كشفت مصادر إعلامية أمس أن منشقين عن حركة أنصار الدين في شمال مالي يعملون لصالح الاستخبارات الفرنسية هم الذين دلوا القوات الفرنسية والمالية والتشادية إلى مخبأ عبد الحميد أبو زيد المسؤول على تنظيم القاعدة بمنطقة الساحل الصحراوي، هذا فيما تتريث السلطات الفرنسية لتأكيد مقتل أبو زيد إلى حين الحصول على نتائج تحاليل الحمض النووي لأقارب أبو زيد من السلطات الجزائرية. نقلت مصادر إعلامية عربية عن مسؤول أمني جزائري قوله إن منشقين عن حركة أنصار الدين لزعيمها أياد أغ غالي، إحدى أكبر التنظيمات المسلحة التي تخوض الحرب في شمال مالي،هم الذين كشفوا مخبأ عبد الحميد أبو زيد، واسمه الحقيقي غدير محمد، أمير كتيبة طارق بن زياد التابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، الذي أعلنت القوات التشادية مؤخرا خبر مقتله في مواجهات ساخنة بجبال »أدرار إيفوغاس« شمالي مالي على مقربة من الحدود مع الجزائر. وبحسب نفس المصدر فإن القوات الفرنسية والمالية والتشادية اكتشفت مخبأ أبو زيد في عمق جبال أدرار إيفوغاس، بفضل تجنيد عملاء سريين في عملية أمنية معقدة، بحيث استثمرت الاستخبارات الفرنسية في الانشقاقات التي شهدتها حركة أنصار الدين، وقامت بتجنيد عدد من المنشقين في صفوفها. وتفيد المعلومات المستقاة من ذات المصدر أن »قوات فرنسية وتشادية ومالية احتشدت بمجرد الحصول من مخبرين سريين على معلومات حول موقع تواجد عناصر كتيبة طارق بن زياد، بقيادة أبو زيد، والمنضوية تحت لواء تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي«، مضيفا أن القوات الفرنسية » كانت متأكدة إلى حد بعيد من أن الرهائن الفرنسيين موجودون مع المجموعة الرئيسية للمقاتلين برفقة أبو زيد في منطقة جنوب مدينة تساليت بشمال مالي، وتحديدا في إحدى الممرات الجبلية في مرتفعات إيفوغاس«، واستطرد المسؤول الأمني الجزائري في نفس السياق:»المعركة بدأت بمشاركة حوالي 3 آلاف جندي فرنسي وتشادي ومالي لحصار كتيبة طارق بن زياد، من أجل انتزاع الرهائن الفرنسيين، ما أودى بحياة 40 مقاتلا من الكتيبة، أكثر من نصفهم ليسوا من مالي«، وختم المسئول الجزائري بأن »القوات الفرنسية الخاصة تواصل حاليا عملياتها في مواقع متفرقة بمنطقة أدرار إيفوغاس لتحرير الرهائن الفرنسيين«. ويعتبر محمد غدير المكنى بعبد الحميد أبو زيد، أمير كتيبة طارق بن زياد التابعة للفرع المغاربي للقاعدة، القيادي البارز في تنظيم القاعدة بمنطقة الساحل الصحراوي، ويعتبر هذا الشخص الذي بدأ حياته كمهرب للسجائر ومختلف الممنوعات، أحد أكثر القيادات الإرهابية تشددا، إلى جانب مختار بلمختار المكنى بالأعور الأمير السابق لكتيبة الملثمين التابعة لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، والذي أنشأ فيما بعد التنظيم المسمى »الموقعون بالدماء«، المسؤول عن عملية احتجاز الرهائن بالمنشأة الغازية »تيقنتورين« بإن أميناس منتصف جانفي المنصرم، أعلن عن مقتله هو الأخر في عملية للجيش التشادي بشمال مالي. وتتحفظ السلطات الفرنسية عن تأكيد خبر مقتل عبد الحميد أبو زيد لغاية اللحظة، ويرجح أن تكون قد فضلت انتظار الحصول على تحاليل الحمض النووي لأقارب أمير كتيبة طارق بن زياد، وهذا من السلطات الجزائرية التي شرعت هي الأخرى في التحقيق في خبر مقتل عبد الحميد أبو زيد.