بينما يصرّ الكيان الصهيوني على مواصلة إبادته في قطاع غزة، تزداد عزلته عالميا، حيث تطارده موجة من الإدانات والاستنكارات الدولية، وفي السياق، ترى صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن الضغوط الدولية الكبيرة تركت الحكومة الصهيونية ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو في عزلة شديدة، باستثناء أقوى حليف لها، الولاياتالمتحدة التي تمنح الاحتلال الحماية الكاملة من أي حساب أو عقاب . وحتى الولاياتالمتحدةالأمريكية بموقفها الشاذ والمنحاز، تمضي هي الأخرى إلى العزلة وتواجه إدانة كبيرة من قبل الرأي العام العالمي، و حتى على المستوى الداخلي، إذ أصبحت الدوائر الانتخابية التقدمية والشبابية والعرب الأمريكيين في الحزب الديمقراطي غاضبة وتنتقد بشدة بايدن لدعمه الكيان الغاصب". لكن حتى الآن لم يسمح بايدن للضغوط الدولية أو المحلية بالتأثير على نتنياهو. كما بات الكيان الصهيوني يتعرض لضغوط وإدانات حتى من الدول الغربية، إذ أصبحت الأصوات الداعية إلى وقف القتال مدوية في الأيام الأخيرة،.وفي لندن، دعا حزب العمال المعارض، الثلاثاء الماضي، إلى وقف فوري لإطلاق النار، مغيّراً موقفه عن حزب المحافظين الحاكم، في ظل تفاقم الوضع بقطاع غزة. والثلاثاء الماضي، استخدمت الولاياتالمتحدة حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لمنع صدور قرار، برعاية الجزائر، يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة. وهذه هي المرة الثالثة خلال حرب غزة التي تستخدم فيها الولاياتالمتحدة (الفيتو) ضد قرار يضغط على الكيان الصهيوني. ومنذ إنشاء الأممالمتحدة عام 1945، أي قبل قيام الكيان الصهيوني بثلاث سنوات، استخدمت الولاياتالمتحدة حق النقض أكثر من 40 مرة لحماية دولة الاحتلال من مجلس الأمن. لكن في الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث الأمريكيون مجرد صوت آخر، أصبحت القرارات ضد الكيان الغاصب أمرا شائعا. في السياق، تحرك الآلاف من المتظاهرين إلى مكاتب مجلس الشؤون العامة الأمريكي- الصهيوني في نيويورك يوم الخميس، مستهدفين كلاً من لجنة الشؤون العامة الصهيونية (أيباك) ومشرعين متهمين بأخذ يأخذ ملايين الدولارات من "اللوبي الصهيوني " مقابل معارضة وقف إطلاق النار في غزة. وبقيادة منظمة الصوت اليهودي من أجل السلام، سار المتظاهرون إلى مقر"أيباك"حاملين أحرفًا كبيرة مكتوب عليها أسقطوا "أيباك"، ولافتة كتب عليها "إيباك تمول الإبادة الجماعية"، بالإضافة إلى لافتات تدرج أسماء مشرعين في نيويورك متهمين بأخذ أموال الحملة من المجموعة بينما يعارضون وقف إطلاق النار في غزة.