أعطت زيارة رئيس الجمهورية الى روسيا، معالم واضحة لتوجهات الجزائر الاقتصادية والسياسية تتوافق ومصالحها الإستراتيجية والحيوية، بعيدا عن الحسابات الضيقة والتموقع في تحالفات لا تخدم المصلحة العليا للجزائر ودبلوماسيتها الخارجية المبنية على الحياد واحترام المعاهدات والاتفاقيات الدولية. في اتصال مع «الشعب»، قال أستاذ العلوم السياسية الدكتور حسام حمزة، إن المقاربة الجزائرية في حل الأزمة الروسية الأوكرانية مبنية على السلام مع سعيها في الوقت نفسه الى تحقيق حدود عادلة لتحقيق سلام مستديم، مؤكدا أن الموقف الجزائري إزاء الأزمة كان متوازنا منذ البداية لأنها دولة تشجع السلام والحلول العادلة. وأبرز الدكتور أن القبول الروسي المبدئي للوساطة الجزائرية لحل الأزمة الروسية الأوكرانية، دليل واضح على ثقة روسيا في الجزائر، بل أكثر من ذلك ثقة روسيا في أن الجزائر نابع من قناعتها أن الجزائر عندما تتوسط في قضية ما، فإنها تدخل في الوساطة بعيدا عن منطق الانحياز، لأنها دولة محايدة والأهم بالنسبة لها أو الغاية الأساسية إذا انخرطت في عملية وساطة هي تحقيق السلام ولن تبحث عن شيء آخر. عكس دول أخرى مرشحة للوساطة والتي لا تحظى بالثقة الروسية، لهذا موقع الجزائر في الوساطة موقع متقدم، خاصة إذا علمنا ان جوزاف بورال المكلف بالسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كان قد ناشد الجزائر في زيارته الأخيرة إليها الانخراط في عملية وساطة بين الدولتين، لتلك الأفضلية التي تحظى بها الجزائر مقارنة بأطراف أخرى هي ثقة طرفي النزاع روسيا وأوكرانيا بها. وعن الشراكة الجزائرية الروسية في مختلف المجالات، قال حسام حمزة إنها تأكيد على أن مصالح البلدين متشابكة تعكس حرص البلدين على هذه العلاقة والصداقة التي تجمعهما لأكثر من ستة عقود.