أعربت الخارجية الروسية أمس عن أملها في أن تتمكن لجنة الحوار والمصالحة التي تم تشكيلها في مالي من التسوية العاجلة للأزمة في البلاد.وذكر بيان لوزارة الخارجية الروسية أنه من المهم إعادة النظام الدستوري والتطور السلمي والديمقراطي للبلاد وأنه من الضروري تنفيذ الجوانب الأخرى من خارطة طريق للمرحلة الانتقالية في مالي ومن ضمنها الانتخابات الرئاسية والبرلمانية. وكانت حكومة مالي قد أعلنت يوم الأربعاء الماضي رسميا عن تشكيل لجنة للحوار والمصالحة التي مهمتها وضع نهاية للأزمة السياسية التي تشهدها البلاد منذ أكثر من سنة. وأكدت روسيا في وقت سابق أنها لا تستبعد انتقال قيادة العملية العسكرية في مالي الى الأممالمتحدة، مرجحة أن طرح هذه المسألة للنقاش سيتم في أواخر الشهر الجاري ، وقالت أن نشر بعثة أممية لحفظ السلام في مالي يجب أن يكون مصحوبا بخطوات تهدف الى إعادة النظام الدستوري في البلاد . ومن ناحية ثانية أعلنت مصادر إعلامية أن رتلا عسكريا مشتركا بين الجيشين المالي والفرنسي فتح النارالخميس على مجموعة من البدو في منطقة تلفنتقت الواقعة على بعد 120 كلم شمال شرق مدينة غاو، مما أسفر عن مقتل 13 شخصا وإصابة 16 بجروح متفاوتة الخطورة. ونقلت المصادر أن الرتل العسكري غادر منطقة تلفنتقت بعد ذلك ومر بمخيمات أخرى من البدو الرحل واعتقل كل من فيها من الرجال والنساء والأطفال . وكانت الأممالمتحدة ومنظمات حقوقية دولية قد طالبت بفتح تحقيق في الانتهاكات التي يقوم بها الجيش المالي ضد الطوارق والعرب في منطقة شمال مالي. ومن ناحية ثانية، أكد السفير الأمريكي لدى نيجيريا تيرانس ماكولي، أمس، أهمية تبني توجهات اقتصادية واجتماعية تركز على حل مشكلة الفقر المنتشر في شمال نيجيريا لدرء خطر جماعة بوكو حرام. وشدد ماكولي في تصريحات صحفية أمس على ضرورة اتباع توجهات جديدة للتعامل مع العنف الذي تمارسه جماعة بوكو حرام، وعدم الاعتماد الكلي علي الحل الأمني. وحول العلاقة بين الجماعة والارهابيين في مالي، قال الدبلوماسي الأمريكي إن بلاده لديها معلومات تفيد بأن بعض أعضاء بوكو حرام يسافرون إلى شمال مالي للتدريب على العمليات الإرهابية ثم يعودون إلى نيجيريا. جاءت تصريحات ماكولي بعد أيام من تصريحات للرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، قال فيها إن الفقر في شمال نيجيريا الذي تقطنه أغلبية سكانية مسلمة يغذي العنف والأزمات والتفجيرات التي يقوم بها الارهابيون. تجدر الإشارة إلى أن جماعة بوكو حرام التي يعني اسمها تحريم التعليم الغربي وتقاتل من أجل الإطاحة بالحكومة النيجيرية وتأسيس ما تسميه دولة إسلامية، قادت عمليات اجرامية شملت عدة ولايات في الجزء الشمالي من نيجيريا في عام 2009 قتل فيها المئات. وأعلنت مسؤوليتها عن هجمات دامية في البلاد في 2012 و2011 بما فيها الهجوم على مبنى الأممالمتحدة في أبوجا في شهر أوت 2011 والهجمات على بعض الكنائس أواخر العام 2011 وأوائل العام الماضي والهجمات على مقرات عدد من الصحف في أبوجا في شهر أفريل الماضي وتوعدت بشن المزيد منها إذا لم تطلق الحكومة سراح أعضائها المعتقلين في السجون النيجيرية وتطبق الشريعة في الولايات ذات الأغلبية المسلمة. وفي إطار تكتيف جرائمها اغتال مسلحون من بوكو حرام الخميس اثنين من كبار أعضاء حزب الشعب الديمقراطي الحاكم بنيجيريا في مدينة ميدوجوري بولاية بورنو إحدي المعاقل الرئيسية للجماعة شمال شرق البلاد. وجاء مقتل العضوين بعد أيام من انتهاء زيارة للرئيس جودلاك جوناثان الى المدينة التي تنشط فيها جماعة بوكو حرام، حيث رفض الرئيس طلبا تقدم به بعض رجال الدين المسلمين للعفو عن أعضاء الجماعة مقابل إنهاء العنف.