فرص للأساتذة والباحثين لتجسيد ابتكاراتهم والمساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية أكد وزير التربية الوطنية عبد الحكيم بلعابد، أمس، حرص الوزارة على تجسيد الموقف الاستباقي للحكومة الجزائرية ومختلف المؤسسات العمومية، من أجل توفير بيئة ملائمة للابتكار ونمو ريادة الأعمال في الوسط التربوي، من خلال جعل المدرسة بيئة خصبة للإبداع والتميز، إلى جانب منح الأساتذة والباحثين فرص تجسيد ابتكاراتهم بهدف المساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد. أوضح بلعابد خلال إشرافه على يوم دراسي حول «دمج المدرسة الجزائرية في منظومة الابتكار، المقاولاتية والمؤسسات الناشئة» بالمعهد الوطني للبحث في التربية بالعاشور، أن هذه المبادرات تعطي فرصا جديدة للفاعلين التربويين المتميزين باستغلال ابتكاراتهم وتحويل نتائج البحث إلى حلول عملية مجدية، ومنتجات أو خدمات تتماشى مع الرهانات العلمية لبلادنا، وهو الأمر المنبثق عن برنامج رئيس الجمهورية. لهذا يتعين - بحسبه- ترقية التعليم العلمي والتكنولوجي وتكوين مواطنين قادرين على المبادرة والإبداع وهو الأمر الذي يبدأ من المدرسة. وبحسب الوزير، يتعين اكتساب الكفاءات اللازمة التي تسمح للأجيال الصاعدة بإجادة الاستعمالات المختلفة للمعارف العلمية في حياتهم المدرسية، الاجتماعية والمهنية، وكذا تنمية الفكر المقاولاتي المنشئ لذهنية جديدة لدى مواطن الغد وهو ما تعمل عليه الوزارة، من خلال النوادي العلمية ونوادي الذكاء الاصطناعي والروبوتيك المتواجدة بالمؤسسات التعليمية. فبخصوص مراكز الذكاء الاصطناعي، تحصي الوزارة على مستوى الأطوار الثلاثة، 69 ناديا منها 15 في مؤسسات التعليم الابتدائي 33 بمؤسسات التعليم المتوسط و22 ناديا بالثانويات، ويقدر التلاميذ المنخرطون في النوادي 825 تلميذا، مشيرا إلى أنه قد تم تسجيل لهؤلاء التلاميذ 57 إنجازا إبداعيا وابتكاريا، كما أن الروح الابداعية لهؤلاء التلاميذ سمحت لهم بالمشاركة في مسابقات عربية وعالمية. أما نوادي الروبوتيك فبلغ عددها في المراحل التعليمية الثلاث، 150 نادي، 13 في الابتدائي و31 في المتوسط و14 في الثانوي، وينشط ضمن هذه النوادي 699 تلميذ، وقد سجل لهم 40 اختراعا. وذكّر بلعابد بحرص الوزارة على تشجيع تلاميذها، حيث أطلقت سنة 2018 مشروعا تفاعليا حول المقاولة لفائدة مجموعة من التلاميذ من 17 ولاية، بثانوية حسيبة بن بوعلي بالقبة، والتي شكلت تجربة نموذجية ساهمت في تدريب التلاميذ على منهج بناء مشاريعهم بمبادرات شخصية والعمل ضمن ورشات ومجموعة من المشاريع، أظهر فيها التلاميذ قدراتهم الابداعية والابتكارية، كما قدموا شروحات حول محاكاة في فن التسويق التجاري، فكانت التجربة الاولى في مجال تنمية الثقافة في المقاولات في بعدها المنهجي. وفي إطار المقاول الصغير سنة 2021، تم العمل على ترسيخ الفكر المقاولاتي لدى التلاميذ وتعليمهم المهارات الريادية، فضلا عن روح المبادرة والابتكار. وذهبت الوزارة إلى أبعد من ذلك، من خلال الخطوة التي خطاها المعهد الوطني للبحث في التربية، من خلال حصوله على علامة لإنشاء حاضنة أعمال وهي مبادرة رائدة في قطاع التربية الوطنية، ليطلق المعهد في الوقت ذاته المسابقة الوطنية لاقتراح مشاريع ابتكارية في ميدان التربية والتعليم بعنوان 2023.