أدان مجلس الأمن بالأممالمتحدة بشدة "لمساعي الرامية لتغيير السلطة الشرعية للنيجر على نحو غير دستوري"، ودعا إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن رئيس النيجر، محمد بازوم. وشدد المجلس في بيان تم الاتفاق عليه بالإجماع، على ضرورة حماية بازوم وأسرته وأعضاء حكومته. جاء في بيان مجلس الأمن الدولي إن "أعضاء مجلس الأمن عبروا عن قلقهم إزاء التأثير السلبي للتغييرات غير الدستورية للحكم في المنطقة وزيادة الأنشطة الإرهابية والوضع الاجتماعي والاقتصادي المتردي." من جهة أخرى، أعلن الاتحاد الأوروبي، السبت، وقف دعم الميزانية للنيجر بعد الانقلاب العسكري، ووقف جميع أشكال التعاون الأمني مع النيجر بصورة فورية. وشدد على أنه لا يعترف بالقادة العسكريين الذين نصّبوا أنفسهم في النيجر. وكانت الأممالمتحدة أعلنت، في وقت سابق، تعليق عملياتها الإنسانية في النيجر، عقب يوم واحد من محاولة انقلابية نفذها عناصر في الحرس الرئاسي. وقال مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" في بيان إنه "عقب التطورات في النيجر، توقفت عملياتنا الإنسانية في البلاد التي تواجه بالفعل وضعا إنسانيا معقدا مرتبطا بتصاعد العنف والتحديات الاجتماعية والاقتصادية وتغير المناخ"، دون تحديد موعد لاستئنافها. وأوضح البيان أن عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدة إنسانية في النيجر ارتفع من 1.9 مليون شخص عام 2017، إلى 4.3 ملايين عام 2023 ". وأضاف بأن ما يصل إلى 2.5 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وأن تمويل خطة الأممالمتحدة للاستجابة الإنسانية في النيجر البالغة 584 مليون دولار وصل 32 بالمئة فقط. تعهد باحترام حقوق الإنسان وفي الوقت الذي أكد فيه المجلس العسكري الجمعة "رغبته" في احترام هذه الحقوق. قالت الباحثة المختصّة بمنطقة الساحل في منظمة هيومن رايتس ووتش، إيلاريا أليغروزي، إنه "على القيادة العسكرية الجديدة في النيجر أن تضمن احترام حقوق الإنسان لجميع الناس وكلّ الأشخاص المحتجزين، خصوصاً حقوق محمد بازوم وعائلته وغيره من الموقوفين". وشددت أليغروزي على أنه ينبغي على السلطات العسكرية في النيجر "أن تقدّم بسرعة جدولاً زمنياً محدّداً للعودة إلى الحكم المدني الديموقراطي، وأن تدعم حق جميع النيجيريين في انتخاب قادتهم". كما دعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى الإفراج الفوري عن رئيس النيجر المخلوع محمد بازوم واستعادة النظام الديمقراطي في البلاد. يذكر أن قادة انقلاب النيجر أعلنوا الجنرال عبد الرحمن تشيباني رئيسا للبلاد، الجمعة، قائلين إنهم أطاحوا ببازوم، في سابع استحواذ للجيش على السلطة في البلد خلال أقل من ثلاثة أعوام. وقال الجنرال عبد الرحمن تشياني، إنّ "المجلس الوطني لحماية الوطن" يعيد تأكيد استعداده لاحترام جميع الالتزامات الدولية التي تعهّدت بها جمهورية النيجر وكذلك حقوق الإنسان". وما زال رئيس النيجر محمد بازوم رهن الاحتجاز منذ صباح الأربعاء في مقرّ إقامته في القصر الرئاسي، من قبل أعضاء في الحرس الرئاسي الذي يقوده الجنرال تشياني. وعلق المجلس العسكري الذي يضم كل أذرع الجيش والدرك والشرطة، كلّ المؤسسات وأغلق الحدود البرية والجوية، وفرض حظر تجول من الساعة 22,00 مساءً حتى الخامسة صباحا. وبعد مالي وبوركينا فاسو، أصبحت النيجر ثالث دولة في منطقة الساحل تشهد انقلاباً منذ العام 2020.