قاد المدرب عبد الحق بن شيخة اتحاد العاصمة، للتتويج بلقب الكأس الأفريقية الممتازة لأول مرة في التاريخ، وبثاني لقب قاري في خزائن الفريق، بعدما تمكّنوا من الإطاحة بنادي القرن الأهلي المصري بهدف دون رد، فوز حرم به أبناء سوسطارة رفقاء العملاق الشناوي من معانقة لقبهم السادس بالموسم. بن شيخة تمكّن من قيادة الاتحاد لصعود منصة التتويج، في نهائي كأس السوبر الأفريقي أمام الأهلي المصري. أكّد المدرب المحلي علوّ كعبه من جديد بعدما أهدى لقبا جديدا لكرة القدم الجزائرية، باسم اتحاد العاصمة الذي صارع على الألقاب القارية طيلة سنوات دون جدوى، قبل أن يحل بن شيخة على رأس العارضة الفنية للفريق، ويهدي أصحاب اللونين الأحمر والأسود لقبين قاريين في ظرف ثلاثة أشهر من الزمن. قامت إدارة فريق اتحاد العاصمة بأفضل استثمار لها منذ توليها مهام الإشراف على النادي مطلع سنة 2020، حيث انتدبت المدرب الوطني السابق المخضرم عبد الحق بن شيخة، الذي صال وجال في مختلف بطولات شمال أفريقيا، وقاد فرقها إلى تتويجات محلية وقارية. وصول ابن مدينة الأبيار على رأس الاتحاد قلب الموازين رأسا على عقب، وأعاد الروح للاعبيه في ظرف وجيز، حيث آمنوا بإمكانياتهم واستعادوا الرغبة في اللعب، أين استفاد بن شيخة من توقف البطولة الذي دام شهرا كاملا، بسبب إقامة نهائيات البطولة الأفريقية للاعبين المحليين "شان" الجزائر 2023، وهو الأمر الذي جعله يعمل رفقة ما بقي معه من تعداد، بما أن الاتحاد كان يملك 9 لاعبين في المنتخب الوطني للاعبين المحليين، لتوضيح فلسفة عمله وطريقة اللعب التي يود فرضها مع الفريق، الذي راح يحصد الفوز تلو الآخر محليا وقاريا، إلى غاية بلوغ نهائي كأس الكونفدرالية الأفريقية والتتويج بأول لقب قاري للفريق، الذي صارعت مختلف أجياله على شرف حمل الكأس الغالية، التي كانت من نصيب جيل أشد المتفائلين من محبي الفريق، كان يطمح معه لبلوغ الدور ربع النهائي بكأس "الكاف" على الأكثر. صاحب 59 ربيعا منحت له إدارة الفريق البطاقة البيضاء خلال سوق التحويلات الصيفية المنصرم من أجل انتداب اللاعب الذي يريده، وهو الأمر الذي جعله يقرر البقاء بالفريق إلى غاية نهاية عقده شهر جوان 2024، حيث قام باستقدامات حسب حاجياته، وكانت الأخيرة مدروسة وفي بعض المناصب مع تمديد عقود الكثير من اللاعبين، الذين ساهموا في إهداء الاتحاد اللقب القاري، الأمر الذي جعل ميركاتو الاتحاد هادئا بالرغم من استقدام 13 لاعبا من الأقسام الدنيا، ولاعبين اكتشفهم خلال الموسم الكروي المنصرم، على غرار مهاجمي اتحاد خنشلة وجمعية الشلف باشا وفتوحي على التوالي، ومتوسط ميدان مولودية البيض عمر أمبارك، والمدافع المحوري القوي للمنتخب الوطني للمحليين حسين دهيري. أضاف بن شيخة إلى رصيده سهرة الجمعة مع الاتحاد اللقب العاشر في مسيرته التدريبية والثالث قاريا، وأضاف اسم الاتحاد إلى 16 فريقا على مر التاريخ التي توجت باللقب الذي تم إنشاؤه سنة 1993، ليصبح بذلك ثاني فريق جزائري بعد وفاق سطيف، يتوج بكأس السوبر ومع نفس الفريق الأهلي المصري. تتويج الاتحاد بلقب السوبر الأفريقي ضد الأهلي المصري، يعد تتويجا معنويا كبيرا لرفقاء القائد زين الدين بلعيد، ما سيجعلهم يدخلون غمار الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم ورحلة الدفاع عن لقبهم القاري بقوة، وينصبهم منافسا عنيدا محليا وقاريا، الأمر الذي سيساهم في رفع مستوى البطولة الجزائرية، خصوصا مع الانتدابات النوعية التي قام بها فريقا شباب بلوزداد ومولودية الجزائر وشبيبة القبائل وفرق أخرى على غرار اتحاد خنشلة، فقد تعاقدت هذه الفرق مع لاعبين دوليين بخبرة عالية يتقدمهم مبولحي، قديورة، بلايلي، بن العمري، بن عيادة، بوتمان، زركان، مديوب، العقبي وآخرون، ما قد يعيد حلاوة الكرة والأيام الجميلة للبطولة الوطنية.