هددت أمس الاتحادية الوطنية لمدارس تعليم السياقة بشن إضراب وطني، من خلال تجميد إجراء امتحانات نهاية التربص، في حال إصرار وزارة النقل على إقصاء مسيري مدارس تعليم السياقة من عملية صياغة دفتر الشروط الذي ينظم المهنة، وقررت الفيدرالية في سياق متصل عقد دورة طارئة لمجلسها الوطني نهاية الأسبوع الجاري لتحديد موعد تنفيذ تهديدها. * وأمهلت الفيدرالية حسب رئيسها أحمد عوديه الهيأة الوصية إلى غاية نهاية الأسبوع الحالي، للرد على رسالتها التي وجهتها إلى وزير النقل عمار تو بتاريخ 18 أكتوبر الماضي، وضمنتها طلب تنظيم لقاء معه لمناقشة وضعية المهنة والمشاكل المحيطة بها، وكذا ضرورة إشراكها في إعداد القوانين وكذا دفتر الشروط الذي يعيد تنظيم هذا النشاط. * * * إقتراح لإنشاء مركز إمتحان واحد عبر كل ولاية * وينتقد بشدة المصدر ذاته عدم تلقي تنظيمه الرد على رسالته إلى غاية اليوم، ويتهم أطرافا بوزارة النقل بأنها تنقل معطيات مغلوطة لعمار تو حول سير المهنة و"تدني الخدمات التي تقدمها مدارس تعليم السياقة للمتربصين"، مؤكدا رفضه القاطع لما يتم التحضير له بعيدا عن أصحاب المهنة، على اعتبار أن "الفيدرالية هي من تنظم المهنة وليس الوزارة". * ومن المزمع أن تشمل الحركة الاحتجاجية التي تتوعد بها الفيدرالية حوالي 4700 مدرسة لتعليم السياقة موزعة عبر مختلف ولايات الوطن، تستقبل كل واحدة منها ما بين 30 إلى 70 متربصا. * ويشعر مسيرو مدارس تعليم السياقة بكثير من القلق بشأن المعلومات التي تسربت عن دفتر الشروط الذي تقوم وزارة النقل بإعداده، من أجل إعادة تنظيم المهنة، ومحاربة الفوضى التي طالتها مؤخرا، خصوصا بعد لجوء الكثير منهم إلى رفع تكلفة الحصول على رخصة السياقة دون أن يكون ذلك مبنيا على نص قانوني صريح، أو يصحبه تحسين في الخدمات، فقد قفزت تكلفة الرخصة إلى حوالي 30 ألف دج، أي بزيادة قدرت بثلاث أضعاف قيمتها الحقيقية. * ومن ضمن الإجراءات الجديدة التي سيتضمنها دفتر الشروط الجديد حسب ما سربته بعض المصادر، إنشاء مركز امتحان واحد على مستوى كل ولاية، مع حرمان مديري المدارس من مرافقة المتربصين يوم الامتحان النهائي، الذي يتوج عادة بمنح رخصة السياقة، بحجة أنهم يؤثرون على مجرى تلك الامتحانات، إلى جانب رفع تكلفة رخصة السياقة مقابل مضاعفة عدد الدروس التي يحصل عليها المتربص طيلة مدة التكوين من 18 ساعة فقط إلى 25 ساعة، مما يساعده على الإلمام الجيد بتقنيات السياقة، ويقيه الوقوع في أخطاء قد تكلفه حياته وحياة الآخرين. * وينص دفتر الشروط الجديد على إنشاء مدرسة وطنية لتكوين المكونين، بغرض تحسين نوعية التربص، والتقليل من الارتفاع الفادح لحوادث المرور التي يتحمل الجزء الأكبر منها السائقون، ويضاف إلى كل ذلك إخضاع سائقي المؤسسات أو سيارات "الطاكسي" إلى امتحان خاص، بالنظر إلى حساسية وظيفتهم، التي تتطلب منهم التحلي بروح المسؤولية للحفاظ على حياة الآخرين.