نظّمت مديرية التجارة وترقية الصادرات لولاية بومرداس، عدة أنشطة تحسيسية وإعلامية بمناسبة إحياء اليوم العالمي لحقوق المستهلك والأسبوع العربي لحماية المستهلك، الذي تزامن هذه السنة مع شهر رمضان الفضيل، وشكّل هو الآخر فرصة لتكثيف حملات التوعية لدى المواطنين، من أجل ترشيد عملية الاستهلاك والرفع من درجة الوعي في مختلف التعاملات التجارية والاطلاع على المعلومات الخاصة بتركيبات المنتجات قبل الشراء خاصة ما تعلّق بمدة صلاحية المنتوج، حفاظا على حياته وعائلته من التسممات الغذائية.. كان اليوم العالمي لحقوق المستهلك وكذا الأسبوع العربي لحماية المستهلك، فرصة لمصالح مديرية التجارية والفاعلين في مجال حماية المستهلك بالتنسيق مع وسائل الإعلام لتنظيم جملة من الأنشطة الهادفة إلى رفع درجة الوعي بين المواطنين بهدف ترشيد عملية الاستهلاك اليومي وتجنب الإقبال بلهفة لاقتناء المواد الغذائية وبدون وعي بطبيعة ما يتمّ اقتناؤه من منتجات مصنعة ومعلبة، قد تتسبب في كوارث صحية وتسممات خاصة في حالة إهمال الجانب المتعلق بشروط الحفظ الجيد وعدم احترام سلسلة التخزين والتبريد، وأقلها تجاهل الاطلاع أو قراءة محتويات المواد المصنعة أو الوسم الذي يلزم صاحب المنتوج على تقديم كل المعلومات والتركيبات الكيماوية التي تدخل في إنتاج وصناعة المادة الغذائية. وبهدف ترسيخ أكثر للثقافة الاستهلاكية لدى المواطن الذي يعتبر شريكا فعّالا، إلى جانب مصالح الرقابة وقمع الغش في مواجهة تلاعبات بعض التجار والمصنعين الذين لا يحترمون الشروط الخاصة بإنتاج وحفظ المواد الغذائية خصوصا منها الحساسة كمشتقات الحليب والأجبان، نظمت مديرية التجارة بالتنسيق مع مديرية التكوين المهني والتمهين على الهامش زيارة بيداغوجية تطبيقية إلى مؤسسة "انالكا الجزائر" للحوم لفائدة متربصي المعهد الوطني المتخصص في السياحة والفندقة ببومرداس، من أجل الاطلاع أكثر على كيفية عمل واحترام سلسلة التبريد والتخزين للمنتجات المبردة والمجمدة وهي نفس الطريق متبعة على مستوى المطابخ بالمؤسسات الفندقية وغيرها. وشملت التظاهرة الإعلامية أيضا شقّا مهما، يتعلق بظاهرة التبذير اليومي لمختلف المواد الغذائية التي تزداد حدة خلال شهر رمضان، حيث يقع المستهلك تحت طائلة الصيام للإقبال بلهفة ومبالغة ودون وعي على شراء المواد الغذائية بكميات تفوق حاجة عائلته، وفي هذا الإطار، أطلقت مصالح مديرية التجارة حملات تحسيسية توعية بمناسبة الأيام الوطنية لمكافحة التبذير الغذائي خلال شهر رمضان تحت شعار "كل وجبة غذاء تحمل قصة وجهد"، حيث كان لوزيرة التضامن الوطني والأسرة شرف إعطاء إشارة انطلاق القافلة التحسيسية لترشيد الاستهلاك والتقليل من آفة التبذير التي تزداد نسبيا خلال هذا الشهر بسبب وقع الصيام على الأشخاص والعائلات التي يلجأ أحيانا كل فرد منها إلى شراء مادة الخبز بأنواع وأشكال متعدّدة وفي النهاية لا يتمّ استهلاك إلا كمية قليلة والبقية يتمّ التخلص منها. وتبقى مثل هذه الحملات التحسيسية والإعلامية لمكافحة ظاهرة التبذير والتقليل منها ضرورية بنظر المتابعين وممثلي جمعيات حماية المستهلك التي تعود بالفائدة على المواطن والعائلات، خصوصا الهشة منها التي تواجه تبعات اقتصادية واجتماعية وتكاليف مضاعفة لتحقيق حاجيات أبنائها وأيضا على الاقتصاد الوطني الذي يتعرض إلى نزيف بطيء في الموارد الغذائية، ولو أن الإحصائيات على مستوى ولاية بومرداس تشير إلى تراجع هذه الظاهرة وبالأخص في مادة الخبز، حسب تصريحات سابقة لممثل مادينات، حيث سجل مركز الردم التقني بقورصو في السنتين الماضيتين أقل من 300 كلغ، بعدما كان يتجاوز 1300 كلغ، وهذا راجع طبعا لعدة عوامل، أهمها الأزمة الاقتصادية التي سجلت بعد جائحة كورونا وارتفاع أسعار المواد الأساسية، منها الحبوب والبقول الجافة التي دفعت الكثير من الأسر إلى مراجعة حساباتها والعودة إلى سياسة التقشف وترشيد الاستهلاك حماية لمدخراتها المالية.