أوضح المسؤول الصحراوي، أن الاحتلال المغربي يمنع أي معلومة بهذا الشأن، في محاولة منه للتستر على الضحايا لأنه "في الحقيقة لا يملك أدلة مقنعة لتبرير هذه الحالات، فهو يحتل أرضًا ويصر على احتلالها مستخدمًا الألغام والجدران والأسلاك الشائكة". وعلى الرغم من حجم العدوان وشراسته – يضيف – فإن جبهة البوليساريو تبقى أول حركة تحرر في العالم والتاريخ تقوم بمنع استعمال الألغام المضادة للأفراد وهي في حالة حرب. كما أشار إلى قيام جبهة البوليساريو بتفجير 20 ألف و493 لغم مضاد للأفراد، مبرزًا تعاونها بشكل كبير وبطريقة شفافة مع كل المنظمات التي تطمح للعمل في مجال الألغام. وناشد المسؤول الصحراوي، الدول الإفريقية مؤازرة شعب بلاده ودعمه في التخلص من هذه القنابل القاتلة. إدانة أمريكية شديدة إلى ذلك أدانت المؤسسة الدولية لحقوق الإنسان بأشد العبارات الانتهاكات المغربية الأخيرة ضد الشعب الصحراوي، داعية إلى الاحترام المطلق لحقوق الإنسان وقرارات الأممالمتحدة في الأراضي الصحراوية المحتلة. وأعربت المؤسسة الدولية لحقوق الإنسان ومقرها واشنطن، في تغريدة نشرتها على صفحتها الرسمية عن "إدانتها القاطعة للأعمال العدائية الأخيرة ضد الشعب الصحراوي، بما في ذلك سلسلة من أعمال الافتراء في وسائل الإعلام والهجمات الإلكترونية وحتى العمليات العسكرية ضد المدنيين غير المسلحين". كما أصرت المنظمة غير الحكومية على "الاحترام المطلق لحقوق الإنسان" للشعب الصحراوي، وكذلك على "الاحترام المطلق للقرارات التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة. وجاءت الإدانة في وقت تواصل فيه قوات الاحتلال المغربية حملتها القمعية ضد المقاومين الصحراويين، على خلفية التعتيم الإعلامي والحصار المفروض على الأراضي المحتلة.