أدّى القصف الصّهيوني المستمر للشهر الرابع على التوالي إلى استشهاد قرابة 12500 طفل، ما يمثل أكثر من 60 بالمائة من العدد الإجمالي للشهداء. في تعليق على فظاعة حرب الإبادة، قال المفوّض العام للأمم المتحدة فيليب لازاريني إنّ "محنة الأطفال في غزة مأساوية بشكل خاص..لقد عانى جيل كامل من الأطفال من الصدمة وسيحتاج لسنوات حتى يتعافى، كما تعرض الآلاف للقتل، والتشويه واليتم، وحرم مئات الآلاف من التعليم؛ إن مستقبلهم في خطر مع عواقب بعيدة المدى وطويلة الأمد عن حال أطفال غزة". أكّد فيليب لازاريني أن الأزمة في غزة هي كارثة من صنع الإنسان "وقد تفاقمت بسبب اللغة اللاإنسانية، وكذلك استخدام الغذاء والماء والوقود كأدوات للحرب". وقال إن العملية الإنسانية في القطاع هي من بين أكثر العمليات تعقيدا وتحديا في العالم وسط "عدد لا يحصى من العقبات التي تحول دون التوزيع الآمن والمنظم للمساعدات". وقال إن المساعدات الإنسانية وحدها لن تكون كافية "لعكس المجاعة التي تلوح في الأفق". عدوان شامل لم تستثن حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة من السابع أكتوبر الماضي أحدا، فقتلت قوات الاحتلال أعوان النساء والأطفال والنازحين في ممرات العبور التي حددتها هي، كما قالت أعوان الإغاثة واستهدفت الصحفيين وعائلاتهم، وفي السياق قال لازاريني: "قتل العاملون في مجال الإغاثة، بمن فيهم 146 من زميلاتي وزملائي في الأونروا، جنبا إلى جنب مع الأطباء والصحفيين والأطفال، ولم يسلم أحد. تمّ هدم أحياء سكنية بأكملها وأماكن عبادة ومبان تاريخية، مما أدى إلى القضاء على قرون من التاريخ والحضارة وذكريات الناس". إعادة القيمة للحياة البشرية أكّد المفوّض الأممي في بيان مواصلة الاحتلال اعتداءه على كل حي وجماد في غزة، وقال إنه وعلى الرغم من النداءات المتكررة، فلا يزال وقف إطلاق النار الإنساني غير ساري المفعول "لوقف قتل الناس في غزة وتمكين التسليم الآمن للغذاء، والدواء، والماء، والمأوى"، فيما أدى فصل الشتاء لمفاقمة تدهور ظروف الحياة، خاصة بالنسبة لأولئك الذين يعيشون في العراء. وأضاف أنّ القصف المستمر في جميع أنحاء قطاع غزة أدى إلى "أكبر تهجير للشعب الفلسطيني منذ عام 1948"، حيث أصبحت ملاجئ "الأونروا "مكتظة بالنازحين الذين يفتقرون إلى كل شيء، من الطعام إلى النظافة إلى الخصوصية، وهم يعيشون في ظروف غير إنسانية فيما تنتشر الأمراض وتقترب المجاعة بشكل سريع. وعليه شدّد المفوّض العام على ضرورة توفير الحماية للمدنيين وقال: "لقد حان الوقت لاستعادة قيمة الحياة البشرية".