الفقيد تميّز بالأخلاق الحسنة وعزة النفس ومرافقة الصحفيين المرحوم كان صديقا وخسرنا قلما وطنيا أكد وزير الاتصال محمد بوسليماني، أمس الثلاثاء، أن الصحفي والمدير العام الأسبق لجريدة الشعب، فنيدس بن بلة، الذي توفي مؤخرا عن عمر ناهز 66 عاما، كان من "أبرز الصحفيين الذين تركوا بصمتهم في الساحة الإعلامية الوطنية". وفي كلمة له خلال تأبينية الفقيد التي أقيمت بمقر جريدة "الشعب"، جدد بوسليماني تعازيه الخالصة إلى عائلة الراحل والأسرة الإعلامية بصفة عامة، مشيرا الى أن فنيدس بن بلة كان "من أبرز الصحفيين الذين تركوا بصمتهم في الساحة الإعلامية الوطنية وتميز بالأخلاق الحسنة وعزة النفس". كما نوه بوسليماني بخصال الفقيد ومرافقته للصحفيين الشباب وسعيه الدؤوب لتمكينهم من أداء دورهم على أكمل وجه، وأن خصاله تستدعي إيجاد قاموس مغاير للبحث عن ما يليق به من وصف وتقدير وأخلاق. خلال كلمته، وعلامات التأثر بادية على وجهه، عزى وزير الاتصال السيد محمد بوسليماني عائلة الفقيد (ابنته وزوجها) الحاضرين في التأبينية، وأسرة "الشعب" ومن خلالها الأسرة الإعلامية، على فقدانها أحد أبرز الصحفيين في الجزائر في العقدين الأخيرين، وقال إن بوفاته خسرت الجزائر قلما وطنيا مافتئ يدافع عن المصلحة الوطنية ولم يدخر خلال مسيرته أي جهد في أداء مهامه على أكمل وجه. ويضيف السيد الوزير، أن حضوره في هذه التأبينية ليست بصفته وزيرا ممثلا للقطاع فحسب، بل باعتباره صديقا للمرحوم، وما لا يعلمه الكثيرون أن السيد فنيدس كان صديقا وزميلا لي في مقاعد الدراسة في جامعة الجزائر وتحديدا معهد العلوم السياسية وعلوم الإعلام والاتصال، "وليست مجاملة أن أقول إنه كان من أنجب الطلبة وأكثرهم ذكاء وفطنة، وكان حريصا جدا على التعلم والتفوق". بالنسبة لي -يضيف الوزير- فنيدس الإنسان كان صديقا وزميلا وحتى بعد أن أصبحت وزيرا عرضت عليه أن يلتحق بنا لكي نستفيد من هذه القامة الإعلامية والصحفية، لكنه اعتذر لشعوره بالتعب وعدم قدرته على العمل حينها، وبالرغم من أنه كان يعاني من المرض قبل فترة طويلة، إلا أنه لم يفكر يوما أن يستخدم أي وساطة وبالرغم من معرفته لي كوزير وكانت لي اتصالات معه إلا انه لم يستخدم أي نفوذ وكان يعالج مثله مثل أي مواطن آخر وفي صمت. على الصعيد المهني، يؤكد بوسليماني: أعتبر المرحوم فنيدس من الأقلام التي تركت بصمتها في الصحافة المكتوبة والإعلام بصفة عامة، وأخلاقه تتحدث عنه وهو من طينة الرجال الذين لا يغيرهم الزمن مهما علا مقامه، حتى أنه لم يخبر الناس بمرضه حتى أصدقاؤه الأقربون. علاوة على ذلك -يقول الوزير- كان الفقيد يؤمن جدا بالشباب وبأن الأجيال تخلف بعضها، حتى أنني أتذكر أنه كان يرفض تماما فكرة أن جيلنا لا يمكن خلافته، بالعكس كان يؤمن أن الفشل في ذلك هو فشلنا، لأننا لم نستطع تكوين جيل شاب يستطيع حمل المشعل وإكمال المسيرة، وبالتالي لم يبخل بأي جهد لمساعدة الصحفيين الشباب ونحن اليوم نرى العديد من الصحفيين المتميزين تكونوا على يد المرحوم.