تنكيل صهيوني وحشي يطوق غزة المحاصرة بالاحتلال من كل صوب، وغارات عنيفة تقصف الأخضر واليابس وسط سقوط أبرياء شهداء، حيث يصر الاحتلال في الوقت الحالي على العدوان بشكل غير مسبوق، متجاهلا الإدانة الدولية للنيل من الفلسطينيين المتمسّكين باستعادة أرضهم، ونقصد بذلك كل فلسطينالمحتلة، وفي كل مرة يحضّر الاحتلال الصهيوني مخطّطا خبيثا يمهّد لتجسيده بخبث باستعمال القوة الحربية للتهديد والترهيب..فماذا يخفي الصّهاينة المحتلين من وراء عدوانهم، الذي من شأنه أن يؤجّج الصراع بشكل أكبر في المنطقة، خاصة داخل فلسطينالمحتلة؟ لا يفرّق الاحتلال الصّهيوني في عدوانه على قصف المدنيين أو المقاومة التي تقف بالمرصاد للأطماع الصهيونية الجشعة، حيث قصف بجبن عمارة لمدنيّين من 5 طوابق غرب مدينة غزة، ومصرّ على مواصلة جرائمه البشعة عبر قصف غير منقطع في كل مكان، وفوق ذلك يستعد لتنفيذ العديد من العمليات العسكرية الخطيرة، ولن يسلم منها المدنيين العزل، والتي تعد انتهاكا صارخا لحقوق الانسان. إبادة جماعية إصرار الاحتلال الصهيوني على مواصلة عدوانه الوحشي في مدينة غزة لأسبوع أو أكثر، يعكس حجم العنف وكمية الجرائم التي خطّط لتجسيدها في حق الفلسطينيين، وفوق ذلك ما زال يصر على اقترافها من دون محاسبة أو معاقبة من طرف المحاكم الدولية، حيث ما زالت جراح غزة لم تندمل منذ العدوان الأخير، الذي حولها إلى ركام في عام 2021. وتزامنا مع القصف الصهيوني الوحشي، لا يتوانى الاحتلال في إطلاق العديد من التهديدات لتطويق الحصار بشكل أشد على غزة، من أجل جعل الحياة فيها مستحيلة، حيث هدّد الاحتلال بتنفيذ حصار اقتصادي، وفرض ضغوطات أخرى لم يحددها، والأخطر من ذلك أنّه تحرّك بسلاح المدرعات على شكل كمائن على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة. الظاهر أنّ الأهداف الصهيونية المعلنة من عدوانها على قطاع غزة، ضرب قدرات المقاومة الفلسطينية الصامدة، ومن ثم توطيد مرحلة هدوء طويلة الأمد في كل الساحة الفلسطينية، لكن هذا جزء بسيط جدا من المخطط الصهيوني الغامض والمتغير بشكل مستمر، لأنّه من الأهداف الواضحة محو التواجد الفلسطيني من كل فلسطين عبر حروب استنزاف وحصار ومضايقة وتضييق، وتنكيل عبر عدّة أساليب. مكائد الاحتلال علما أنّ الاحتلال في معظم اعتداءاته في غزة، ينفّذ هجمات محدودة وغير شاملة، يهدف من خلالها الوصول إلى تغيير استراتيجي على الأرض، ومن ثم تكبيد الفلسطينيين خسائر فادحة، كنوع من التخويف والتهديد، فيجعلهم يصرفون النظر عن مقاومة الاحتلال، وهو ما لم ولن ينجح. علما أنه جسد هذا الهدف في قطاع غزة عن طريق القصف والقتل العشوائي للفلسطينيين، ولم يتردّد الصهاينة في القيام بالإبادة الجماعية للأطفال والنساء والشيوخ في القطاع. يذكر أنّه في كل مرة تقصف غزة بالموت والدمار، تعجز الشرعية الدولية عن التحرك، ويبقى القانون جامدا لا يطبق أمام المحتل الصهيوني، ولا تتحرك القوى الدولية والإقليمية بهدف التوصل إلى حلول جذرية ودائمة للقضية الفلسطينية، والغريب أن كل ما يقابل ذلك تزويد الكيان الصهيوني بالسلاح والدعم المالي. وبالموازاة مع ذلك، فإن العدوان الصهيوني خلال حروبه الأخيرة التي قتل فيها المدنيين في غزة، ودمر المستشفيات والمدارس والمباني، افتضح أمره، بعد أن وصلت حقيقته إلى الرأي العام العالمي، حيث خرج المتضامنون لانتقاد واستنكار جرائم الصّهاينة والتضامن مع الفلسطينيّين، ولو استمرّت هذه الحملات لوجد الاحتلال نفسه في عزلة بسبب حجم الإدانة الملقى على عاتقه، ويمكن لوسائل الإعلام ومنظمات المجتمع الدولي أن تؤدّي دورا كبيرا في الضغط على الرأي العام الدولي لقطع الطريق في وجه مكائد الاحتلال لسرقة كل فلسطين عبر التضليل، وبواسطة العنف وتحت طائلة التهديد.