وجدناها تحلم بسياقة وسائل النقل الحديثة من مترو وترامواي وتتقن بشجاعة كبيرة سياقة الحافلات والشاحنات وتتأهب لإجراء آخر فحص يمكنها من فتح مدرسة للسياقة تتعمق فيها بتلقين قانون المرور وتحسين مستوى سائقي الغد للحد من حوادث الطرقات التي تحصد القتلى والجرحى، وجدنا زهية مزيان لها قدرة عجيبة على تحديد في أي حادث خطير ومعقد من المتسبب فيه، وتنوي مستقبلا تدريس قانون المرور عن طريق أجهزة السمعي البصري. جميل أن نجد المرأة إلى جانب الرجل في مجال تعليم السياقة ويكون لنا الخيار، أن تعلمنا المرأة أم الرجل، وحتى لا يبقى هذا المجال الحساس حكرا على الجنس الخشن، وحتى تبرهن المرأة عن قدراتها وتفتك التواجد في تعليم السياقة على أرض الواقع عن جدارة واستحقاق. جذبتنا هذه المرأة بعذوبتها وظرافتها وهدوئها لها تقنيات خاصة في التعامل مع المتربصين أقل ما يقال عنها أنها مدهشة، تعرف جيدا كيف تلقن لجميع المستويات وتتعامل مع مختلف الشرائح، التقيناها بإحدى مدارس تعليم السياقة بالمرادية وكان لنا معها هذا الحديث الشيق. قالت زهية مزيان، أن حب المهنة بدأ منذ نعومة أظافرها وجاء من خلال تشجيع والديها لها وتمرينها على الامساك بالمقود بثقة، وجعلها ذلك تلم بخبايا السياقة وتتخلص من عوارض الخوف والارتباك باكرا. لم تخف أنها تتوق لسياقة المترو والترامواي بعد أن نجحت في سياقة الحافلة والشاحنة من النوع الثقيل، وبدت مقتنعة أن بصمة المرأة في هذا المجال له خصوصيته حتى يسفر عن آداء جيد ينعكس على السائقين الجدد. وانطلقت زهية بعد أن أثبتت براعتها في سياقة السيارة تماما مثل أمهر الرجال، مع زوجين يملكان مدرسة للسياقة، واعترفت أنهما احتضناها بدفئهما وخبرتهما حيث لم يكن لديهما أطفال، فتأهل مستواها وتشجعت بعد مسار من الخبرة لتتلقى تكوينا حيث من المقرر أن تجتاز في الأيام القليلة المقبلة آخر فحص لافتكاك شهادة تسمح لها بفتح مدرسة للسياقة تقدم فيها تكوينا دقيقا وعصريا للمتربصين، وتحدثت عن شروعهم مؤخرا في التكوين ودراسة رخصة السياقة بالتنقيط التي من المرتقب أن تدخل حيز السريان قريبا. واعتبرت زهية أن تعليم السياقة سواء تعلق الأمر بالجانب التطبيقي أو النظري مهنة نبيلة تحتاج إلى حب وكفاءة وضمير حتى لا تباع رخصة السياقة أو تشترى حفاظا على الأرواح، وذهبت إلى أبعد من ذلك عندما أخبرتنا أنها ترفض أن تتلقى أتعابا بالنسبة للذين لديهم رخصة قديمة ولم يسوقوا السيارة ومن أجل استذكار قانون المرور يحضرون لتلقي دروس تقوية. وفي عملية تكوينها لما أسمتهم بالمترشحين لا تجمع أصحاب المستويات العالية بالضعيفة حتى لا يتعقد الزبون وتحرص على تدريس النساء مفصولين على الرجال وتقسم المجموعات حسب تقارب مستوى الفهم والاستيعاب وكذا المستوى التعليمي. وأكدت زهية أن الكثير من الزبائن يفضلون أن تعلم المرأة زوجته تقنيات السياقة، لذا تواجدها في هذا المجال أكثر من مهم.