افتتحت بدار الثقافة هواري بومدين بسطيف، أمسية الخميس، الطبعة الثانية لتظاهرة "أيام المسرح العربي" الشهيد "حسان بلكيرد" بتقديم عرض مسرحي بعنوان "صمود حنظلة" سلّط الضوء على صمود أطفال غزّة بفلسطينالمحتلة. وقد أثر العرض المسرحي في نفسية الجمهور الذي توافد على دار الثقافة وصفّق بشكل متواصل للممثلين الذين شاركوا في هذا العمل، الذي تطرّق على مدار 30 دقيقة من الزمن لمعاناة أطفال غزّة جراء الاعتداءات الصهيونية وصمودهم رغم كلّ الظروف. وقد استهل العرض بمجسّمات ضحايا مكفّنة وملطّخة بالدماء منتشرة فوق الركح يتوسّطها طفل وبهلوان حزينان بالموازاة مع انبعاث موسيقى حزينة زادت المشهد تأثيرا، ليعتلي بعدها خشبة العروض ثلّة من الفنانين الذين أبدعوا في تسليط الضوء على آلام أهل "غزّة" الجريحة من خلال عديد اللّوحات ، على غرار مشهد الأم التي تبحث عن فلذة كبدها (ابنتها) وسط الركام. وتتوالى مشاهد ذات العرض الذي قام بتأليف نصه وتصميمه الفنان جمال لعبيدي بتصوير بشاعة المجازر الصهيونية المرتكبة ضدّ الفلسطينيين العزّل، بإستعمال تقنيات عصرية (فيديوهات حقيقية) مصحوبة برقصات كوريغرافية قامت بأدائها الفنانة الجزائرية خديجة غميري للدلالة على تضحيات المرأة الفلسطينية. وعقب هذا العرض الذي تفاعل معه الحضور بكلّ جوارحه، صرح الفنان جمال لعبيدي لوأج أنّ هذا العمل "شارك فيه 30 فنانا 12 منهم من مختلف الدول العربية المشاركة في هذه الطبعة"، مبرزا أنّه "تم إنجازه في ظرف قياسي باستعمال تقنية التواصل عن بعد مع الفنانين العرب". بدوره، نوّه مدير الثقافة والفنون لولاية سطيف، عامر الهاشمي خلال كلمته الترحيبية بالضيوف المشاركين في هذه التظاهرة الثقافية المتمثلين في: فلسطين كضيف شرف وتونسوالعراق وسلطنة عمان، مؤكّدا أنّهم سيساهمون دون شكّ في إثراء المشهد الثقافي من خلال عروضهم المسرحية التي ستزيّن الفضاء الثقافي بسطيف. وأفاد بأنّ برنامج هذه الطبعة يتضمّن عرض مسرحيتين "2" جزائريتين هما "اللعبة" لتعاونية "رفقاء نجمة" من ولاية سطيف و«حلاق إشبيليا" للمسرح الجهوي بعنابة، وكذا مسرحيات "حاجة أخرى" من تونس و«الغريب النقيب" من سلطنة عمان و«بأم عيني" من فلسطين و«عزرائيل" من العراق. من جانبه، أوضح رئيس المجلس الشعبي لبلدية سطيف الممول الرئيسي لهذه التظاهرة، حمزة بلعياط في كلمته بالمناسبة أنّ "سطيف مدينة الشهداء ومنبت المقاومة وقبلة الأحرار من رجال الحركة الوطنية بكلّ أطيافها، ومنهم الشهيد الفذّ حسان بلكيرد الذي سميت بإسمه هذه التظاهرة الثقافية". للإشارة، سيرافق الطبعة الجديدة من هذه التظاهرة معرضا للفنون التشكيلية بالبهو الرئيسي لدار الثقافة هواري بومدين والعديد من الورشات التكوينية في مجال المسرح، على غرار السينوغرافيا والتمثيل والإخراج من تأطير خبراء في المجال من الجزائر ومن الدول المشاركة.