تواطؤ الغرب مع المحتل الصهيوني دلالة على صراع حضاري وصف الأستاذ المحاضر في العلوم السياسية الدكتور حكيم سمير، ما يرتكب حاليا في غزة من قصف وتقتيل للأبرياء ب«العدوان الخطير" الذي يحاول فيه الاحتلال الصهيوني تدمير الأرض والإنسان بدعم وتواطؤ من الدول الغربية، لأن الصراع في الأساس صراع حضاري، محذرا من تداعيات جرائم الصهاينة، خاصة أنهم يخططون بمكر للقضاء على المقاومة الفلسطينية بدعم أمريكي. سلط الدكتور سمير حكيم، الضوء على آخر تطورات العدوان على غزة، وما يقترفه الصهاينة من جرائم إبادة في حق المدنيين دون حسيب أو رقيب يوقف المجازر الوحشية المروعة التي تستهدف المستشفيات والمنشآت المدنية. وحملت قراءته كثيرا من الاستياء والألم بسبب ما يخطط له الصهاينة بمساعدة الغرب للانتقام من الفلسطينيين في غزة بحجة محاربة حركة المقاومة حماس. واعتبر أن ما يحدث اليوم في غزة، لا يمكن أن يتقبله عقل أو منطق وفكر، مهما كان الاختلاف إيديولوجيا أو سياسيا أو دينيا، على اعتبار أن كل هذه التوجهات رفضت اليوم ما يحدث ويقترف من تجاوزات في غزة من هجوم لاإنساني، رافض للقانون الدولي، غير عابئ بالمفاهيم الإنسانية. رفض المناورة الصهيونية قال الدكتور حكيم سمير، إن كل شيء حطم في غزة الصامدة المقاومة؛ لأن قنابل المحتل تستهدف الأرض والشعب المقاوم الذي رفض المناورة الصهيونية، واقتنع أن المقاومة هي الحل الوحيد لافتكاك الاستقلال واستعادة السيادة والأرض المغتصبة. وحول أفق تطورات الوضع في ظل القصف المروع للفلسطينيين، ذكر الخبير أن تبني الغرب لازدواجية المعايير المطبقة على القضية الفلسطينية واضح بشكل مفضوح، بالنظر إلى الأحداث الأخيرة التي عصفت بغزة، إلى جانب وجود دعم وتواطؤ غربي رهيب جدا لصالح الكيان الصهيوني الذي يسعى إلى محو غزة من الوجود، ولا يهمه في ذلك أن يكون على حساب أرواح الأبرياء من المدنيين، والأخطر أنه يتلقى مساندة مطلقة من طرف الاتحاد الأوروبي، ليذهب هذا المحتل إلى أبعد الحدود في طغيانه واستقوائه على المدنيين الأبرياء بالتنكيل والتهجير ومحو وجودهم وهويتهم. صمت غربي.. وجرائم لا تغتفر بخصوص دعم الغرب للكيان الصهيوني ودوافعه، أفاد الدكتور أنه يتمثل في المصلحة المشتركة، سواء تعلق بأمريكا أو دول أوروبية لديها مقاعد دائمة في مجلس الأمن، وهؤلاء لديهم حساباتهم الخاصة على عدة مستويات، لهذا يخفون حق الشعب الفلسطيني في استعادة أرضه المسروقة، وراء اتهامات باطلة لا أساس لها من الصحة، بل يغضون الطرف عمدا عن كل ما يرتكبه الكيان الصهيوني من جرائم وتجاوزات وحشية، ويصمتون حيال اغتصابه لأرض ليست ملكه، ويمنحونه "حصانة" لارتكاب جرائم فادحة لا تغتفر ضد العزل من السكان. وحذّر الدكتور من تفاقم الوضع الإنساني المنهار، الذي لم تعد يتقبله الأحرار في العالم، نظرا للتجاوزات الخطيرة التي يقترفها الكيان الصهيوني ويخلفها يوميا في حق أبرياء عزل. وبلغة الأرقام، فإن الضحايا الفلسطينيين، بمن فيهم الشهداء والجرحى، شارفوا على عتبة 10 آلاف شخص، ومع ذلك تم التأكيد على تأسيس تحالف غربي لتجفيف منابع المقاومة، وفقا لآخر التصريحات الأمريكية، ودعوا إلى إطلاق فوري لكل الأسرى الصهاينة في تحيز صارخ وواضح ضد كل القيم الإنسانية. وفي توصيف قانوني لجرائم المحتل الصهيوني، أكد الدكتور وأستاذ العلوم السياسية، أن ما أقدم عليه الصهاينة يعتبر إبادة جماعية ووحشية وفق ميثاقي جنيف وروما، خاصة في ظل الحديث عن تسجيل أكثر من 6 آلاف شهيد فلسطيني، دون أي اعتبار للقيم الإنسانية والأخلاقية.