كان للمناضلة الجزائرية دور بارز في الثورة التحريرية من أجل استرجاع السيادة الوطنية، حيث سجلت حضورا لا يستهان به في عملية التصدي للاستعمار الفرنسي، ورسمت صورة ناصعة عن تضحيات المراة ومقاومتها الباسلة، ولعل أبرز مثال لاحدى خنساوات الجزائر، رمز المقاومة النسوية، أم المجاهدات (لالا فاطمة نسومر). حضور المرأة جسدته في أبرز المقاومات الشعبية من خلال تصديها أمام أخيها الرجل للاحتلال، في ساحات المعارك، وكان لرمز المقاومة النسوية، شرف تدشين انخراط المرأة في النضال المباشر والمتعدد الأشكال، ومن ثم أصبحت القدوة وكانت بمثابة النبراس الذي أنار طريق النضال النسوي، فبرزت أسماء ثقيلة أمثال الشهيدات حسيبة بن بوعلي ومريم بوعتورة، زيزة مسكية، مريم قايد، وريدة مداد فضيلة سعدان...وغيرهن، ورمز آخر من رموز الكفاح الذي خاضته المرأة،أبرزه جميلة بوحيرد التي تعدى صيتها حدود الوطن لتصبح واحدة، إن لم تكن أهم إسم يتداول، عند الحديث عن نضال المرأة في العالم العربي وغيره. وبقدر ما كان حضور المرأة قويا في النضال، ومشاركتها الفعالة لنيل الاستقلال، سواء في المدن أو الأرياف، بقدر ما كانت المعلومات شحيحة عن كل ما يتعلق بالدور الحقيقي الذي لعبته المرأة في مسيرة كفاحها الطويل والمؤلم جدا. ماعدا تلك الأسماء النضالية البارزة القليلة التي يتم تداولها في المناسبات، فإن الكثير من الشهيدات والمجاهدات لم يأخذن حقهن في جزائر ما بعد 50 سنة عن الاستقلال، في التعريف بهن وببطولتهن وبما قدمن من تضحيات في سبيل الوطن رغم همجية المستعمر ومحاولاته النيل من شرفهن، وكم كان مؤلما بالنسبة لهن. رد الاعتبار لكل جميلات وخنساوات ومجاهدات وشهيدات الجزائر، قد لن يتم إلا بإماطة اللثام عن هذا الكم الهائل من النساء اللائي لازلن في طي النسيان واللائي وهبن حياتهن من أجل أن تحيا الجزائر حرة، وهي المهمة التي تقع على عاتق وزارة المجاهدين ولاسيما المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية، في احصاء عدد الشهيدات في كل مناطق الوطن الشاسعة، وفي القرى والارياف وكذا عدد المجاهدات وطبيعة النضال النسوي الذي يكاد يحصر في مهام سطحية، في حين أن المرأة المناضلة كانت مقاومة وحملت السلاح والقنابل وكانت في فرق الكومندو، كما حملت القلم ودافعت عن القضية وأثبتت جدارتها في الكفاح المسلح كما تفعله اليوم من خلال نضالها الدائم لرفع تحدي إثبات وجودها بالعمل الجدي والدؤوب في إطار مبادئ ثورة أول نوفمبر، وقيم المجتمع.