خرج صباح الخميس مئات الآلاف من المواطنين بولاية ورقلة في مسيرة حاشدة، جمعت كل شرائح المجتمع، لنصرة فلسطين وإعلان دعم ومساندة القضية الفلسطينية، وتعبيرا عن موقف الشعب الجزائري المؤمن بالحق الفلسطيني. وجابت المسيرة العارمة عدة شوارع رئيسية وسط عاصمة ولاية ورقلة، حيث قطع خلالها المتظاهرون نحو 4 كلم انطلاقا من ساحة 27 فبراير 1962 حاملين الافتات ومرددين لشعارات وهتافات مناهضة لما يحدث من مجازر في حق الشعب الفلسطيني ومستنكرين جرائم جيش الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة. كما أكدوا رفضهم لمخطط التهجير القسري لسكان قطاع غزة، حيث رددوا شعارات وهتافات أبرزها "لا للتهجير القسري"، "لا للإجرام الصهيوني الهمجي"، "الشعب يريد تحرير فلسطين". ومرت المسيرة عبر كل من مفترق الطرق شغيفارة ومقر الولاية، وكان عدد المتظاهرين في كل نقطة يزداد بشكل كبير وملفت، كما لم يتوقف المشاركون في ساحة بلدية ورقلة عن ترديد الشعارات الداعمة للمقاومة الفلسطينية والمنددة بمحاولات جيش الاحتلال تهجير الفلسطينيين من أراضيهم. واعتبر النائب البرلماني بوبكر بن علية أن مسيرات المواطنين الجزائريين في كل أقطار الوطن، تؤكد أن الشعب الجزائري مؤمن بالقضية، وأن الجزائر والجزائريين على العهد، مشيرا إلى أن مواقف الدبلوماسية الجزائرية مشرفة في مساندة القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني منذ الاستقلال إلى يومنا هذا. وقال المتحدث: "إن الفلسطينيين اليوم في حرب غير متكافئة وأمام صمت دولي غير مبرر، حيث لم يترك أي تبرير للذين كانوا يتشدقون بمبادئ الديمقراطية والإنسانية"، وأضاف: "رأينا مشاهد لجثث وأعضاء أطفال ولم نر أي عبارات تنديد من الدول العظمى التي كانت تدعي أنها دول إنسانية وديمقراطية". القضية حية في نفوس الجزائريين شكل الحضور المكثف للشباب والطلبة الذين كانوا في الصفوف الأولى للمسيرة بورقلة العلامة الفارقة، حيث انتقل أغلبهم في ردود فعل عفوية للمشاركة وبادروا إلى تحضير شعارات ولافتات دون أي توجيه وبناء على قناعة ووعي إنساني كبيرين أبدوه في التعبير عن رفض ما يحدث في فلسطين من إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية، ولتأكيد دعمهم الكامل للشعب الفلسطيني، وأكد العديد منهم ل«الشعب" أن مشاركتهم كشباب، دليل على أن القضية حية في نفوس الجزائريين ومتوارثة من جيل إلى جيل وأنهم مازالوا متمسكين بمقولة الرئيس الراحل هواري بومدين "الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة"، واعتبروا أن هذه الخطوة واجب، وأن المسيرات أبسط شيء يمكن أن يقدمه الشعب الجزائري. وأكد عدد من المشاركين بالمسيرة، أن المشاهد المروعة واللاإنسانية لما طال مستشفى المعمداني في قطاع غزة ستظل وصمة عار على جبين كل المطبعين والخونة، خاصة بعد كشف نوايا المحتل في تهجير سكان قطاع غزة من أراضيهم، مؤكدين رفضهم أي محاولة لتهجير الفلسطينيين قسرا من أراضيهم؛ لأن القضية الفلسطينية هي قضية كل جزائري وعربي وإنسان حر، كما أن قطاع غزة جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية ويجب أن يبقى كذلك.