يقضي شباب المنطقة الجنوبية لولاية سيدي بلعباس سهرات رمضان هذه السنة بالمسابح البلدية وبالملاعب الجوارية للترويح عن النفس قبل النوم. أصبح شباب بلديات الجنوب الولائي يتوجهون الى المسابح شبه الأولمبية التي تم فتحها الصائفة الماضية بعدد من البلديات وهذا قصد الترفيه عن النفس، فمنهم من يجلس بنادي ألعاب الشطرنج ومنهم يفضل السباحة بالمسبح المغطى ومنهم من يجلس على طاولة المقهى، يتسامرون مع أقرانهم ويتبادلون الحديث. ويعرف المسبح البلدي الشهيد بهلولي الشيخ ببلدية مرحوم إقبالا للشباب بعد صلاة التراويح، بعدما كانوا السنوات الماضية يتوجهون الى مدينة سيدي بلعباس وقطع مسافة قد تزيد عن 100 كلم لقضاء السهرة والعودة في ساعة متأخرة من الليل متكبدين عناء الطريق ومصاريف النقل. مبادرة السلطات البلدية ومدير المسبح شبه الأولمبي استحسنها الشباب الذي أصبح بإمكانه الاستفادة من خدمات بالمجان لم تكن في متناوله وكان الشارع هو ملاذه الوحيد لسهرات رمضان قبل الخلود الى النوم. وببلديات أخرى، يجري الشباب الرياضي مقابلات رياضية في كرة القدم بالملاعب الجوارية التي تمت تهيئتها وكسوتها بالعشب الاصطناعي، فبعد صلاة التراويح يتوافد المواطنون من كل الفئات العمرية على الملاعب الجوارية لحضور مقابلات في كرة القدم تجريها فرق محلية ضد فرق لبلديات مجاورة. وبالرغم من برودة الطقس ليلا إلا ان ذلك لا يثنيهم عن الخروج بعد أدائهم لصلاة التراويح للمتعة وتشجيع فريقهم المفضل. أما النسوة والفتيات فتبادل الزيارات بعد الافطار هي الوسيلة الوحيدة للترويح عن النفس بعد يوم شاق في المطبخ يقضينه في تحضير الاطباق لمائدة الافطار. يجلسن حول صينية الشاي وأطباق الشامية والزلابية يتبادلن أطراف الحديث في شتى المواضيع بما فيها الحديث عن الاطباق الرمضانية أيضا أصناف الحلويات التي سيتم تحضريها لعيد الفطر وملابس الاطفال. وقبل انقضاء السهرة تقدم ربة البيت طبق المسفوف باللبن لسحور الضيفات قبل مغادرتهن الى بيوتهن ضاربات موعدا لبعضهن لقضاء سهرة رمضانية أخرى عند إحداهن. وللشيوخ بجنوب الولاية عاداتهم حيث يفضلون الجلوس أمام مسكن أحدهم لشرب الشاي والحديث لسويعات عن ذكريات زمان وعن الاسلاف والمقارنة بين ماضيهم وحاضرهم، أو الحديث عن الموسم الفلاحي الجاف، وعن الاحداث بالساحة الوطنية والعالمية وعن معاناة إخوانهم في غزة، وغيرها من المواضيع الشائكة، قبل الخلود إلى النوم. ويستغل الأطفال فرصة خروج أهليهم للسهر ويخرجون للشارع للعب لساعات من الليل. تلكم هي سهرات أهل الجنوب في شهر رمضان قبل ان يدب السكون بالأحياء.