نجح اتحاد العاصمة في الظفر باللقب القاري الأول في تاريخه، بعد مشوار حافل ومميز كلّل بالنجاح بفضل تواجد مجموعة مميزة من اللاعبين، ومدرب قادر على رفع التحديات، حيث لم يكن أحد يتوقع قبل خمسة أشهر أن الاتحاد سيكون متوجا باللقب القاري، إلا أن العزيمة والإرادة اللتين تحلاّ بهما اللاعبون سمحت لهم بمنح الجزائر لقبا آخر في كأس "الكاف". كلّلت مسيرة "أبناء سوسطارة" في كأس "الكاف" بالنجاح عقب التتويج باللقب على حساب يونغ افريكانز التنزاني، الذي يبقى فريقا لا يستهان به، ويمتلك مجموعة مميزة من اللاعبين، ومدرب قادر على إيجاد الحلول بدليل الوجه الطيب الذي ظهر به أشباله خلال مواجهة العودة التي كانوا قاب قوسين أو أدنى من قلب الطاولة على الاتحاد. ساهمت العديد من العوامل في نجاح فريق اتحاد العاصمة خلال النسخة الحالية لكأس "الكاف"، منها عامل مهم وهو شخصية البطل، التي سمحت للفريق بالوقوف الند للند أمام العديد من الأندية في طريقه الى النهائي والتتويج باللقب. لمسة المدرّب بن شيخة منح المدرب عبد الحق بن شيخة الإضافة التي جاء من أجلها، وهي "صناعة" فريق تنافسي قادر على مواجهة كبار الأندية الافريقية، والعمل على الذهاب بعيدا في كأس "الكاف"، وهو الأمر الذي نجح فيه عن جدارة واستحقاق رغم أن مشوار الاتحاد في الوصول الى النهائي كان أصعب بكثير من مشوار يونغ أفريكانز. يمتلك المدرب بن شيخة خبرة كبيرة كلاعب وكمدرب، وسمحت له تجربته الخارجية من اكتساب المزيد من الخبرة والدهاء التكتيكي، الذي سمح له بالوصول الى النهائي والفوز باللقب. المشوار في المنافسة القارية كان مختلفا عن مشوار البطولة، وهو الأمر الذي كان واضحا حيث ركّز المدرب على المنافسة القارية. صلابة دفاعية وقوّة هجومية خارج الدّيار نجاح اتحاد العاصمة في التتويج باللقب القاري كان بعد أن نجح في تحقيق نتائج إيجابية خارج الديار، سمحت له بقطع خطوات مهمة من أجل بلوغ مراحل متقدمة، وكان آخرها العودة بالفوز من تنزانيا أمام يونغ افريكانز، وهو الانتصار الذي سمح للفريق بالتتويج رغم أنه خسر مباراة العودة بهدف وحيد. من أهم المراحل التي مرّ بها الفريق خلال الأدوار الاقصائية للمنافسة القارية، كانت مواجهتا الجيش الملكي واسيك ميموزا خارج الديار، وهما المواجهتان اللتان أظهر فيهما الاتحاد شخصية البطل عن جدارة واستحقاق وكان في المستوى، حيث نجح في تسجيل ثنائية على الجيش الملكي أمام أنصاره، ونفس الأمر انطبق على مواجهة اسيك ميموزا، حيث نجح الفريق في العودة بالتعادل السلبي. النهائي هو الآخر لعب على مرحلتين، الأولى كانت خارج الديار وحينها كان الاتحاد في الموعد بعد أن فاز بهدفين مقابل هدف، وكان بإمكان الفريق تسجيل أهداف أخرى لولا سوء الحظ من جهة والتسرع من جهة أخرى، إلا أن الأهم تحقق وهو ما سمح للفريق بالتتويج في الأخير. استثمار النّجاح القاري مستقبلا لن تقف طموحات أنصار اتحاد العاصمة عند التتويج بكأس "الكاف"، حيث تبدو طموحاتهم كبيرة مستقبلا من أجل التتويج بألقاب أخرى من خلال الاستثمار في هذا التتويج، والبناء عليه لتحقيق إنجازات مماثلة في ظل توفر الإرادة والإمكانيات، وهو ما سيجعل الأنصار يطوون صفحة الإخفاقات ويفتحون صفحة جديدة.
تصريحات: - محمد لمين زماموش: "توّجت بعشرة ألقاب محلية، وهذا لقب خاص بالنسبة لي لأنّي تعبت طيلة سنوات من أجل معانقته، وأحمد الله أنّ ابني شاهدني حين حملت الكأس، أبلغ من العمر 38 عاما وهذا آخر موسم لي في مسيرتي الكروية، سأعتزل اللعب نهائيا وأغادر الاتحاد من الباب الواسع". - أكرم جحنيط: "المواجهة كانت صعبة للغاية لأنّنا عانينا من ضغط شديد طيلة اللقاء، وسيناريو المواجهة لم يخدمنا، لكن الحمد لله النهاية كانت سعيدة، ودخلنا التاريخ من أوسع الأبواب، هذا اللقب خاص بالنسبة لي لأنّي أصبحت أوّل لاعب جزائري يتوج بكل الألقاب المحلية والقارية على مرّ التاريخ، وهذا شرف بالنسبة لي ولعائلتي". - أسامة بن بوط: "نهدي التتويج القاري لكل الشعب الجزائري ولأنصار اتحاد العاصمة بصفة خاصة، خسرت النهائي مع شبيبة القبائل عام 2021، وعوّضني الله مع الاتحاد، وهذا التتويج سيجعلني أدخل تربص المنتخب الوطني بمعنويات جد عالية". - عبد الرحمن مزيان: "لعبت ثلاثة نهائيات قارية في مسيرتي الكروية، وهذا أوّل تتويج بالنسبة لي، تعبنا كثيرا في الاتحاد طيلة سنوات وحاولنا وكررنا المحاولة، حتى نلنا النّجمة الأفريقية التي سيتحدث عنها أنصارنا مطوّلا". - إسماعيل بلقاسمي: "تعبنا كثيرا من أجل هذا التتويج، خصوصا مع الظروف الصعبة التي مرت علينا في بداية الموسم، لكنّنا الحمد لله تمكنا من تحقيق أفضل إنجاز لاتحاد العاصمة منذ تأسيس الفريق، سعادتي لا توصف بهذا التتويج الذي خسرته سنة 2016 رفقة مولودية بجاية. رصدها: محمد فوزي بقاص