يعرف المعرض الجماعي "dixart" في الفنون التشكيلية والفنون البصرية المنظم في رحاب قاعة فرانتز فانون بالديوان الوطني رياض الفتح استقطابا لافتا للزوار، حيث تعتبر هذه المناسبة فرصة للالتقاء والتعرّف على قرابة عشر فنانين تشكيليين، تحت إشراف الفنان التشكيلي عبد الرحمان كحلان، حيث يبقى فضاء المعرض مفتوحا أمام الهواة والمهتمين بعالم الفن التشكيلي إلى غاية نهاية شهر جويلية الجاري. تحمل اللوحات التي يقدّمها التشكيليون سامية شلوفي، آمال كاميلية حميدو، حسان دريسي، محمد دوميس، خير الدين خلدون، كنزة بورنان، صفي الدين شرطية، معمر قيرزيز، أغيلاس اسياخم ومحمد بوستة، في رواق الفنون فرانتز فانون بديوان رياض الفتح، الذي يحتضن المعرض الجماعي dixart تقديم تقنيات جديدة ولمسات إبداعية، حيث عانقت اللوحات عدة مواضيع وبتفاصيل تستحق الإشادة، ناهيك عن الإبداع الملموس، ورتوشات التجديد والعصرنة فيه مع محاكاة العمق الجزائري. قدّم الفنان والمصور الفوتوغرافي خير الدين خلدون مجموعة من الصور الفوتوغرافية، وثّق فيها لحظات حية هاربة من الزمن، حيث اعتمد في إبراز محتوى الصورة على تقنية التدرج في ألوان التحميض، واستطاع من خلال أكثر من 10 صور أن يجعل الزوار يتتبعون كل لحظة وكأنها تروي قصة ما، كما اختار على غرار التقنية الجديدة "صفر درجة" في فن التصوير أن يبرز الموروث الشعبي من خلال اللباس التقليدي للمرأة الجزائرية المتمثل في الحايك ولعجار كرمز من رموز الأصالة وشكل من أشكال الهوية للجزائر العميقة، أين يعيش الساكنة فيها في ظل العولمة متمسكين بالعادات والتقاليد.. أما التشكيلية كنزة بورنان، فقد اختارت طريقة الديجيتال، وتقنية الفيديو "آرت" لتقدم أعمالها، فاستغلت الشاشة لعرض محتوى لوحاتها بطريقة ذكية، أين استقطبت جموعا غفيرة من محبي التجديد في عالم الفن، حيث أفادت أنها لجأت إلى هذه التقنية كأول تجربة لها والتي أسمتها "المعلق"، وهي بمثابة وقفة تأمل في تفاصيل متنوعة من هذه الحياة المتسارعة والمليئة بالمغامرات والمفاجآت والمجهول، وقد سبق لها وأن قدمت هذه التقنية في السينغال في معرض للأعمال الفنية، كما كان ردها حول سبب اعتمادها في التعريف بأعمالها بتقنية الفيديو آرت، "أنه بموجب أن الفنان مطالب بمسايرة الواقع في أعماله، فما عليه إلا استغلاله للتكنولوجيا الحديثة لتوصيل رسالته إلى المجتمع في أروقة عمومية موجهة للجمهور"، وأوضحت: "حبذا لو يركز كل فنان على الوجه الإيجابي في كل أعماله من أجل نشر ثقافة الاحتواء والاتحاد والتعاون، لأن عالمنا يستحق صنّاع الإيجابية". واختار التشكيلي صفي الدين شرطية من خلال لوحاته التي طغى عليها كل من اللون الأبيض والبني والرمادي، أن يستمد ما وقف عليه من معالم بولاية تلمسان في أعمال تحاكي ما تمّ اعتماده في دراسة المواقع الأثرية لذات المنطقة، فلقد كانت في جعبته لوحات عن جامع تلمسان الكبير، أبواب المنصورة.. إلى جانب تقاسيم من بعض الأثار المشهورة الرابضة بحدود جوهرة الغرب الجزائري. وتمحورت مشاركة معمر قرزيز استاذ جامعي بجامعة مستغانم وأستاذ متعاقد في المدرسة العليا للفنون الجميلة بالعاصمة، تمحورت في الجانب العمراني للفنون التشكيلية التي أعطى لها تقريبا خمسة عشر عنوانا من بينها "ميلودي 01"، "ميلودي 02"، "إكيلوكس"، حيث ركز من خلال أعماله الفنية على المساجد، المعالم الدينية، قصور غرداية، إضافة إلى العديد من المعالم العمرانية التي اعتمد فيها على المزج بين الألوان والظلال. في حين اختارت سامية شلوفي الفنانة العصامية أن تطل على جمهور قاعة فرانس فانون، بلوحات تروي التراث الشعبي، على غرار لوحات لها بريق من طيف الراحلة الفنانة القديرة باية محي الدين، فأغلب أعمالها توحي بتأثر التشكيلية سامية العصامية بفن زعيمة الفن الساذج والمراهقة الجزائرية التي ألهمت الفنان العالمي بابلو بيكاسو. ومن جانبها اعتمدت حميدو آمال كاميلية في لوحاتها على تقنية الفن التجريدي، وقدمت نوعين من الأعمال، لوحات عادية وأخرى بتقاسيم بارزة واختارت في كلتيهما ألوان ترابية بكثرة وأعطت لكل منها عناوين ملهمة. أما الفنان محمد دوميس فقد سجّل حضوره برسومات تحاكي الزخرفة وفق أسلوب يحمل قوالب هندسية، في حين ارتأى أغيلاس اسياخم أن يقدم عبر أعماله الجميلة تكريما خاصا بجدته التي كان لها الأثر الطيب في حياته الشخصية لاسيما في مساره الفني، وبدوره الفنان محمد بوستة قدّم مجموعة من البورتريهات أبرز من خلالها موهبته في الرسم، ناهيك عن ذكاءه في اختيار المواضيع التي اعتمد فيها على تقنية الزيت، الاكريليك، سوفت باستيل، بينما شارك حسان دريسي بتشكيلة من الأعمال الفنية الجميلة التي تحاكي الواقع بطريقته الخاصة وفق أسلوب يعكس تقنية الرسم التجريدي.