تعزيز اللحمة الوطنية مع الجيل الجديد من أبناء المغتربين تحرص السلطات العليا في البلاد على الاهتمام بالجالية الجزائرية بالخارج، وهذا بالاستماع إلى انشغالاتهم، والاستجابة لطموحاتهم، وتوفير كل الإمكانات لهم وتهيئة الظروف التي من شأنها أن تسهّل عودتهم إلى أرض الوطن، خاصة في المناسبات والعطل، وهذا من أجل تقوية الروابط وتعميق التواصل بينهم وبين بلدهم، وكان صيف هذا العام فرصة للأطفال الجزائر بالمهجر، كي يعيشوا وطنهم، ويستلهموا عظمته، من خلال مبادرة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بتخصيص مخيمات صيفية لأبناء الجالية الجزائرية بالخارج. يستمتع أطفال الجالية الجزائرية بالخارج، هذه الأيام، بعطلتهم في مخيمات صيفية خصصت لهم على طول المدن الساحلية بالجزائر، فيما يتواصل وصول وفود عنهم تباعا، حسب البرنامج الذي سطره مسجد باريس، بالتعاون مع القطاعات المعنية بالجزائر، على رأسها وزارة الشباب والرياضة، من أجل منحهم فرصا للاستجمام والاستكشاف، حيث تمنح هذه المخيمات لمرتاديها برامج ترفيهية وتعليمية وثقافية. سابقة رائدة في التواصل.. ثمّن رئيس فدرالية المجتمع المدني بفرنسا، محمد صاغور، مبادرة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بتخصيص مخيمات لأنباء المهاجرين الجزائريين، من أجل قضاء عطلة صيفية بالجزائر، يتمّ تنظيمها بالتنسيق مع مسجد باريس بفرنسا، ويساهم مجمع سوناطراك في نقلهم من خلال شركة طاسيلي للطيران، إذ يستفيد 900 طفل من أبناء الجزائر بالخارج، من هذه الالتفاتة. وأفاد صاغور أن أبناء الجزائر الذين يعيشون بالخارج، يخوضون تجربة جديدة تمكنهم من اكتشاف بلادهم ونقل صورة جميلة عن السياحة فيها، وإبقاء التواصل مستمرا بين الجيل الجديد من أبناء الجالية الجزائرية في المهجر، ووطنهم الأم، وهذا للحفاظ على لغتهم ودينهم، كما يكتشفون طبيعة الحياة الجماعية مع بعضهم البعض، خاصة وأن بعضهم يتعرفون على وطنهم لأول مرة. وقال صاغور في تصريح ل«الشعب"، إن مبادرة الرئيس التي تهدف بالاهتمام بأطفال الجالية الجزائرية بالخارج، تدخل ضمن التزاماته ال 54، مبرزا أن هذه المخيمات ستكون فرصة للجيل الجديد من أبناء الجالية الجزائرية بالمهجر للتعرف على عادات وتقاليد الجزائر، إلى جانب التعرف على بعضهم البعض وتكوين صداقات فيما بينهم، في إطار الدم الواحد والشعب الواحد تحت راية واحدة وعلى أرض طاهرة موحدة، وهو ما سيقوّي الروح الوطنية لدى هذا الجيل في المهجر، خاصة وأن جزائريي المهجر كانوا دائما في الموعد في كل المناسبات التي تتعلق ببلادهم، ومتى دعتهم الضرورة إلى ذلك، للوقوف مع وطنهم الأم في كل الظروف والمناسبات. المخيمات الصيفية بالجزائر التي نظمت لفائدة عدد من الأطفال الجزائريين المقيمين بالخارج - يقول صاغور - ستدخل البهجة والفرح عليهم، في خطوة تمكنهم من قضاء عطلتهم الصيفية في بلدهم، للتعرف عن قرب على كل ما تتمتع به بلادهم من جمال طبيعي وإرث ثقافي وحضاري. ودعا المتحدث إلى ضرورة أن تشمل هذه المبادرة خلال السنة المقبلة، عائلات الأطفال المستفيدين من المخيمات الصيفية، وهذا بغية تقوية العلاقات العائلية وتمكينهم من زيارة أهاليهم وأقاربهم والاحتكاك بذويهم بالجزائر، خاصة وأن أفراد الجالية في المهجر متفائلون بكل الإجراءات التي اتخذت لصالحهم من قبل القيادة السياسية العليا في البلاد، وعلى رأسها الرئيس عبد المجيد تبون. فرصة للترويج السياحي وعن إيجابيات هذه المخيمات الصيفية، قال صاغور إنها وعاء اجتماعي يمكن الأطفال المعنيين من اكتشاف بلدهم الأم الجزائر في جميع المجالات، خاصة الاستمتاع بالطبيعة الخلابة التي يتميز بها الوطن، واكتشاف المناظر الطبيعية الجميلة في الغابات، وكذلك في السواحل وفي الوديان، كما أنها فرصة سانحة للجيل الجديد من أبناء الجالية الجزائرية بالمهجر للترويج للسياحة بالخارج، من خلال نقل صورة الجزائر الجميلة عند عودتهم إلى ديارهم بالمهجر، خاصة وأنهم سيحتكون مع الأجانب بالخارج، وحتما سينقلون حيثيات هذه المخيمات الصيفية بكل تفاصيلها الدقيقة، ويروون جمال الجزائر الأخاذ، وهو ما سيعطي صورة جميلة عن الجزائر، يقول رئيس فدرالية المجتمع المدني بفرنسا الذي أكد على أن هذه الفرصة ستكون أيضا صفعة في وجه أولئك الذين ينتقدون السياحة في البلاد، وهي في الغالب أبواق إعلامية خارجية تريد ضرب استقرار الجزائر في كل مناسبة، وسيكون كلام الأطفال أحسن رد لهم من خلال تقديم صورة جميلة عنها، ونقلها بكل "أمانة" خارج الوطن، على لسان "البراءة". الأطفال يثمنون مبادرة رئيس الجمهورية وقال المتحدث إن "المخيمات الصيفية ستكون مناسبة جيدة وفرصة سانحة لأطفالنا لتعلم اللغة العربية واكتشاف عاداتنا وتقاليدنا والتمسك بدينهم، خاصة وأن الجيل الصاعد من أطفال جاليتنا يعتبر ورقة بيضاء، إذ ستمكنهم المخيمات من اكتساب معارف جديدة والتعرّف على ثقافة الوطن، كما يساهم في تنشيط السياحة بالجزائر ويساعد على إبراز ما تزخر به مختلف مناطق الوطن، وسيتكفل الجانب الترفيهي والسياحي من نشاطات المخيمات بالتعريف بمختلف مناطق الوطن، ناهيك عن منح الأطفال متنفسا في بلادهم، يحفر في ذاكرتهم صورا جميلة عن الجزائر، عكس ما يسمعون عنها في الخارج. وفي هذا السياق، ثمّن أطفال الجالية الجزائرية بالمهجر مبادرة الرئيس، وعبروا عن سعادتهم بتواجدهم على أرض الوطن، لاستنشاق "ريحة البلاد"، وعبّروا عن شغفهم الكبير لاكتشاف المناظر الطبيعية الخلابة، وقال بعضهم "شكرا السيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون"، "وان تو ثري فيفا لاجيري". جدير بالذكر، أن مسجد باريس تكفّل ب900 طفل من أبناء الجالية الجزائرية المقيمة بفرنسا، والذين تتراوح أعمارهم بين 10 سنوات و14 سنة، حيث يستفيدون من مخيمات صيفية في السواحل الجزائرية لمدة 10 أيام.