يحتضن متحف الفن الحديث و المعاصر «مامو» بوهران، معرضا للفنون التشكيلية ستتواصل فعالياته إلى غاية 30 جوان المقبل، يشارك فيه 55 فنانا تشكيليا، بعضهم ينتمي إلى أعرق المدارس الفنية، فيما اختار البعض الآخر المدرسة المعاصرة، المتحررة و المفتوحة على كل القراءات، هذا فضلا عن فنانين عصاميين يتمتعون بمواهب خلاقة في الرسم، الذين عرضوا أعمالهم بهذا الرواق العملاق و الفضاء الجميل، الذي كانت تفتقده عاصمة الغرب الجزائري، رغم توفرها على أعداد هائلة من الفنانين التشكيليين، الذين كثيرا ما شكل غياب فضاءات العرض هاجسا حقيقيا لديهم خلال العقود الماضية، و اليوم تنفسوا الصعداء بعد فتح هذا الصرح الفني، الذي أنجز لاحتضان أعمالهم وفق المقاييس المعمول بها دوليا، حيث لا تزال اللوحات الفنية و المنحوتات المعروضة تستقطب الجمهور، الذي باتت يتردد على هذا المتحف، منذ افتتاحه من قبل وزير الثقافة عز الدين ميهوبي في ال21 مارس الفارط. و إن اختلفت المدارس الفنية للرسام المشاركين في هذا المعرض، فهم أيضا يمثلون أجيالا مختلفة و أسماء مهمة في الفنون التشكيلية، التي تحولت بدورها إلى مدارس قائمة بذاتها، أثرت ولا تزال في الأجيال التي أعقبتها إلى يومنا هذا، على غرار الفنان الكبير بشير يلس، ضيف شرف هذا المعرض، وكذا الراحل قرماز عبد القادر و حمش عبد الحليم و معمري أزواو ومحمد إسياخم و عبد الله بن منصور و خدة محمد ومسلي شكري محمود، وبن عنتر عبد الله، و العميدة ليلى فرحات والنحات عبد القادر عقاد، و أيضا دوميس مارتينيز وغيرهم من الأسماء المهمة في عوالم الفنون التشكيلية، التي سارت على درب الأولين، و حملت المشعل جيلا بعد جيل، ممن أبدعت أناملهم وريشتهم أعمالا متميزة، بمواضيعها المستوحاة من التراث و الواقع في معظم الأحيان، و ألوانها الدافئة و الحارة التي تنبض بالحياة، سواء في الرسم كما في النحت و الخط العربي وفن المنمنمات، التي تزينت بها أروقة متحف الفن الحديث و المعاصر، و هي فرصة لاستحضار أعمالهم المتميزة، التي تركت بصماتها راسخة في الفن التشكيلي الجزائري، و منهم من تعدت شهرتهم حدود الوطن، واحتلوا مكانة مرموقة في موسوعة الرسامين العالميين، وقد تم جلب هذه الأعمال من المتحف الوطني أحمد زبانة بوهران، ليكتشفها الزوار من خلال هذا المعرض الجماعي.