أفاد مراسلون باستشهاد الفتاة مرح طلال اليازجي البالغة من العمر 15 عاما نتيجة سوء التغذية في مدينة غزة. يشار إلى أنه باستشهاد اليازجي، ترتفع حصيلة الشهداء نتيجة التجويع الذي يمارسه الاحتلال بحق الفلسطينيين، إلى 18 شهيدا، منهم 16 طفلا، والثلاثاء استشهد مسن فلسطيني، نتيجة الجوع، وانعدام الغذاء شمال قطاع غزة. ذكرت مصادر فلسطينية، أن الشهيد يدعى عبد الرحمن الدحدوح، وهو مسن، من حي الزيتون جنوب مدينة غزة، ونقل إلى المستشفى نتيجة حالة ضعف شديد، بسبب سوء التغذية والجفاف، نتيجة الحصار المتواصل والتجويع الذي يفرضه الاحتلال على الفلسطينيين شمال القطاع. وأوضحت طبيبة في مستشفى الشفاء، أن حالة المسن، وصلت إلى المستشفى، بوضع سيئ للغاية ودون حراك، وبعد فحصه، تبين أنه يعاني من جفاف شديد للغاية، وهزال، نتيجة الجوع المتواصل، ليس منذ فترة بسيطة بل منذ أشهر. هياكل عظمية وبث نشطاء لقطات للشهيد قبل تكفينه، ويظهر جسده كهيكل عظمي، دون عضلات بسبب التجويع الشديد الذي كان يعاني منه، كحال السكان في شمال قطاع غزة، بفعل جرائم الاحتلال. والاثنين أعلن عن استشهاد الطفل يزيد الكفارنة، وهو مصاب بمرض نادر، ومن ذوي الاحتياجات الخاصة، من بلدة بيت لاهيا، والذي نزح مع عائلته إلى رفح، ورغم ذلك فإنه كان يعاني من سوء التغذية والجفاف الشديد، واستعان الأطباء بالمحاليل الطبية، لمحاولة إنقاذ حياته إلا أنه استشهد نتيجة الجوع الشديد. وتشهد مناطق شمال قطاع غزة، حصارا خانقا، من قبل الاحتلال، بمنع دخول المساعدات الغذائية، والطحين والماء الصالح للشرب، ما تسبب في تفاقم الوضع الإنساني للسكان، والذين يقدر عددهم بنحو 700 ألف نسمة. وعلاوة على التجويع، فإن الاحتلال ارتكب العديد من المجازر، بحق الفلسطينيين الباحثين عن لقمة لأطفالهم، خاصة في المجزرة التي ارتكبها قبل أيام، حين فتح نيران دباباته وأطلق القذائف على منتظري شاحنات المساعدات، ما أدى إلى استشهاد 114 فلسطينييا، وإصابة المئات، أغلبهم بإصابات خطيرة، في ظل انعدام العلاج. وحذرت الأممالمتحدة من أن المجاعة واسعة النطاق في غزة باتت نتيجة "شبه حتمية" إذا لم يتم التحرك لتجنبها. ومن المتوقع أن تخلص الجهات المعنية إلى نتيجة رسمية الأسبوع المقبل بأن المجاعة وصلت إلى القطاع الساحلي الذي يبلغ عدد سكانه 2.2 مليون نسمة. ضمير الإنسانية مصدوم وحول الوضع الإنساني الكارثي الذي يواجهها لفلسطينيون، قال مقرر الأممالمتحدة الخاص المعني بالحق في السكن اللائق، إن حجم وشدة الدمار في غزة "أسوأ بكثير مما حدث في دريسدن وروتردام خلال الحرب العالمية الثانية". ومدينتا دريسدن وروتردام الأوروبيتان، تعرضتا لقصف عنيف خلال الحرب العالمية الثانية، ما أدى إلى دمار واسع ومقتل وإصابة عشرات الآلاف وتشريد الكثيرين. وأضاف راجاجوبال، في معرض تقديم تقريره أمام مجلس حقوق الإنسان، الثلاثاء، أن "الأزمة الحالية في غزة تصدم ضمير الإنسانية". وأشار إلى أن أكثر من مليون شخص مكتظون في رفح، ويفتقرون بشدة إلى المأوى الملائم خلال فصل الشتاء، ويواجهون المجاعة والمرض. ولفت إلى أن "كل ما يجعل السكن ملائما؛ الوصول إلى الخدمات أو الوظائف أو الثقافة المدارس والأماكن الدينية، الجامعات والمستشفيات، كلها سويت بالأرض". وأكد الخبير الأممي، أن العديد من الصراعات في جميع أنحاء العالم شهدت على نحو متزايد "تدميرا منهجيا أو واسع النطاق وهائلا وتعسفيا" للمساكن والبنية التحتية المدنية، وجميعها تشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، إلا أنه شدد على أن حجم وشدة الدمار في غزة أسوأ بكثير. وأوضح أنه "عندما يفقد الناس منازلهم، فإنهم يفقدون أكثر من مجرد الهياكل المادية، فالمنزل أكثر من مجرد عقار. إنه أيضا مستودع للذكريات والآمال والتطلعات". 80 بالمائة من الأسر بلا مياه النظيفة قالت الأممالمتحدة، إن 80 بالمائة من الأسر في غزة لا تتوفر لديها مياه نظيفة. جاء ذلك في مؤتمر صحفي، لمتحدث الأممالمتحدة ستيفان دوجاريك. وأوضح متحدث الأممالمتحدة أن هناك مشكلات خطيرة بخصوص المياه والصرف الصحي بسبب الاكتظاظ في الملاجئ. وأضاف أن نحو 340 شخصا يضطرون إلى استخدام مرحاض واحد، مقابل دش استحمام واحد لكل 1300 شخص، بينما تفتقر 80 بالمئة من الأسر إلى المياه النظيفة.