ووري جثمان الوزير والناطق الرسمي السابق لرئاسة الجمهورية، محند أوسعيد بلعيد، الثرى أمس، بمقبرة سيدي يحيى بالجزائر العاصمة، بحضور وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة. كما حضر مراسم تشييع الجنازة كل من مدير ديوان رئاسة الجمهورية، عبد العزيز خلاف، مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالعلاقات الخارجية، عبد الحفيظ علاهم ،مستشار رئيس الجمهورية للشؤون القانونية والقضائية بوعلام بوعلام، مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالأرشيف والذاكرة الوطنية السيد عبد المجيد شيخي، الى جانب وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية كمال بلجود ووزير الاتصال محمد بوسليماني. وأبرز الناطق الرسمي لرئاسة الجمهورية سمير عقون، في كلمة تأبينية مناقب ومآثر الفقيد الذي كان "وطنيا صادقا ومناضلا فذّا، لم يتوان عن خدمة الوطن والدولة بتفان وإخلاص وكفاءة تنم عن نظرة ثاقبة في شؤون إدارة الدولة". وذكر عقون، بما عرف عن الراحل من "دماثة الخلق وصدق الكلمة وحصافة الرأي"، حيث كان "إعلاميا مقتدرا، سخر قلمه وصوته لإعلاء كلمة الوطن وصونِ إرادته وحماية الثوابت الوطنية، وهو الذي ساير مراحل بناء الدولة في حقب مختلفة، في مراكزِ المسؤولية وبخاصة الإعلامية منها، حيث جعلها أداة توعية في كل أبعادها السياسية والثقافية لتجسيد أهداف ثورة نوفمبر المجيدة في بناء دولة وطنية سيدة في إطار هوية الجزائر"، كما أبرز أهم ما ميز مسيرة الفقيد التي كانت "حافلة بالعطاء المتواصل"، وهو الذي عرف ب "الجدية والمثابرة، في كل المهام التي أُنيطت به والمسؤوليات التي تقلدها". وأضاف أن كل ذلك قد جعل من الفقيد "مثال الجزائري الملتزم بقضايا الوطن، المنافح عنه بالقلم والكلمة التي تحمل حكمة وتبصرا نابعتين من رزانة ورصانة تميز بها جيل خدم الجزائر، في أحلك الظروف، لم تلن له قناة، ولم يتغير وبقي راسخا في قناعاته التي أهلته لتبوء المسؤوليات الهامة، في خدمة الجزائر وطنا ودولة". وذكر عقون بأهم المحطات التي ميزت المسار المهني للراحل و الذي ظل طيلته "متساوقا مع قناعاته" و«واضعا مصلحة الوطنِ فوق كل اعتبار"، حيث كان "لا يتردد في أي موقف يؤمن به، ويراه صائبا"، ما جعل رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون يختاره ليسند إليه ثلاث مهام حساسة "قلما اجتمعت في شخص واحد، وزيرا، ومستشارا، وناطقا رسميا". يذكر أن المرحوم كان قد تولى عدة مناصب ومسؤوليات طيلة مساره المهني الذي بدأه صحفيا بالتلفزيون الجزائري ثم مديرا عاما لجريدة "الشعب" و بعدها لوكالة الأنباء الجزائرية، قبل أن يشغل منصب مدير المركز الجزائري للإعلام والثقافة ببيروت (لبنان). وشغل أيضا منصب سفير الجزائر بالبحرين ومدير الإعلام والصحافة والناطق الرسمي لوزارة الشؤون الخارجية وكذا ممثل الجزائر لدى منظمة المؤتمر الإسلامي، قبل أن يشغل منصب وزير الاتصال. وعين الفقيد في نهاية ديسمبر 2019 وزيرا مستشارا للاتصال، ناطقا رسميا لرئاسة الجمهورية وهو آخر منصب شغله قبل وفاته. وكان الراحل قد ترأس حزب الحرية والعدالة لسنوات.