تواصل الجزائر جهودها في تعزيز فرصة حصولها على مقعد غير دائم في مجلس الأمن الدولي للفترة الممتدة من عام 2024 إلى عام 2025. يأتي ذلك في سياق استعدادها للمشاركة في الانتخابات التي ستجرى في إطار الدورة ال 77 للجمعية العامة للأمم المتحدة في 6 جوان 2023. وتواجه الجزائر في هذا السباق تحديات إقليمية ودولية متعددة، تستدعي تحليها بالمرونة والتكيف لتحقيق أهدافها في الوصول الى الهدف المنشود. حل وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، بمقر الأممالمتحدة بنيويورك في زيارة عمل تندرج في سياق التحضير لانتخابات تجديد الأعضاء غير الدائمين في مجلس الأمن الدولي، وذلك بتكليف من رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، حسب ما أفاد بيان لوزارة الخارجية الثلاثاء الماضي. علاوة على ذلك، تواصل الجزائر جهودها في ترقية ترشحها للحصول على المقعد غير الدائم في مجلس الأمن الدولي، وتسعى إلى تمثيل واحتلال المقعد المخصص لإفريقيا في هذه المنظمة الدولية. وتهدف الجزائر من خلال هذا الترشح إلى إنهاء ما تعتبره "ظلما تاريخيا" تعرضت له القارة الإفريقية على مر العقود الماضية. وتعلن الجزائر عن طلبها هذا بشكل صريح ومتكرر في المنظمات الدولية والإقليمية بضرورة إعادة النظر في التمثيل الدائم داخل مجلس الأمن، حيث تظل إفريقيا القارة الوحيدة التي لا تملك ممثلا دائما يدافع عن حقوقها في هذا المجلس. والواقع السياسي الدولي الحالي، يؤكد أن غياب هذا الممثل ساهم في تعقيد العديد من الأزمات، بما في ذلك الأزمة في ليبيا بعد التدخل العسكري الذي تم بناءً على "دوافع إنسانية" وفق الادعاءات الغربية وتمت الموافقة عليه من قبل مجلس الأمن في عام 2011 رغم رفض العديد من الدول الإفريقية لهذا التدخل. وخلال الندوة التاسعة رفيعة المستوى حول السلم والأمن في إفريقيا والمنعقدة بالجزائر، أكدت الدبلوماسية الجزائرية حينها على أن إفريقيا التي لطالما دعت إلى إصلاح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لوضع حد للظلم التاريخي المسلط عليها منذ ما يقرب ثمانية عقود من الزمن، ويحق لها طرح قضيتها مراراً وتكراراً مع التأكيد على الحاجة الملحة إلى نظام تعددي تشاركي شامل ومتوازن لمواجهة التحديات العالمية بطريقة فاعلة وناجع. كذلك، وخلال اجتماع لجنة العشرة للاتحاد الإفريقي المعنية بإصلاح مجلس الأمن للأمم المتحدة بأديس أبابا، جدد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، التأكيد على ضرورة حصول إفريقيا على مقعدين دائمين بمجلس الأمن، مع رفع حصتها في المقاعد غير الدائمة، مؤكدا على أن الجزائر ستعمل على إعلاء صوت القارة بالمجلس ابتداء من 2024. والمقعد غير الدائم في مجلس الأمن هو مقعد يُمنح لدولة عضو في الأممالمتحدة لفترة محدودة تبلغ عادة مدة عامين. يوجد في مجلس الأمن 15 مقعدا، 5 منها مقاعد دائمة و10 مقاعد غير دائمة. يتم اختيار الدول غير الدائمة لتلك المقاعد من خلال تصويت الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة. يتم توزيع المقاعد غير الدائمة على أساس جغرافي، ويتم اختيار الدول بناءً على مجموعة من العوامل مثل التزام الدولة بقضايا السلم والأمن الدوليين والمشاركة الفعالة في أنشطة الأممالمتحدة. كما تعمل الدول غير الدائمة في مجلس الأمن على تمثيل مصالح المجموعة التي تنتمي إليها وتعزيز السلم والأمن الدوليين من خلال المشاركة في صياغة القرارات واتخاذ الإجراءات المناسبة للتعامل مع القضايا العالمية الملحة. وحظي ترشيح الجزائر بتزكية ومصادقة كل من الاتحاد الإفريقي، جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، وكذا دعم العديد من الدول الشقيقة والصديقة، وتعمل الدبلوماسية الجزائرية على استعراض الأهداف والأولويات التي ستسعى من خلالها لتحقيق أهداف القارة خلال عهدتها بمجلس الأمن وحشد المزيد من الدعم تحسبا لاستحقاق السادس من جوان وكذا التحضير للمحطات التي تلي هذا الموعد الهام.