يُكابد الناجون من أعنف زلزال يتعرض له المغرب، منذ أكثر من ستة عقود، للحصول على الطعام والماء والمأوى، مع استمرار البحث عن المفقودين في القرى التي يصعب الوصول إليها ويبدو أن عدد الوفيات مرجّح لأن يرتفع أكثر. مازال سكان المناطق المغربية التي تعرّضت للزلزال يواجهون ظروفا صعبة في العراء، كما يواجه عمال الإغاثة تحديا للوصول إلى القرى الأكثر تضررا في منطقة الأطلس الكبير، وهي سلسلة جبال وعرة غالبا ما تكون المناطق السكنية فيها نائية، انهار الكثير من المنازل بها. وذكرت وسائل إعلام مغربية، أن مسجدا تاريخيا يعود للقرن الثاني عشر انهار، مما يسلط الضوء على الأضرار التي قد يتعرض لها الإرث الثقافي للبلاد بسبب الزلزال. كما ألحقت الكارثة الطبيعية أضرارا أيضا بأجزاء من مدينة مراكش القديمة وهي ضمن مواقع التراث العالمي لمنظمة التربية والعلم والثقافة (يونسكو). وفي مولاي إبراهيم، وهي قرية قريبة من مركز الزلزال تبعد نحو 40 كيلومترا إلى الجنوب من مراكش، وصف السكان كيف أخرجوا المتوفين من بين الحطام بأيديهم فقط. وفي تلٍّ مطلٍّ على القرية دفن السكان سيدة تبلغ من العمر 45 عاما توفيت هي وابنها البالغ من العمر 18 عاما في الكارثة، بينما انتحبت امرأة لدى إنزال الجثمان إلى القبر. وقال ساكن يدعى حسين وهو يحاول استعادة بعض أغراضه من بيته المتهدم، إنه يعتقد بأن كثيرين لايزالون تحت الأنقاض قرب منزله. وأضاف: "لم يحصلوا على الإنقاذ الذي احتاجوه فماتوا. أنقذت أطفالي وأحاول أن أحصل على أغطية لهم أو أي ملابس يرتدونها من المنزل". وقال ياسين (36 عاما) وهو من سكان مولاي إبراهيم، "فقدنا منازلنا وفقدنا ذوينا أيضا وننام في الخارج". وأضاف، "لا طعام ولا ماء.. فقدنا الكهرباء أيضا"، مضيفا أنه لم يتلق سوى القليل من المساعدات حتى الآن. وقال: "نريد فقط أن تساعدنا حكومتنا"، معربا عن إحباط أبداه آخرون. ومع بناء الكثير من بيوت المنطقة من الطوب اللين والأخشاب، انهارت بنايات المنطقة بسهولة. وهذا الزلزال هو الأكبر من حيث عدد الضحايا في المغرب منذ 1960 عندما أشارت تقديرات لمقتل ما لا يقل عن 12 ألفا جراء زلزال. سباق مع الزمن بحثاً عن ناجين ومع مرور الوقت، يسابق رجال الإنقاذ المغاربة الزمن بدعم من فرق أجنبية للعثور على ناجين. في هذا السياق، قالت كارولين هولت، مديرة العمليات العالمية للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، "سيكون اليومان أو الثلاثة المقبلة بالغة الأهمية فيما يتعلق بإنقاذ الأرواح من خلال العثور على المحاصرين تحت الأنقاض". وكانت السلطات المغربية أعلنت، مساء الأحد، أنها استجابت لأربعة عروض مساعدة قدمتها بريطانيا وإسبانيا وقطر والإمارات، لمواجهة تداعيات الزلزال. وذكرت وزارة الداخلية في بيان، أن "السلطات استجابت في هذه المرحلة بالذات، لعروض الدعم التي قدمتها الدول الصديقة والتي اقترحت تعبئة مجموعة من فرق البحث والإنقاذ". إلا أنها ألمحت إلى إمكان "اللجوء لعروض الدعم المقدمة من دول أخرى صديقة" إذا اقتضت الحاجة، مؤكدة ترحيب المملكة "بكل المبادرات التضامنية من مختلف مناطق العالم". مساعدات مالية من الصينوفرنسا هذا وأعلنت فرنساوالصين، أمس الاثنين، تقديم مساعدات مالية للمغرب، للمساعدة في جهود الإغاثة من الزلزال المدمر. وأعلنت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، تقديم مساعدة بقيمة خمسة ملايين يورو للمنظمات غير الحكومية المشاركة حاليا في عمليات الإغاثة. في حين ذكرت وسائل إعلام رسمية صينية، أن جمعية الصليب الأحمر الصينية ستمنح الهلال الأحمر المغربي 200 ألف دولار مساعدات إنسانية طارئة. يذكر، أن شدة الزلزال بلغت 7 درجات على مقياس ريختر، بحسب ما ذكر المركز الوطني للبحث العلمي والتقني (6,8 وفق هيئة الزلازل الأميركية). فيما سجلت أكبر حصيلة للضحايا بإقليم الحوز (1351) جنوبمراكش، حيث تم تحديد بؤرة الزلزال.