أحيت، أمس، ولاية بومرداس اليوم الوطني للهجرة المخلد للذكرى 62 لمجازر 17 اكتوبر 1961 الأليمة، بتنظيم عدة انشطة ضمت معارض ومداخلات من قبل أساتذة مختصين وباحثين في التاريخ والحركة الوطنية، حيث كانت المناسبة فرصة لاستذكار تضحيات الشعب الجزائري طيلة 132 سنة من الاستعمار والكفاح من أجل الحرية والاستقلال، لكن عبر محطات مفصلية كان من ابرزها أحداث اكتوبر الأسود بباريس التي لا تزال حاضرة بقوة في الذاكرة الجماعية ولدى مناضلي فدرالية جبهة التحرير بفرنسا الذين صنعوا صفحات منيرة خلال مسيرة النضال السلمي للتعريف بالقضية الوطنية في المحافل الدولية. عادت ذكرى مجازر 17 أكتوبر 1961 لتحيي الشعور الوطني وروح الانتماء والافتخار بتضحيات الرعيل الأول من المجاهدين والمناضلين الذين حملوا القضية الوطنية وكفاح الشعب الجزائري على اعناقهم حتى وهم في ديار الغربة فكانوا الصوت القوي والداعم للثورة التحريرية وامال المضطهدين المتطلعين للحرية والاستقلال لكن بثمن باهظ دفعه المناضلون الشرفاء ذات يوم من شهر اكتوبر الاسود بسبب همجية السلطات الاستعمارية رغم سلمية الأحداث، وهو التاريخ الذي لا يزال محفورا في الذاكرة الوطنية وتحول الى مناسبة سنوية يتم استذكار من خلالها تلك البطولات والتعريف بها لدى الاجيال الحالية والقادمة. من هذا المنطلق بادرت عدد من الهيئات والمؤسسات العلمية والثقافية الى تنظيم انشطة مخلدة للذكرة ضمت معارض ومداخلات لباحثين وشهادات حية لمناضلين عايشوا الأحداث الاليمة، كان أبرزها البرنامج الثري الذي سطرته المديرية الفرعية للنشاطات العلمية والثقافية لجامعة امحمد بوقرة ببومرداس على مدار يومين تحت شعار "يوم الهجرة، تخليد للذاكرة وتعزيز للانتماء". وضم البرنامج معرضا لنشاطات الاندية العلمية الناشطة على مستوى كليات الجامعة، اضافة الى مداخلة تاريخية وشهادات حية قدمها المناضل بوضيف علي عضو فدرالية جبهة التحرير بفرنسا تطرق فيها الى ابرز المحطات والصور البطولية التي قدمها أبناء الجالية في الخارج بطريقة سلمية حضرية لكنها قوبلت بوحشية كبيرة من قبل البوليس الفرنسي، كان متبوعا بعرض فيديو عن الأحداث. فيما كانت القضية الفلسطينية حاضرة بقوة خلال الندوة، حيث فضل المنظمون تخصيص فسحة للتنديد بالاعتداءات الوحشية على ابناء غزة من قبل العدو الصهيوني الغاشم مع تقديم مداخلة نشطها الدكتور صالح الشقباوي من جامعة بومرداس تحت عنوان "طوفان الأقصى، امتداد لنوفمبر الجزائر" وتقديم قراءات شعرية ثورية. كما بادرت عدد من المراكز الثقافية والفكرية بولاية بومرداس الى احياء المناسبة بأنشطة متنوعة، منها المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية التي حاولت أن تمزج ما بين صور التضحيات التي قدمها ابناء الشعب الجزائري ومناضلو فدرالية جبهة التحرير بتاريخ 17 اكتوبر وما بين تضحيات اليوم وضريبة الدم التي يدفعها ابناء الشعب الفلسطينيبغزة، من خلال تنظيم ورشة نقاش لفائدة الأطفال تحت عنوان "من الجزائر أرض الشهداء الى فلسطين ارض الفداء، حيث تناولت عددا من المحاور الهادفة الى تعزيز روح الانتماء وغرس قيم حب الوطن لدى الأطفال، وايضا محاولة تصحيح المفاهيم الخاطئة حول القضية الفلسطينية واعطائها بعدا انسانيا". بالمقابل، شهدت الاحتفالات الرسمية المخلدة لذكرى مجازر 17 اكتوبر التي اشرفت عليها والي ولاية بومرداس فوزية نعامة، مزيجا من الأنشطة ما بين البعد التاريخي بالترحم على ارواح الشهداء وتكريم عدد من وجوه الاسرة الثورية والبعد الاجتماعي التنموي بتدشين عدد من المرافق العمومية، منها المجمع المدرسي الجديد لحي 101 مسكن ببلدية بني عمران، وضع حيز الخدمة لملعب جواري ببلدية تيجلابين ووضع حيز الخدمة لقاعة رياضية، تسمية محطة القطار لعاصمة الولاية باسم محطة "بوزقزة" مع زيارة مركز التعذيب "قوتي" ببلدية سوق الحد، الذي يعتبر من أهم وأبشع المحتشدات الفرنسية بالمنطقة.